05. النوتة C8

42 1 0
                                    

"الوهم  يلتقي بالعقل الباطني فيقُول إحتَضِنِي .
لأُرهقَ هذا الجسد .
لنمنحهُ لليل كَعربُون إمتنان .
ليسكنهُ الأرق .
لتفُز الأحلام ".

__________

" إنه خلفك " .
مع جملته أغمضت عيناي ألعن ذلك السمكة ذو الرجلين أمامي  ، إلتفتت أعلم أن تلك العجوز في المنزل ستغضب من فعلتي  ، رأيت ظل ذلك الشخص ، كان عجوزا  بثياب مريحة تبدو حقا باهظة ، ما خطبي هذه الفترة مع العجائز ؟.

صحيح أنني أقول أن روحي عجوز  لكن ..

نظراته حادة حدقت بي لقد كانت ملائمة لتفاصيل وجهه التي تخللتها التجاعيد .

" أنا .."

قاطع كلماتي بقوله : "من هي العجوز  ؟ ".

"مونيكا ريجي ، ولماذا تقاطع كلامي يا هذا  ".

تجاهل جملتي الأخيرة ببرود ليقول :  ما إسمك و كم تبلغين من العمر   ؟ ".

ضغطت على شفتي ، تبثت نظارتي الطبية بيدي ، أعلم أن ذلك الأحمق يراقب  الحديث .
" إسمي أكتوبر لاتينا فاريل ، و في فبراير القادم أصبح في الثامنة عشر ".

" قاصر إذن ...
خاطب نفسي قائلة " يا له من وغد لما ركز على ذلك ".
قطع حبل أفكاري حين أردف بنبرة تساؤل :
   " هل يمكنك عزف النوتة  C8  ؟".

مع سماع إسم النوتة بهتت ملامحي تلك نوتة قد إستغرقت من شهرا ونصف لتعلمها ومازلت لم أكن  أجيدها لتلك الدرجة .
" نعم سيدي ، أجيد عزفها " .

لا أصدق أنني قد كذبت بشأن مهارتي  .
هل لهذه أريد دخول حديقة الميغالومانيا  والشهرة واستغلال الفرص  شردت مقلتاي في وجهه .

نظر لي بملامح جادة قائلا "أريد سماعها غداً ، لأنني ألاحظ أنك لم تحضري الكمان معك " .
تجاوزني  .
بعد أن قال :
"لدي أصول إطالية ، لذلك سأعبره إطراء "

سمعت  ضحك ذلك الشاب .

أخذت خطواتي  بعد كلماته لأخرج من ذلك الزقاق دون إلتفات،  رغم سماعي  لشاب السمك ينادي : 
"المعطف  الأحمر ، أيها  الشهر.... ديسمبر "
لقد سمعت كل شيء إلا إسمي .

________

في المنزل .



سمعت نداءها :   "أكتوبر . الأكل جاهز "

"لا أريد لست جائعة " .
جلستُ على حافت السرير ، أحدقُ في رجفةِ يدَاي  ، أناملي التي تطَفلَت عليها بعض الجروح  ، قطرات العرق في جبيني تلك .
همست : " كيف لي أن لا أجيد عزفها بعد ثلاث ساعات من العزف المتواصل " .

سيرة ذاتية لِميغالومانيا | Autobiography for MegalomaniaWhere stories live. Discover now