رمَــادِي 11

7.8K 633 475
                                    

أستـغفِر اللّـه العظِيــم وأتُـوب إلَيــه

🥀

مُنذ أعوَامٍ طوِيلة وأنـا أُنزفُ حيـاتِي على
الوَرق، فتمتزِجُ الحُروف معَ بعضِها البعض مُشكّلةً فتـاةً يائسة مُكتئِبة مُتشبّثةً بِضمِيرِها الذي يكسُوهُ الغُبـار أيّمـا تشبُّث، تُريدُ أن تتلذّذ بطعمِ الحياة ونعِيمِها إلاّ أنّها تفرِض علَيها العَيش وحيدةً فِي غياباتِ الظّلام، مُستنِدةً على
ضغُوطاتِها النّفسِيّة، لأنّها تعلَمُ أنّ الحيَاة ستُمطِرُ
علَيها وابلاً مِن العوَاقِب في حالِ قاوَمتها.

هذا مـاجالَ بخـاطِر عسلِيّة العَينـين عندمَا كانت تُفرِغُ
غضبهـا الدّفين على الغُرابِيّ الذي أنكسَ رأسهُ يـحيطُهُ
بذِراعَيهِ يتفادَى الضّربات التِي تتقصّده بِصدمة غيرَ عالِم
بالفـاعِل، قبلَ أن تستقرّ ضربتُها الأخيرة عليهِ فتنقسِم
صِينِيّة الطّعـام إلى نِصفيـن تحتَ أنفاسِ يـوث الهـائِجة.

«لقد صبرتُ علَيك بما فيه الكفاية!! قلتُ أنّه حزين
والحقّ معه!! لكنك تخطّيت الحدود!!!»

رفعَ رأسهُ أخيرًا فألفهـا أمـامهُ تُجاهِدُ لأخذِ أنفـاسِها،
جحظت عينَاهُ حِين أدرك الفـاعِل، ولَم يكن الوحيـد،
بل جمِيعُ الطّلاّب هُناك قد توقّفوا عن الأكل، ومنهُم من
لايزالُ الأكلُ بِفمِه فاغِر الفـاه، يشاهدُ ذاك المشهـد الذِي
لن يراهُ حتّى في الأحلام، فمن ذا الذِي يمتلكُ الجُرأة
للوُقوفِ ضدّ جيـون جونغكـوك، وجـه الثّانوِيّة.

«إلهي! مالذي تراهُ عينـايَ بحقّ خالِق السّمـاء!»

«ألَم يكفِ أنّها قتلَت شقيقه؟! مِن أين لها تلك الجُرأة!»

«رائع! وأخيرًا شيءٌ صـاخب بهذه الثّانوِيّة المُملّة»

«بأيّ صفٍّ تقفيـن لُورَا؟»

نبسَت إحدَى الفتيات المُتعجرِفات لِزمِيلتهـا ذات
الخـصلات السّوداء المدعُوّة لوُرا، والتّي كانت تنظُر
بإعجـابٍ إلى هيئة جونغكوك ويـوث الثّائران، لا وَكأنّ
يـوث شقيقتُها، فتُجيب صدِيقتُها التِي إستمرّت
بترتِيب شعرِها الأشقـر بدلاً عنهـا.

«بالتّأكيد بصفّ حبيبِ قلبِهـا، جـونغكوك»

«هل ضرَبتِني للتّو؟!»

فاهَ الغُرابيّ بِعينينِ مشدُوهة مؤشّرًا على نفسِه، غيرَ
مُصدّقٍ أنّ الفتـاة التّي لطالمَا ذرفت الدّموع وأصدَرت
الآهات تبتغِي المغفرَة، أمـامهُ الآن تضرِبهُ! ثمّ مـا إن
وعت هِي على نفسِها وأدركت الكارِثة التِي أوقعَت بِها
نفسـها كان قد تقدّم منها بِهمجِيّةٍ لِتتراجعَ إلى الوَراء
وتتعثّرَ فتسقُط وتصطدم حافّة رأسِها بالطّاوِلة.

 رمَـادي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن