رمَــادِي 08

8.2K 634 421
                                    

أستـغفِر اللّـه العظِيــم وأتُـوب إلَيــه

🥀

يُقالُ أنّ الإنسـان علَيهِ أن يكُون قوِيًّا بِمَا فيهِ الكِفاية
لِيتجاوزَ كُلّ شيء، كذلِك كانت يـوث! تتحمّلُ الكثيرَ مِن
الضّغوطَات، حتّى تلك التِي تفُوق طاقتَها، تصبِرُ
على الكثيرِ مِن الأذى والتّعب.

تملِك مِن التّسامُح ما يجعلُها تغفِرُ الأخطاء التِي إرتُكِبت
في حقّها، تتنـاسَى وتغفلُ، وتبتسِمُ بِوجهِ الصّدمـات
الكبيرة مُوَاصِلةً حياتَها، لا وكأنّ شيئًا حدث.

لكن! حينمـا تشعُر بالشّفقةِ على نفسِها، تتحوّلُ
لِشخصٍ آخرَ كُلِيًّا! تلك الفتـاة التِي إعتادَت أن تتَشبّث
بأحبّائِها، ستَجِدُها تُمهّدُ لهُم طرِيقَ الرّحِيل وكأنّها
لن تتألّم بعدَ ذهابِهم أبـدًا!

تلك الفتـاة التِي إعتادَت تحمّلَ
الضّغوطَات ستجِدُها تـرفعُ رايةَ إستِسلامِها دُون
شُعورِها بالهزِيمة، لأنّها وحدَها فقط تعلمُ كم
مرّةً حاوَلت بِها، تجاوَزت، وتأقلَمت.

تلك الفتـاة التِي إعتادَت الصّمت على الكلِمات التِي أحدَثت شرخًـا بِقلبِها، والأفعَالِ المُؤذِية التِي إنتهكَت حُرمةَ جسدِها، ستجِدُها تنفجِر بِكُلّ وقتٍ وحيـن!

لَيسَ بِمعنى أنّها أضحَت عُدوانِيّة، لكن قلبهَا لم يعُد يحتمِلُ ويصمِتُ أمـام مَن يتعمّدُ إيذاءه!

حِين تشعُر بالشّفقة على نفسِها، ستحتفِظُ بِما تبقّى
مِنها، وتجمعُ شتات روحِها، تضعُ راحتَها النّفسِيّة
في المقامِ الأوّل، ثمّ العـالَم مِن بعدهـا.

وَهاهِيَ ذي بِعينَانِ حادّتان تُناظرَانِ المِرآة أمـامها،
قَرّرت الوُقـوف على رِجلَيها ومُواجهةَ واقِعها المـرير
وأوّلُ خطوَةٍ، كانت نَزعهـا لِتلك القُلنسوَة التِي تُغطّي
بشاعةَ شعرِها مِن وِجهةِ نظَرِها، ولَرُبّمـا الفضلُ
في ذلك يعُود إلى صاحِب الـرّسـالة الذِي
أوقَد فتيلـة الأمل بدَاخِلِهـا.

بِلُطفٍ ثبّتت المُلصَق الطّبّي الذِي إستلمتهُ على
أنفِها بعدَ أن أخذَت وقتًـا مُعتبرًا لإيقافِ النّزيف، ثُمّ
رتّبَت ثِيابها تخرُج مِن الحمّـام تحثّ خُطاها ناحَ
صالةِ الرّياضة مِن جـدِيد.

«يـوث كيـم! يُمكنُكِ الجُلوس على المُدرّجات
وأخذُ راحـة لليَوم»

فاهَ أستاذُ الرّياضة بصَوتٍ جهوَرِيٍّ يُشيرُ
لها بالجُلـوس حِين أبصَر أنفهـا الذِي يُغلّفُه المُلصق
الطّبيّ، فتُومِأ ببُرودٍ تتّخِذُ مِن رُكنِ المُدرّج
البعيد عن البقيّة مطرحًا لها.

 رمَـادي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن