الفصل الخامس والعشرون والاخيرة ج٢

6.7K 392 32
                                    

الفصل الخامس والعشرون والاخيرة ج٢

تصدر له بسيارته، يمنعه من المرور الى داخل البلدة، ليضطر الاخر للتوقف وسط الطريق الذي يتوسط الأرض المملوكة له، تلك التي ابتاعها منذ سنوات بصفقة مع ادارة املاك الدولة ليستصلحها ازواج شقيقاته، يرفع من قدرهم بالعمل لديه، ويثبت اقدامه هو كرجل اعمال قادم لينافس بقوة، كبار العائلات، واضعًا نصب عينيه ان يصبح ندا لهم، وبالأخص هو؛ غازي الدهشان الذي فطن لكل ذلك منذ البداية ولكنه كالعادة لا يشغل نفسه بأمثاله، سوى عند الخطأ منهم او في حالة هذا الأخرق كما فعل.

- انزل يا عمر، وجابلي وش لوش، راجل لراجل، اذا كنت تعرف معنى الأخيرة 

هيئته الاجرامية أثارت الزعر بقلبها، تلك التي كانت ترافق زوجها، بعودتها من متابعة احد الاطباء لحالتها في المدينة، لتتمتم بخوف سائلة:
- مين دا يا عمر؟ وليه بيكلمك كدة؟ هو اتجن عشان يسد الطريج عنينا واحنا مروحين بلدنا.
التف إليها بقلق لا يخفيه، يخلع عنه حزام الأمان،  ليأمرها بحزم قبل ان يفتح باب السيارة ليترجل منها:

- خليكي مكانك يا هدير ، ومهما حصل متنزليش منها .
تشبثت بقميصه تمنعه:
- يا مري لتكون نازل تتعرك معاه، خليك مكانك يا عمر، لحد ما نتصل وياجي البوليس،  دا شكله مجرم، رغم هدومه النضيفة

لاحت ابتسامة ساخرة بزواية فمه، ليربت على كفها يخاطبها بتعقل:
- شيلي يدك يا هدير، جوزك مش عويل عشان يفضل محبوس في عربيته لحد ما ياجي البوليس، وحتى لو جه برضو مش هياخده، دا حساب ولازم نصفيه مع بعض

تمتم الأخيرة بصوت خفيض،  وهو ينزع نفسه عنها ببعض اللطف، ويتركها مكانها في الأمام، ترا المشهد من محلها بوضوح، وتفهم أيضًا!:

فتحرك ليقف مقابله، وكأنه كان متوقعًا المواجهة، خاطبه بذقن مرفوع:
- نعم يا غازي بيه، اتفضل لو عندك كلام جوله.
عض الأخير على نواجزه، بغضب شديد يتمتم ردا له:

- يا برودك يا واض،  دا على أساس اني هنولك الشرف ده ، ولا انا ليا مرارة لأمثالك..... انا يدي هي اللي بتتحدت.

قال الاخيرة، ليباغته بقبضة قوية حطت على فكه، حتى جعلته يرتد للخلف تأثرًا، وقبل ان يبتعد جيدًا،  جذبه ليكيل له عدد اخر من اللكمات عل الوجه والجسد، والأخر تعمد ان يتلقى الضربات دون ان يرد،  ولكنه كان فاقدًا السيطرة على لسانه:

- ما انت لو كنت جوزتهالي من الاول، مكنش دا كله حصل؟ ...... اه....... عرفت اللي فيها وبرضك نفذت وجوزتها واد عمك وصاحبك....... طاوعتك نفسك تكسر بخاطري وخاطرها، بحجة كلام فارغ من طليجتك...... هي اللي اخترعته....... وانت عارف...... اااه....... انها شريفة.....  وبتحبني وبحبها......

- اسكت ياض...... بدل ما اطلع روحك في يدي.....
صاح بها غازي وقد وصل لأقصى درجات الاستفزاز من هذا الذي كان مستسلمًا للضربات وفمه يتفوه بما يفقد العقل رزانته، وكأنه يبتغي القتل على يديه، لتأتيه
الصرخة التي افاقته:

ميراث الندم   الجزء الاول والجزء التاني نسائم الروححيث تعيش القصص. اكتشف الآن