رمَــادِي 22

7.5K 530 900
                                    

أستغفرُ اللّـه العظِيــم وأتُـوب إلَيــه

🥀

فِي اليَوم التّالِي، وَبَين جُدرَان قاعةِ الرّياضَة
الخاصّة بِالثّانـوِيّة، إنعكسَت آهاتُ الأمَل المَكبُـوت
وَالأحلاَم المُنهَكة. سوكجِين الذي كانَ فِي ذاك الوَقت يعبثُ بِكُرَة السّلّة بَين يدَيه، بدَى كالرّوح الضّائِعة تحتَ
عِبء الوَاقع. وَجهُه المُرهَق كانَ يعكِسُ تِلك
الخَيبة الكبِيرَة التِي سكنَت قلبَه.

الغُرابِيّ الذِي تَجاوَز مرحَلة العَاطِفة وَالتّعاطُف، وَجد
نفسَه يلُوح بِظلَالٍ بارِدَة لِلغايَة حِينَما فاهَ بإشمِئزَاز.

«إذن لُورَا تكُون شقِيقةَ يـوث؟! لا أُصدّق كيف أنّي
إستمَعتُ لِحُثالةٍ مِثلِها! هِيَ مَن جعَلنِي أصدّق أنّ يـوث
علَى إتّفاقٍ مَع صاحِب السّيّـارَة آنذَاك!»

عبّرَ جونغكـوك عَن غضَبِه المُتزَايد بِنظرَاتٍ قوِيّة
صَامِتة، كأنّها خُلِقت مِن رحِمِ الجلِيد. وَعلَى الرّغم مِن
أنّ سوكجِين كانَ مُثقلاً بِمشاعِر الإحبَاط وَاليَأس، إلاّ أنّه
لَم يشعُر بأيّ مُبالَغة فِي تَصرّفاتِ الغُرابِيّ. هوَ أدرَى
شخص بِكم أنّ رفيقهُ شابٌّ مُتغَطرِسٌ وَطائِش،
مَا يَجعلُ التّفاعُل معَه أمرًا صَعبًا!

«جونغكـوك! لابُدّ أنّ هناك سُوءَ فهم! لُورَا تكُون أُختِي! وأنـا لَن أسمحَ لك بالتّحدّثِ عنها هكذَا!»

إحتدّت عَينـا سوكجِين حِين أتَى الغُرابِيّ بِسيرَتِها
بِطريقةٍ عاطِلَة، هوَ بِالكادِ يُصدّق أنّهُ الآن يحظَى بإخوَةٍ
حَولَه، بعدَ أن كان وحِيـد أمّه. لِذلك، هوَ يُحسُّ نفسهُ
مسؤُولاً علَيهِم كَونهُ الأكبَر بَينهُم. وَما كان مِن الغُرابِيّ
إلاّ أن يشخرَ بِسُخرِية مُقلّبًا نظرَهُ بالأرجـاء.

«ما يُهِمّنِي الآن هوَ يـوث! هيَ تمُرّ بِوَقتٍ عصِيب!
علَينـا إيجادُ طَرِيقَة لإقنَاعِها بالخُضوعِ لِلعلاَج
جونغكـوك! لاتَنسَى أنّك السّببُ فِي..»

«أعلَم! لاَ دَاعِي لِتذكِيرِي أنّنِي السّببُ في إدمَانِها!»

فِي حينِ أنّ عِتاب الأكبَر كَان كفِيلًا بإعادَةِ إحياءِ
مَشاعِر الذّنبِ بِدَاخلِه، تمكّن الغُرابِيّ مِن إخفاءِ علاَماتِ
الضّيقِ وَالنّدم التِي تَمُوج علَى وجهِه بِبرَاعة.

هوَ قد وَجد نفسَه مقسُومًا بَين نَدمٍ دفِينٍ لأفعالِه
السّابِقة، وَرغبةٍ جارِفة فِي تَصحِيح تِلك الأخطَاء. تأمّل
كرَة السّلّة المركُونة بالقُربِ مِن قدَمَيه فِي صَمت، يُحاوِل
أن يُرتّب دَوَاخِلَ أعماقِه هذِه المشاعِر المُتضارِبة.

 رمَـادي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن