25- حرية

179 21 60
                                    

.
.
.
.
.

بين ليلة و ضحاها اكتشفت انني لا اعرف عن العالم شيئا !
عرفت ان الحقيقة لطالما كانت مختبئة
علمت ان القدر لم يكن يوما بصفي و لم يكن أيّ من ما حصل قراري او تحت سيطرتي

فجأة عاد نظري إلى مكان شديد الظلمة
و عندها تذكرت اننّي وسط غابة ، نفس الغابة التي رأيتها للتو ... يبدو أنني استرجعت ذاكرتي
بتت اعرف أين كنت و من أين أتيت

نظرت حولي لأجد البقية ممسكين رؤوسهم بقوة ، اذن .. هم أيضا سيتذكرون كلّ شيئ بعد لحظات

مع انقضاء عدّة دقائق عاد الكلّ لحالته الطبيعية ، حالة طبيعية اكثر من كلّ حالاتهم السابقة

تبادل سبعتهم نظرات تحمل الكثير من التعبيرات ، و بها تبادلوا حزنهم حول ما حصل
دهشتهم حول ما أُخفي طول هذه المدة
غضبهم حول الوحوش التي فعلت بهم هذا
و حسرتهم على نسيانهم كلّ ذكرياتهم معاً

عندما تحزن ستبكي
و عندما تفرح ستضحك
لكن عندما تعرف فجأة أنّ حياتك لسنوات كانت لا معنى لها فلن تجد ما يعبر عن مشاعرك

و هكذا دون أيّ فعل يستحق الذكر غير تنديهات متعبة ، هم واصلوا المشي بخطوات ثقيلة
خطوات تحمل معها قلبا مُثقلاً بمشاعر عديدة لا دموعاً قادرة على التخلص منها

و مع طلوع الفجر بدأت نهاية الغابة في الظهور


يقولون ان مع طلوع الفجر تأتي البدايات الجديدة ، أهم بصدد مواجهة سماء حياة أخرى ؟

ما هي الأيام التي قد تأتي حيث يجب أن تشرق الشمس مرة أخرى ؟
مع الغابة الوعرة في ظهورهم هم يُحَيون الشمس
و هي تضيء في أعينهم
أهي حياة لازوردية ؟
يسيرون على الخط طويل الأمد الذي يقطع الأرض الشاسعة
لأن العالم نحتهم على هذا الخط
أين ستتوقف آثار أقدامهم؟
ايّ سماء ستنتشر في نهايته ؟
حتى لو لم يكن العالم الذي هم بصدد اكتشافه هو ما أعطي لهم
هم يركضون إلى المجهول ...

بإشارات تبادلوها بأعينهم هم انطلقوا الى تلك البداية المجهولة ، لطالما ركضوا نحو المجهول و لم يكن آخره بحسنة في حياتهم ، أستكون كذلك هذه المرة ؟

بدأ عدد الأشجار في الإنخفاض معلنا عن أنّ خطواتهم باتت خارج الغابة

وقفوا لوهلة يتمعنون في المكان الذي تركوه و في الأرض التي وصلوا إليه ...

"أحقا ... حصلنا على الحرية؟"
كان هيسونق أوّل من تكلم منذ دقائق طويلة

لقد مررنا بالكثير
نحن نستحق هذا بنهاية المطاف !
هذا ما فكّر به كلّ منهم

مخلوقات الميتم Orphanage Creatures Dove le storie prendono vita. Scoprilo ora