فصل 6

27 4 5
                                    




شارف الشاب على الانتهاء من وجبته، مستمتعًا بكل لحظة، وكأنه لم يكن قد ذاق الطعام اللذيذ من قبل. في الوقت الذي كان يستريح فيه بعد وجبته اللذيذة، شعر بأن هناك شيئًا يتحرك خلفه. لم يكن هذا الشيء غير الحارس عبدو، الذي اقترب بهدوء وقال للشاب بصوت هادئ: "تعال معي، يا صديقي الجديد."

راح الشاب يحدق في الحارس عبدو وبتعبيرٍ مختلف عن سابقه، وقد بدا الاستغراب واضحًا على وجهه، ثم أجاب ريان الذي كان جالسًا إلى جانبه بدهشة: "أعتقد أن وقت الحسم قد حان. لقد كانت صداقتي معك جيدة حتى الآن."

رد الشاب على ريان وهو يفكر بعمق: "لماذا تقول ذلك؟ ما الذي يحدث هنا؟"

أعاد الحارس عبدو الشاب إلى غرفة مظلمة وباردة، وعند دخولهما للغرفة، قام بتشغيل الأنوار ببطء، مكتشفًا لهاجس الشاب وهو يبحث حوله في تلك البيئة القاحلة. كانت الغرفة تحتوي على مكتب واحد وكرسيين فقط، بالإضافة إلى قارورتي ماء وأرضية مغطاة بالخرسانة الباردة.

قال عبدو بجدية وبصوت مرتفع: "اجلس هنا، لدينا أمور هامة لنناقشها."

أطاح الشاب بنفسه على المقعد واستلم إحدى قارورات الماء، وأما ريان فجلس على الطاولة المقابلة للشاب، يبدي اهتمامًا شديدًا بما سيقوله الحارس عبدو.

أخذ الحارس عبدو نفسًا عميقًا وقال ببساطة: "خذ مجرفة القبور الخاصة بي واضربني بها."

عبر الشاب عن دهشته وتساؤله: "هل أنت جاد؟ لماذا يجب علي أن أضربك بمجرفتك؟"

أجاب عبدو بحزم: "لا تسأل، افعل ما قلته لك."

أمسك الشاب بمجرفة القبور بتردد، ثم بدأ في تلك اللحظة الغريبة بضرب عبدو. لكن ما حدث بعده كان أكثر غرابة، فبدلًا من أن يصرخ عبدو أو يتألم، بدا وكأنه ابتسم بغموض وفقد وعيه.

تأمل الشاب في تلك اللحظة وقال بصوت همسي: "يبدو أنه غير ذكي بما فيه الكفاية ليتوقع تداول مثل هذه الضربة."

بعد مرور لحظات، استعاد عبدو وعيه وقال بسخرية: "هذا يذكرني بأيام مع ابن عمي. والآن، هل تعرف لماذا أنت هنا؟"

أجاب الشاب ببساطة وحيرة: "لا، لا أعرف. أنا جئت إلى هذا المكان بدون معرفة سبب وجودي هنا."

قال عبدو وهو ينظر إليه بعيون حادة: "كل السجناء يقولون نفس الشيء. ولكن أنت مختلف قليلاً."

قال الشاب وهو يراقب عبدو بتوتر: "مختلف في ماذا؟ أنا لست مختلفًا، أنا متخلف. كما ترى، ليس لدي اسم، وأنا هنا دون سبب واضح."

عبدو أمسك بمجرفته مجددًا وبدأ في الاقتراب بخطوات ثابتة نحو الشاب. وكانت ملامح وجهه مليئة بالغضب والعزم، وكأنه يستعد لمواجهة شرسة. وقال عبدو بقوة: "قاتلني، وسنرى إذا كنت حقًا مختلفًا عن الآخرين، يا شاب الذي ليس لديه اسم."

رد الشاب بدهشة وخوف: "ماذا تريد فعله؟ توقف!"

يلوح عبدو بمجرفته ويهاجم وجه الشاب، لكن الشاب يتفادى هجومه بصعوبة.

يضرب الشاب نفسه بصعوبة ويقول بتردد ورعب: "ما هذا؟ يا إلهي، هل تريد قتلي؟!"

يبتسم عبدو ويهاجم مجددًا، لكن هذه المرة تشتبك الضربة مع يد الشاب المفتوحة، مما يؤدي إلى فقدانه للوعي.

يتكلم عبدو بضحك شرير: "يبدو أنك مخطئ بعد كل شيء، هذا الوجه ليس لديه أي موهبة."

بينما كان عبدو يضحك مستحقرا ضعف الشاب, يستعيد الشاب وعيه تدريجيًا وببطء.

فجأة، يهاجم الشاب عبدو بلكمة مفاجئة وسريعة، تصيب وجهه بقوة وتكسر أنفه...يتبع

رحلة بدون عنوانWhere stories live. Discover now