رمَــادِي 12

7.5K 614 256
                                    

أستـغفِر اللّـه العظِيــم وأتُـوب إلَيــه

🥀

تستحقّ بعضُ القُلوب أن تكونَ شيئاً إستثنائيًّا
أن يشعرَ كلّ من يُرافقُهـا بِالفخـر لإمتلاكِه شخصاً مِثله
شخصًـا يستحقّ أن يُحارَب لأجلِه وأن يَكونَ مِن
الأولَوِيّـات وَعلَى رأسِ القائِمة، وأن يُصبح الإختيَار
الأوّل. هوَ ضمَاد الجُرح وَهوَ عِلاجُه، فلَا الهوامِش
تليقُ بهِ ولاَ أنصافُ الأشياء تـعنِيه.

كقلبِ البُندُقيّ!

كانت السّاعة السّادِسة مساءً حين توقّفت
سيّارة الأجرة بِجانِبِ منزِلِ السّيّد كيم، وبعدَ أن
دفعَت عسلِيّة العَينَين للسّائِق أجرَه، إستوَت بِجذعهَا
تنزِلُ أوّلاً، ثمّ مدّت يدهـا لِشقيقِها الأصغـر تُساعِدُه
على الخُروج، وقد تمسّك بِها مُطمئِنًّـا.

«لا تقلقِي نـونا! تايتـاي بخير، أنظُرِي»

فاهَ ضاحِك المبسمِ يعرِضُ علَيها جسدَهُ مُتباهِيًا بقُدرتِه
على الوُقوف، فبـادلتهُ الإبتسامة ليدلِفا سوِيًّـا.

كان البيتُ صاخِبًـا، وكأنّ غِيابهُما لا يفرِقُ
معهُم، وهُوَ كذلك بالفِعل، حيثُ أنّ أنظارَها إرتقت
إلى غُرفةِ المَعيشة، فأبصرت أبـاها مُتّكئًا يُشاهدُ
نشرة الأخبـار، وعلَى ما يبدُو أنّهُ إنتبهَ
لِقدُومِهمَا، لكنّهُ لم يُحرّك ساكِنًـا.

«أين كنتِ يا سوادَ ليلِي؟! لقـد إضطُرّت هـانسُول
للقيـامِ بِجُلّ أعمـالِ البيتِ لِوحدِهـا!»

«كان يُمكِنكَ على الأقلّ التّظاهُر بأنّك قلِق على إبنك»

فاهت بلكنةٍ مُتهكّمة حِين إستَوقفها
بِصوتِه الغاضِب، كانت لِتشعُر بالفرح لَو أنّه
غضِب لتأخّرهمـا خوفًا علَيهِمـا، لكنّه وككُلّ
مرّة خيّب سقف تطلُّعاتِها بكلامِه.

«ولِم سأفعل؟ هاهُوَ يقِفُ أمـامكِ كالحِصان»

تجاهلَتهُ بِملامحَ ممـتعِضة تجُرّ أخاهـا ورَاءها إلى
غُرفتِهـمَا، ثمّ ما أن أغلَقت البـاب أخرجَت ثِيابًا دافئة
مُلائِمة لجوّ الشّتاء، طالِبةً مِنه أن يذهَب إلى الحمّام
ويُغيّر إلى ثيابٍ مُريحة، وقد فعـل.

«سأعودُ على الفـور تايهيـونغ، إنتظرني هنا، حسنًـا؟»

«حسنًـا نـونـا»

أغلَقت الباب تتجّهُ ناحَ المَطبخ، وقبلَ أن تدلِف، إلتقطَت
مسامِعُهـا صوتَ لُورا وأمّها يتبادَلانِ الحديث.

 رمَـادي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن