ضيف غير مرغوب فيه!

90 13 10
                                    

                                      ((6))

                 

"مٓا كُلُ مَاْ يَتَمَنَّاهُ المَرْاُ يُدْرِكُهُ تَجْرِي الرِّيَاحُ بِمَا لَا تَشْتَهِي السُّفُنُ"

        ''المتنبي''

________________________________________

يشعر رشدي بقطرات ساخنه تحرق كتفه، وتحرق قلبه أيضاً، لأنه حتي لو رأي الجميع أن أطلس ينهار بكثرة، هو فقط من يعلم أن صديقه إمتلأ داخله حتي فاض من عينيه، لو كان يستطيع البوح عن ما بصدره ويبكي لكان أغرق المدينة، قبَّل رشدي رأس أطلس النائمة على كتفه وعاد ليمسد ظهره بخفة.

داخل عقل أطلس:

_خلاص بقي متزعلش محصلش حاجه.

_أنا تمام أنا تمام.

ظهر صوت آخر سائلًا:

هو ممكن الغلط يبقي منه؟

_منه إزاي إنت غبي.

هز أطلس رأسه ليوقف كل تلك الأصوات المتضاربة عندما صاح معاذ بحماس:

_وصلنا يا خلق.

كانت أثينا تصفق كلعبة القرد الممسك بتلك الأشياء ذهبية اللون، هز رشدي كتف أطلس يفيقه بخفة من حبل أفكاره القاتل، يتمني رشدي لو يستطيع تقاسم مع أطلس الحزن ثم يلقيه فى المحيط أو حتي يحمله لما تبقي من عمره المهم أن يتحسن صديقه، يا ليته يستطيع فعل ذلك حقاً يا ليته يستطيع.

_أطلس حبيبي وصلنا قوم معايا.

رفع أطلس رأسه من على كتف رشدي ونكس رأسه فى محاولة منه لمسح تلك الحِمم التى أحرقت داخله وفاضت لتحرق خارجه، يمسحها في الخفاء ولكن هل يخفي علي رشدي شيئ، بالطبع لا ما هذا السؤال، لكنه لم يعطي أي ردة فعل يعلم أنه إن تكلم سيلوم صديقه نفسه.

خرج أطلس من السيارة، توقف حبل أفكاره بمجرد أن إرتطم الهواء البارد بوجهه، يشعر بالراحة فى الهواء، بدأ  يلتفت حوله يستوعب أين هو.

في عقل أطلس:

_إستوب إحنا جينا هنا إزاي.

_إنت بتسأليني أنا؟!!.

إلتفت أطلس لخليله الذي كان يراقبه، يعلم ما يدور في رأسه فتقدم منه و أجابه عن سؤال عقله.

_جينا نتفسح عادي تعالي تعالي نلعب، قولي هل إحنا واخدين منها حاجه؟

أنهي رشدي حديثه بسؤال ليجيبه أطلس:

_لا.

_يبقي نسيب طابع قبل ما نموت.

نظر أطلس لرشدي مضيقاً عينيه يقرأ عقل صديقه ثم إبتسم إبتسامه خفيفه، صافحه رشدي بنفس تلك النظرات الخبيثه البلهاء مردفاً:

_معايا نبوظ الدنيا؟

_معاك نبوظ أبوها.

قبل أن يتحرك أوقفه رشدي مخبراً إياه أنهم سيقابلون جاسر أولاً، إنه لا يتذكر متي آخر مرة رأي بها جاسر حتي.

أطلسWhere stories live. Discover now