الفصل الواحد والعشرون ج٢

13K 540 38
                                    

الفصل الواحد والعشرون ج٢

- هتتجوز! فتنة هتتجوز وتسيب البلد كمان!
تفوهت بها بتعجب يثير التسلية، حتى تبسم زوجها يعقب:

- وايه العجيب في كدة يا ستي، ما خليها تتجوز وتحل عنينيا، اهي تريح البشرية ببعدها، وغازي يعرف يربى بناته بدال ما هما مشندلين ما بينه وما بينها.

انزوى ما بين حاجبيها باندهاش، لتجاوره على الفراش تردد موافقة رأيه:
- يا سيدي مختلفناش فيها دي؟ مصلحة البنات في البعد عنها رغم انها امهم، ضرورة حتمية الواحد كان بيتمناها من زمان ، بس اللي عايزة اعرفه، امتى الكلام ده حصل؟ وامتى غازي اتلم واتفق معاهم، انا مسمعتش نهائي عن حد اتجدملها ولا اتخطبت.

- يا ستي اهي هتتجوز وخلاص، احنا هنججه، مش المهم البنات يرسوا في حضن ابوهم، ياللا بجى ربنا يهني سعيد بسعيدة.

قالها لينهض عن التخت ذاهبًا نحو خزانة الملابس في تصرف واضح للتهرب منها، مما جعل الشك يتسرب اليها لتقول بفراسة:
- هو انا ليه حاسة ان مشوار امبارح والكدبة اللي اخترعتوها عن العجرب اللي لاشت الواد في ارضنا، وراها قصة تخص الموضوع ده؟ ما تجول يا عارف، روحتوا فين امبارح.

القى اليها بابتسامة ماكرة بعدما خلع عنه قميصه، ليلتف نحو الخزانة يبحث بداخلها عما يريد ارتدائه، متجاهلا الرد عليها ، لتقسم بتأكد:
- اجطع دراعي ان ما كان وراها قصة كبيرة، عمي سعيد لا يمكن يعدي موضوع البنات من غير ما يشعللها ويشربنا المر، اكيد الموضوع فيه سر، ريح جلبي وجول يا عارف.

مالت رأسه للخلف في ضحكة عالية، ليغمغم بصوت عالي:
- انا غلطان اصلًا اني اتكلمت معاكي من الاول، دا عيب اللي يحكي مع مرته ويبلغها كل جديد

- يبجى صح زي ما جولت.
هتفت بها، لتنهض عن التخت بحركة سريعة ، ثم اقتربت منه لتحاوطه بذراعيها على خصره من الخلف، متابعة بتحايل ودلال:
- انا جولت من الأول أنك مش هتداري عني، حبيبي يا عارف هتقولي كل حاجة، ما انا بت عمك وسترك وغطاك، عمرك شفتني كشفت سر.

رفع ابصاره للسماء بعدما خارت كل قواه بفضل تأثيرها عليه، ليردد بقلة حيلة:
- يارب عيني يارب، هي بتضغط من ناحية واخوها ياجي بعد كدة بجولي لسانك ميتبلش فيه فولة،

ضحكت بشقاوة تزيد من ضمه، لتريح رأسها من الخلف، تزيد بنعومتها عليه:
- يجول زي ما يجول، انا برضوا هعرف منك، عشان جوزي الجدع، اللي عمرك ما خبيت عني حاجة، وانا برضوا شطورة وبحفظ السر.

قهقه هذه المرة، ليلتف اليها برأسه مرددًا باعتراض:
- انتي مش شطورة، انت كهينة ومش ساهلة.

اومأت رأسها بابتسامة شقية:
- صح، بس برضك هتجول.
هم ان يقاوم رغم تردده، الا أن صوت اشعار بالهاتف لفت انتباهه ليأخذه حجة:
- دا صوت رسالة، روحي شوفيها، وحلي دي يدك عني.

ميراث الندم   الجزء الاول والجزء التاني نسائم الروحWhere stories live. Discover now