الفصل الخامس والعشرون

17K 643 38
                                    

الفصل الخامس والعشرون

صعدت حتى سطح المنزل، لتجده متسطحًا على كوم من الرمال، ويبدوا انه قد غفى وبات ليلته عليه، زفرت بقنوط، لتخطو حتى وصلت اليه، فجلست جواره كي توقظه:

- عمر، يا عمر، اصحى يا خوي، ضاجت عليك ملجيتش غير ع الرمل وتنام؟!
فتح جفنيه اخيرًا، ليستعيد وعيه رويدًا رويدًا، حتى خرج صوته متحشرجًا، يضغط بطرفي السبابة والإبهام على عظمة أعلى أنفه، يكتنفه صداع بالرأس:

- خلاص يا جميلة انا صحيت اها، صحيت خلاص ...... 
هو انا نمت هنا كيف؟
قال بالاخيرة وهو يعتدل بجذعه يتطلع حوله في الأجواء، ونسمات برد لطيفة بعض الشي، تلامس جسده وبشرة وجهه، ليتوجه لشقيقته الصامتة، يعيد السؤال:

- ما تجولي يا جميلة كيف انا نمت هنا؟.
امتعضت ملامحها تجيبه على مضض:
- لو انت مش فاكر افكرك انا، انت امبارح كنت جالب ع الكل، امك بتجول انك جعدت اليوم كله برا، بعد ما دبيت كذا عركة معاهم ومع عيال خواتك، ولما رجعت متأخر على وش الفجر، محدش دري بيك ، غيب لما صحيوا على صوت الدب فوجيهم، وابوك افتكر حرامي ولا حصين نازل ياخد الطير، لكن اتفاجأ بيك متمدد على الرملة، جعد يكلمك عشان تجوم من مكانك وتنزل على أؤضتك، لكنك مكنتش حاسس اصلا، في الاَخر سابك على راحتك، عشان متجومش متعصب عليه.

مسح بكفه، على الذقن الغير الحليقة ليردف مع تذكره لأحداث الأمس:
- وه، حتى ابويا كمان كش مني؟ لدرجادي انا كنت عفش مع الكل؟

التوى ثغرها لتشيح بوجهها للناحية الأخرى، تمنع نفسها عن الانفعال، أو توبيخه عما بدر منه نحو والديها الطيبين من الأساس، ولكنه كان أذكى من أن يتجاهل:
- انا عارف انهم لسة زعلانين، وعارف اني غلطان يا ست جميلة، يعني مفيش داعي تولي وشك عني، هنزل اروح أرضيهم اطمني.

التفت اليه معقبة على كلماته:
- والله لمصلحتك يا واد ابوي، رضا الوالدين عليك من رضا ربك، بلاش نيجي عليهم، دا انت اكتر واحد عارف انهم غلابة، وما صدجوا ياخدوا نفسهم من الشجا بعد انت ما جومت بالبيت .

اومأ بضيق لينهض من جوارها، ليس لديه طاقة على معارضتها او الجدال معها:
- خلاص يا جميلة عرفت غلطي، وجولت ان اراضيهم، يعني مفيش داعي بجى للتجطيم.... خليكي جدعة بجى وروحي حضريلي لجمة افطر بيها،

اضطرت تجاريه، وقد حسبته استفاق من كبوته، ليعود لواقعه، والحياة التي تنتظره بعدما عاد بالمال الوفير،، ليحقق ما يصبوا اليه

نهضت على الفور بهمة كي تذهب وتعد له اجمل وجبة افطار، ولكن وقبل ان تصل للدرج اوقفها بهتافه:

- ناوية تروحي فرحها النهاردة ولا لأ يا جميلة؟
استدارت له، ليرى مزيج من حيرة وضعف، يعلو تعابيرها، قبل ان تجيبه بوضوح:

- والله يا واد ابوي مش هخبي عليك، عندي رغبة شديدة ان احضر فرح اعز صحباتي، وفي نفس الوجت، مستتجلاها احضر، ولا اشوف غازي الدهشان بعد ما رفضك و....

ميراث الندم   الجزء الاول والجزء التاني نسائم الروحWhere stories live. Discover now