فصل4

25 5 0
                                    


بعدما قرر الشاب أن يكمل نومه واستعاد بعضًا من قواه بسبب الصدمات المتكررة التي تعرض لها مع الذئاب، قام بالنهوض من نومه بعد ساعتين ومع اقتراب فجر جديد، قرر أن يواصل رحلته نحو الشرق بمعزل عن ماضيه المأساوي.

مشى لمدة أربع ساعات متتالية في هذه الصحراء القاحلة، حيث بلغت حرارتها مستويات مرتفعة وكانت الرمال تشكل تحديًا إضافيًا. شعر بالإرهاق والجوع والعطش، وقرر أن يتوقف للاستراحة ويتناول بعض الفاصولياء المتبقية ويشرب من الماء الذي كان معه.

بعد انتهاء وجبته، قرر أن يواصل رحلته وهو يتجول في تلك الصحراء اللامتناهية. وبعد مضي بعض الوقت، اكتشف كوخًا متداعيًا مبنيًا من الخشب. لم يتردد في الدخول بسرعة بحثًا عن أي شيء يمكن أن يكون مفيدًا.

لكن بمجرد دخوله إلى الكوخ، انتبه إلى أنه كان متداعيًا بشكل لا يصدق. بدأ في تفقد المكان بحثًا عن أي شيء يمكن أن يكون مفيدًا، وفي تلك اللحظة سمع خطوات تقترب. استدار بسرعة ليرى مصدر هذه الخطوات ولكن ما اكتشفه كان صدمة بالنسبة له.

وجد شيئًا يشبه جسد إنسان، لكنه ليس بشريًا. طول هذا الكائن كان غير طبيعي، ووجهه كان جلد على عظامه. أصدر الشاب صرخة من الدهشة والرعب: "مهلا لحضة ايها متخلف من انت و لماذا انت تقترب مني هل انت شاذ؟!"

لم يمر سوى ثانيتين فقط حتى هاجم هذا الكائن هاجم شاب بضربة واحدة جعلت شاب يفقد وعيه مباشرة.


بعد مرور ست ساعات من حادثة الاعتداء على الشاب وفقده للوعي، استيقظ وجد نفسه محتجزًا في زنزانة مظلمة. كانت هناك أصوات غامضة تتردد في أركان الزنزانة، وسرعان ما رأى انسانا جالسًا في الزاوية. ركز الشاب على هذا الشخص. سأل الشاب بدهشة: "أين أنا؟ وماذا حدث؟"

 أجاب الغريب بصوت هادئ: "اخفض صوتك، تبا، أنا أحاول النوم هنا. أنا ريان كاسكاس، اسم غريب أعلم، وأنت في سجن وسط الصحراء، للمعلومات."

 أبدى الشاب تعبيرات الارتباك وسأل مرة أخرى: "سجن؟ ماذا فعلت لكي أجد نفسي هنا؟"

 رد ريان: "لا أعلم حقًا. أنا هنا لكني لم أفعل شيئًا، وأنت هنا أيضًا. ما اسمك؟"

 أجاب الشاب بحيرة: "اسم؟ لا أملك اسمًا."

 رد ريان ممازحًا: "هل أنت ابن زنا أم أنك لم تولد بعد؟ لماذا لا تملك اسمًا؟ هاهاها."

 أجاب الشاب: "لا أملك أهلًا، ولا ماضٍ، ولا مستقبلًا. خرجت فقط من قريتي لأكتشف الغربة، والآن أجد نفسي مسجونًا في سجن وسط الصحراء." 

 رد ريان: "قرية؟ هل أنت من تلك القرية؟ أنا أيضًا هربت منها قبل خمسة أيام." 

 أجاب الشاب: "سمعت عنك. أعتقد أنك الشخص الذي حاول اغتيال العمدة، أليس كذلك؟ المهم هل يوجد مخرج لكي اهرب منه؟"

 رد ريان ضاحكًا: "هروب؟ أنت تمزح! أسوار هذا السجن لها ارتفاع يصل إلى عشرين مترًا. حتى لو تسلقتها، فإذا حاولت القفز منها، ستكسر كاحلك. وأيضًا سمعت من الحراس أن أقرب مستوى حياة من هذا السجن هو تلك القرية التي بعيدة عنا بثلاثمائة ساعة. إنه مستحيل الخروج من هنا." 

 أجاب الشاب: "ليس لدي اهتمام بالبقاء هنا كعبد متخلف."

رد ريان: لا أعلم الكثير، لكن بعد خمس ساعات من الآن عند طلوع الصباح سنأخذ استراحة لتناول الطعام، وستجد بعض الوحوش غريبة في المكان، ولكنها كلها طيبة، المشكلة الوحيدة هي أنني لم أتفاعل مع أي منها لأنني لست مجنونًا بما يكفي للتحدث مع كائنات بشكل هذا.

قرر الشاب أن يبقى في سريره المهترء ويفكر بعمق، حيث كان يشعر بأنه لا يريد النوم الآن. لقد قابلته الظروف الغريبة والمفاجئة في هذا السجن في وسط الصحراء، وكان عليه الآن التفكير في خياراته والطرق الممكنة للخروج من هذا المكان المظلم والغامض.


رحلة بدون عنوانWhere stories live. Discover now