عـُري ٧

10.3K 544 193
                                    

أتركـُوا آثاركم الجميلَة بتعليق لطيف و نجمة 🕊

ليلٌ يفيض من الجسد  ..  و روح موشِحة بالسوَاد  !

•••

إزدحام  ..  تجمهر
كان هذا ما يحدثُ فوق ذلك الجسر  ..

توقفت المركبات تماماً عن السير  في ذلك الجسر  ،  ليُصبح موقوفًا بالكامل  ..
ممر المشاة مزدحِم  ..
اصوات مرتفعة و أخرى هامسة  ..

ما الذي دفع ذلك الفتى للوقُوف على تلك الحافة  ، مستسلمّا للموت  ؟ من مِنا لا يخافه  !! 

كيف لهُ أن يبتسم براحة و كأنه يُمارس إحدى هواياته بينمَا هو على وشك أن يغادر الحياة  !
ينظر إلى تلك المياه برغبة للتوغل فيها أمام أنظار الجمِيع

ماذا عاش ذلك الصغِير كي يفعل هذا  ؟
كي يصِل به الأمر هُنا على حافة الجسر يطرق أبواب الموت  !!

لا يزال صغيرًا للغاية و هذا واضحٌ جدًا للعيان  ..  هو لم يتجاوز التاسعة عشر  !!

في حين أن ذلك الشاب لم يستطع الدخُول بسيارتهِ بين هذا الزحام  ،  لهذا إضطر أن يترجل راكِضًا بين الناس حتى يصل إلى بؤرة التجمهر  ..  حيثُ يقف زوجه الحزين  ،  يائسًا من هذه الحياة

يقف على حافة الموت  !

ركض بخطى سريعَة دافعًا كل من يصطدم به دون أن يعتذر  ،  ثمّ توغل بين الناس حتى ظهرَ له محياه الرقيق

شعرهُ الأشقر يتطاير حوله و كأنه خيوط من الشمس تزين وجهه  ،  يرفعُ كلتَا يداه و رأسه نحو السماء  .. 

ليشهد بعيناه أنداع جسده نحوَ تلك المياه في ومضة عين  ..  !


و دون شعور منه صرخَ مُناديًا بإسمه  ..  لا يُريد له الموت  ..  لن يسمح بذلك ان يحدث  !

" تايهيونــغ   !!  "

و لكن كان الأوان قد فات  ،  فجسدهُ سقط بسرعة البرق وسط تلك المِياه  ..

لتتعالى الشهقات بعد سقوطه  ..  ثم صدح صوت إرتطام جسدهِ على سطح تلك المياه  ،  و كم بدى ذلك الصوت مخيفا جدًا للجميع

و كأنه صوت الموت  !!

و ما جعل الجمِيع في دهشة كبيرة هو ألقاء ذلك الشاب نفسه خلفه مُباشرة  ..  مندفعًا و من دون تردد

ليتحرك الجمِيع نحو حافة ذلك الجسر مترقبين أن كان ذلك الشاب سينقذ ذلك البائِس  ..  ذلك الذي رمى بروحهِ لأحضان الموت

 العــُريّ tk. Where stories live. Discover now