𝐟𝐨𝐮𝐫

648 34 10
                                    


أشرق صباح اليوم الموالي ناشراً ضوءه في أفق من آفاق تلك الڤيلا التي يسكنها الهدوء..

يحدق في سقف غرفته ، ضائعاً ، تائهاً كأنه في بلدة تخلى من البشر عداه ، شارداً لدرجة لم يحس حتى بتلك الإبرة التي إنغرزت بذراعه

"ممتاز ، هناك تحسن كبير عن أمس ، لازال عليه الراحة اكثر وتناول الأدوية وبعدها سيصبح كالفراشة.."

"لا داعي للقلق ، هونقجونق قوي ويمكنه التغلب على كل أنواع التعب ، أليس كذلك يابطل؟"

وعي هونقجونق على صوت طبيبه..عانقت وجهه الشاحب إبتسامة باهتة وهز رأسه مؤكداً كلامه

احس بكفٍ تمسح فوق رأسه فحركها ببطء لتستقر عيناه على خاصته المغتمة ، إبتسم وبجمال إبتسامته أنبتت بين ثنايا قلب والده السكينة..

إضطر أن يتركه ليوصل الطبيب ويشكره على مجيئه في هذا الصباح الباكر ، فإذا بالضياع خاطفاً له وتفكيره ، تنهد مفرجاً عن أنفاسه..

رئتيه صارت رهيفة..حالها حالهُ..
متعبة حتى بإصدار النفس الذي يجعله على قيد الحياة ، تُصدر لكن..بالكاد..كأنها تمنُ عليه بها ، كأنه لا يستحقها..

عاد والده ليستقر فوق الفراش بجواره فعاد معه للواقع..

يحتضن بيده كف إبنه الصغير وبالأخرى يداعب بها شعره الأزرق وفي كل مرة يتنهد بها يشعر هونقجونق بالذنب..

"ابي" ناداه هونقجونق وعينيه المتلألئة تناظره وكأنها في عمقها تتأسف..تتأسف على جعله خائفاً عليه ، على جعله لا ينم الليل بطوله من شدة قلقه على إبنه الصغير

إبتسامته الحنونة وتحدثه بـ:"اجل عزيزي ، قُل ما ترغب به" جعلته يبتسم وكأن عالمه كله بخير ، مسد يده التي تمسك بخاصته يعبر بهذه الحركة عن إمتنانه له

"آسف لأنني جعلتك تقلق علي أمس ابي" قال هونقجونق بندم

زفر والده وإبتسم متمتماً بـ:"تعال هنا ايها الصغير" فتح له ذراعيه بعدما تسطح بجواره لينتهز الفتى الفرصة وغمر نفسه بعناقه..

مرت ثوانٍ يسود بينها السكوت ، كل ما يُسمع هي أنفاسه المتعبة ، لكنه قرر أن يبوح بما يؤرقه عله يزيح الغم قليلاً من قلبه..

"لماذا عادت بعد كل هذه السنوات؟ ، لماذا تخلت عني من صغري والآن عادت تطالب بي ، لما رحلت منذ زمن تاركة إياي دون أم.. أين كانت حينما كنت أنا بحاجتها..لماذا الآن ابي..لماذا شعرت بوجودي الآن؟"

𝐒𝐭𝐫𝐚𝐰𝐛𝐞𝐫𝐫𝐲 | 𝐰𝐨𝐨𝐬𝐚𝐧Where stories live. Discover now