01 . أسطورة

66 6 6
                                    

" الميغالومانيا هي عبارة عن شعور .
ذلك أقصى ما يمكنني قوله من فلسفتي معه .

وقد علمت أنني إذا ترجمتهُ لعالم الأساطير كان حديقة في مدينة العقلاء تم منحها إسم "جنون العظمة " .

في مخيلتي كانت حديقة لها أسوار مخفية لم تكن محدودة لناظر من بعيد .

وقد تتوزعت فيها المقاعد المهجورة ولكن كانت لها فتاة حارسة ترتدي رداءاً أحمر كانت دائمةَ الجلوس في أحد تلك المقاعد .

في زمن مجهول قد عبر الأسوار فتى إسمه نرجس وقد كان بسيط المظهر ، لكن قد كان كل ما تمنته الفتاة .

كان نرجس قد حدد موعد خطوبته منذ أيام قليلة ، ولكن الفتاة لم تعرف وإن عرفت لم تكن لتهتم . فقد وقعت في غرامه بعد الحديث الأول معه .
وأصبحت كل يوم تنتظر مجيئه وحديثه .

عرف شعب مدينة العقلاء أن الروح كانت شمعة في ذلك الزمن .

عكس الفتاة الساكنة في الحديقة التي لم تفقه شيئا .

شمعةُ الفتاة أضاءت بوجود نرجس ولم تنطفئ ، وأصبحت تَقصُر حياة تلك الروح بقِصرِ طول الشمعة .

كانت قد مرضت بالعشق .
أصبحت تهوى يوما بعد يوم .

شاع في المدينة أن نرجس قد سافر في رحلة ما .

حين سمعت الفتاة تلك الأخبار بقيت في ذلك المقعد ولم تغادره طمعاً في مجيئ معشوقها .

وهن جسدها وتحللت جثتها ، إندمجت ذراتها مع التراب .

مرت سنة وقد عبر الأسوار مرة أخرى نرجس و خاتم زواجه يزين إصبعه ، جلس في مقعدها و قدماهُ فوق ترابها .

وضع بجانبه هديته للفتاة التي كانت عبارة عن مِرآة .

سافرت به ذاكرته لحديثه معها حين تحدث معها عن الجمال وكيف يقيمه الناس حين خاطبها قائلا :
"أنت جميلة ،حتى ولو لم توافقي معايير المجتمع "

لتجيبه بنبرة توتر "لا أصدقك ".

فيقول بعدم إهتمام "أنظري للمرآة إن لم تصدقي " .

لتقول له : "لا أملك واحدة " .

ليقدم وجهه أمام وجهها ويقول
" أنظري لإنعكاسك في عيناي إذا "

عاد لواقعه وهو ينظر لخاتمه .

يقال أن في تلك اللحظة قد نزلت دمعة من السماء لامست بشرة نرجس ، كانت بها لعنة جعلت شمعة نرجس تضيء حين نظر لنفسه في المرآة .

أصبح عاشقاً لنفسه وليس لأحد آخر ، ذلك لحفظ كرامة الفتاة العاشقة .

إنتشر في المدينة خبر فتى يجلس محدقاً لنفسه في المرآة .

إستنكر العقلاء ما حدث وقالو إن الحديقة بها خطب ما كسحرٍ سيء مثلا ، متجاهلين تسمية أنفسهم بالعقلاء .

سيرة ذاتية لِميغالومانيا | Autobiography for MegalomaniaWhere stories live. Discover now