رمَــادِي 14

7.6K 637 520
                                    

أستـغفِر اللّـه العظِيــم وأتُـوب إلَيــه

🥀

تمشي بين الأروِقة مُتّجهةً إلى فصلِها، ولَكم
تمنّت أن تستيقِظ يومًا فتجدَ نفسها شخصًا غيرَ الذي
هيَ عليهِ الآن، أن تجدَ نفسَها هادِئة البـال، خالِية مِن
الضّغوطات، لا تُفكّرُ بأعذارٍ لأحد، ولاتدّخرُ مُبرّراتٍ
لأحد، أن يمُرّ يَومُها بِسلامٍ فلا تسمعَ كلِمةً تُؤذيهـا،
أو تمُرّ ببالِها ذكرَى تُعكّرُ صَفوَ مزاجِها.

لكنّ مزاجهَا تعكّر فورَ أن لَمحت نظرَاتِ الطّلاب
وسمِعت شوشَراتِهم بينمَا وجُوهُهم مُلتصِقة بِشاشةِ
هوَاتِفِهم، ذلك يعنِي أنّ هُنالك شيئًا مُثيرًا قد جذبَ
إهتِمـامهُم، ولَم تستغـرِب كَون الأمر قد يتعلّق بِهـا
عندَما أبصرَت بعض النّظراتِ الخاطِفة علَيهـا.

إستلّت هاتِفهـا مِن جيبِ بنطالِها عندَما
وصلَها صوتُ إشعارٍ هي الأخرى، وسُرعان مـا جحظَت
عيناها حينَ رأت صورَة شقيقِها الأصغـر حامِلاً
زهرة الزّنبق البيضـاء.

«مُستحِيـل!»

أطلَقت العنـان لِقدَميهـا تركُضُ ناحَ صفّه، فألِفتهُ عندَ خزانةِ الكُتب خاصّتهُ مولِيًّا إيّاها ظهرَه.

«تـايهيـونغ!»

صرَخت مِلئ أشداقِها وقد كحّل الهلعُ جفونَها، لكنّهُ
إستدار لهـا بابتِسامتِه الصّندُوقية البرِيئة
وَعَينيهِ المُتوَهّجتَـانِ فرحًـا.

«نـونـا؟ أُنظُري! تايتـاي حصَل علَى زهرة!»

مِن شِدّة هلَعِها وخَوفِها عَلَيه لَم تُدرِك كيف
أنّها وبِسُرعةٍ قد أوشكَت منهُ مُنتشِلةً الزّهرةَ مِن يدِه
ترمِي بِها جانِبًـا تحتضِنُه بِعنفٍ وقوّة شدِيدَين، رؤيتُها
للزّهرة بينَ يَديه أذهب عقلَها وجعلَ مِنها
تتفقّدُ جسدَهُ بِهستيرِيّة.

«نـونـا؟ مَاذا تفعَلين؟ أهذِه لُعبة جدِيـدة؟»

«هل أنتَ بخيـر يا حبيبَ نـونـا؟ هل أذاكَ أحـد؟»

فاهَت بنبرٍ مُرتجِفٍ تتلمّسُ وجنتَيهِ بِراحةِ كفّيهـا علّ قلبَها
يطمئـن، لكِنّهُ نفى يعكِفُ شِفاههُ بِعبـوس.

«كلاّ! تايتـاي بخيـر ولَم يُؤذِه أحد، لكنّ نـونـا
أفسدَت زهرتَهُ الجمِيلة»

إستقـامت بِسُرعة حِين إلتقطت مسامِعُها
صَوت الفلاش النّـاتِج عن تصوِيرِهمـا، ثمّ بِحنقٍ
جعلت تـايهيـونغ يحتـمِي بِجذعِها تُخفيهِ عن
أعيُن الجمِيع تصرُخ بوجُوههِم

 رمَـادي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن