𝐧𝐢𝐧𝐞

684 38 26
                                    



تقدمتُ من باب غرفته بخطى ثقيلة ومترددة بعد إقفالي باب غرفتي ، رفعت يدي في قبضة أنوي طرق الباب لكن تراجعت..

وويونق لم يستجيب لأحد ، لا ابي ولا امي ولا حتى بارك سونقهوا فهل سيستجيب لي انا؟ ، من هو السبب في تلك العزلة التي سجن نفسه بها..

هذه هي الليلة الثانية و وويونق لم يخرج من غرفته ولم يفتح الباب بعد ، لقد مرّ يومين على هذا الحال ، لا يعلم أحد شيء عن وويونق فحتى تواصل عبر الهاتف لا يجيد نفعاً

قررت أن أطرق بابه لعلني أسمع اي حركة بالداخل توحي لي أنه بخير هناك ، لكن لم أسمع اي شيء وكأن الغرفة خالية ، انا خائفاً عليه ونادماً على ما فعلت..

لم تكن غايتي أذيته لدرجة أن أرى دموعه ، دموعه آلمت صدري ذاك اليوم ، لم أستطيع أن امحي صورته في ذهني حين حطت عيناه الدامعة في عيني ونظرته كُلها إنكسار

بعد كل شيء كانت الحياة هادئة وباهتة بعد الذي حصل ذاك اليوم وبعد أن حبس وويونق نفسه في غرفته ولم يخرج..

لم أكن اتوقع أني بحاجة إلى حياة الصخب والشجار ، أني بحاجة لمراقبة تذمراته وغضبه ، لا يروق لي هذا الهدوء و الفراغ..ياإلهي فقط ماذا فعلت..

ليتك تبتر عزلتك وويونق ، كيف يمكنني فقط أن أعوضك واجعلك تنسى تصرفي الدنيئ معك ، ينتابني ندم موحش لا يجعلني أفكر سوى بوويونق

أتمنى أن يكون بخير فقط..

....

ليلٌ دامس وغرفة دامسة ، لا يُنيرها سوى ضوء القمر..

يقبع وويونق في زاوية الغرفة ، ينكمش على نفسه فوق الكرسي منحنياً للأمام ويرمي برأسه فوق ذراعه ، يتأمل فراشه المبعثر بعينان سكنها الأرق..

افرج عن تنهيدة مرتعشة ثم آوى إلى فراشه ، يستلقي كل الوقت محدقاً في سقف غرفته ، لا شيء له بملفت..فارغاً

يحتضن إطار صورة أمه التي دائماً كانت تتمناه أكثر فتاً مثالياً ، فتاً قوياً لا تُكسر اي عقبةٍ ضلاعه ، مليئاً بالحب و الإهتمام لمن يحبهم ويحبونه ، ناجحاً بما يُحب..

وويونق يشعر أنه لم يحقق ولا واحدة من هذه ، وفي ظل إنعزاله تعاظمت رغبته بالمكوث هنا حيث تؤنسه افكاره و ضوء القمر الخافت وسقف غرفته و وجود والدته المزيف عبر تأمله صورتها والشكوى لها عن أحاسيسه

لا شيء يجذبه لليقظة ، هو فقط مُجرداً من الرغبة للسعي منجزاً روتينه ، دراسته ، مخاطبة البشر ، ومواجهة العالم بأكمله خارجاً..

𝐒𝐭𝐫𝐚𝐰𝐛𝐞𝐫𝐫𝐲 | 𝐰𝐨𝐨𝐬𝐚𝐧Where stories live. Discover now