الأخيرة

899 40 6
                                    

الحلقة الواحدة والثلاثون والأخيرة< في حب الألماس التقينا> بقلمي نورهان ناصر.

الوحدة شعور مقيت يُقبض القلب يُزهق الروح ، ولطالما كانت تشمئز نفسها من هذا الشعور وتبغضه ، وياللعجب هي لم تذق سوى طعم هذا الشعور طوال حياتها التعيسة ، أزفرت أنفاسها في ثقل شديد دموع مِهراقة تنساب من عينيها لتتمسك بمسند الفراش تنزلق للأرض ببطء مجهشة في بكاء مفجع ، شعور بالهوان جَسم على قلبها .

عضت على يدها بقوة تكبت جماح شهقاتها التي تحاول الفرار من محبسها ، فلطالما كانت قوية برغم كل شيء يسير عكس إرادتها ، لم تكن تبكي مثل الأطفال في عمرها ، اتخذت الهجوم وسيلة للنجاة وحتى لا تكن لقمة سائغة في فم الجميع ؛ تعاملت مع الجميع بقسوة شديدة إلا أنها مع ذلك رضخت لمن عاملها بلطفٍ ومحبة لمن أبعدها عن شعور الوحدة البغيض وياليتها لم ترضخ عضت على أصابعها من الندم أصبحت لا تثق بأي أحد الخوف الذي لم يعرف طريق لقلبها بات ملاصق بل مقيمًا به رافضًا الإيلاء.

فُتح الباب بعد أن ازداد عدد الطرقات وما من مجيب ، لم ترفع رأسها ولم تتوقف دموعها عن الهطول بغزارة ، متحررة من ذلك الكبت والكتمان الذي أرهق روحها على طول الزمان ، وأخيرًا سمحت لجسدها بالاستسلام ، تقدم هو منها بخطوات سريعة ثم جلس القرفصاء بجوارها قائلا بنبرة معاتبة حزينة :

- لحد ايمتى هتفضلي تعملي كدا ؟؟؟.

تحدثت رباب بضيق :

- قولتلك مش محتاجه شفقه من حد ..وفر مجيتك لهنا بقى أنا اصلا خارجه !.

- يا ستي مين قالك إني شفقان عليكِ .

مسحت رباب دموعها بقسوة ثم رفعت رأسها ونظرت إليه:

- امال إيه بتحبني أنت مصدق نفسك ؟؟ إيه حبتني في أسبوعين وبمنظري ده ، ده أنا وشي مفوش حته سليمه؟؟؟ لو سمحت خليك صريح مع نفسك شوي وقولي من الآخر عايز إيه مني؟؟.

ضم أحمد ما بين حاجبيه مرددًا بحزن:

- أنا عارف نفسي كويس وصريح معاها وأنا ارتحتلك ومش عارف أبعد أنا كنت زيك بردو مستغرب ليه باجيلك ؟؟بس فيكِ حاجه شدتني و لأنك بتشبهيني أوي.

أسندت ظهرها على الفراش خلفها وضمت ساقيها إلى صدرها تنظر إلى عينيه متحدثة بضيق شديد:

- لا شدتك ولا غيره ، أنا بشبهك طب ازاي ؟؟؟ ومن أي جهة ؟؟، أنا بنت نكره زي ما قولتلك وقلبي قاسي ومفهوش رحمه ومبعرفش أتعامل بلطف والجو ده لساني مدب زي ما بيقولوا ، أنا سيئة وشريرة كمان ومبثقش في حد ولا حتى فيك أنت وياريت بقى تبعد عني.

سحب أحمد كمية من الهواء ثم زفره ببطء قائلا :

- الكلام ده كان زمان ، اللي قدامي دي مختلفه عن رباب اللي بتحكي لي عنها ، وبعدين كلنا كنا أشقيه واحنا صغيرين عندك أنا مثلا ، كنت شرير وعدواني مع كل اللي حواليا وأنا صغير وبعمل مقالب تشيب الرأس ، رباب إدي نفسك فرصه وجربيني مش هتخسري حاجه .

في حب الألماس التقيناWhere stories live. Discover now