هل سَأنتظر أكثر؟

32 4 2
                                    

إِنَّ القلبَ يخشَع والعين تَدمع وإِنا لِما تَعيشين ياغزة مَحزونون ولا نقول إِلا ما يُرضي اللّه ولا حولَ ولا قوة إِلا باللّه ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُون﴾

هزه رقيقة مع كف يربت على رأسي بلطف .. تحرکت و رفعت رأسي مضيقا عيني للذي يهزني كانت جدتي...تضعني في حضنها و تربت على رأسي كل صباح و تتمتم ببعض الادعية و ما شابه فوق رأسي بعد ان يذهب ابي و اعمامي للعمل.

ـ لا تهزيني .
( جدتي ) : اخرس و نم !
نهضت و قلت : انت لا تساعديني على النوم ! لمَ نقلتيني من فراشي ؟
( جدتي ) : يالجرأتك يا هذا ! ابوك لم يحدثني هكذا قط !
-دعيني و شأني يا امرأة .
نهضت من حضنها و توجهت نحو غرفتي و ابي فتعثرت عند عتبتها و سقطت على وجهي ثم أستيقظت من حلمي ..
استيقظت مبللًا بالعرق

سمعت قهقهة قادمة من غرفة العمة و رفيق
نهضت من الاريكة اتحسس جبهتي المبللة عندها خرجت العمة من الغرفة.

(العمة): استيقظت! سأعد لك الفطار.
- لا أريد، هلّا نعود للمسجد مرة اخرى؟ اتوقع ان ابي قد عاد الان..
تلاشت الابتسامة من وجهها و ردت بالاجابة
ثم قالت: حسنا.. أقلّها كُل شيئا ما بينما اجهز نفسي.

عندها لم احب ان اجادل امرأة بعمرها فلبيت رغبتها.
خاصة عندما كان كل توقعي هو اني لن اعود مرة اخرى لهما و سأجدُ ابي هذا اليوم.

و مرة اخرى و اخرى و اخرى كل توقعاتي باءت بالفشل فلا اب و لا عم بانتظاري..

قضيت اسبوعين عندهما و من كثرة شوقي لأبي و خشيَتي من الّا اراه مرة اخرى كان كل ما بداخلي من خشية و حزن ينعكس على تصرفاتي معهما خاصة الرجل رفيق الذي بات يفضل السكوت عن مجادلتي.

و في فجر احد الايام سألتُ رفيق : لِمَ تُعلق صورك بالبيت؟
رفيق: ماذا؟
- لماذا تعلق صورك في البيت؟ في الغرفة التي انام فيها و هنا؟
سكتَ بوجه خالٍ من التعابير
ثم قال: ليست صورتي.. انه ابني.. الشهيد.

- شهيد؟
(رفيق): أجل..
-كيف مات؟

(رفيق):استشهد.
- فهمت، لكن كيف؟
(رفيق): لماذا تريد ان تعرف؟ مازلت طفلاً.

أصريت عليه بان اعرف ما حدث لولده فشرط علي ان اذهب معه للمسجد و هناك سيخبرني
وافقت و ذهبت معه.. لكنها بالطبع كانت خدعة لم يخبرني بشيء عنه يومها

في طريقِ مَشْيّنا نحو المسجد تكلمت كثيرًا و حدثته عن ابي و اعمامي بعدما كنت متحفظًا في الحديث معه..
وسألته عن ابنه كثيرًا وكان لا يجيب معظم اسئلتي.

- كم كان عمره؟
(رفيق): تسعة عشر سنة.
- ماذا عنك؟ كم تبلغان؟ انت وزوجتك.
(رفيق): أنا في عقدي الرابع وهي أيضًا..
صدمتني اجابته.. بسبب ان الشيب كان يملأ شعره و لحيته و زوجته كذلك.

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Apr 18 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

رَفيقWhere stories live. Discover now