الفصل السابع ج٢

9K 376 35
                                    

الفصل السابع ج٢

وصل في ميعاده الصباحي اليومي، ليباشر عمله في متابعة المزرعة الكبيرة لتربية الدواجن، بعد ان أسسها ووظف بها عدد من أفراد البلدة ليس بالهين، في خطوة اولى ، يتبعها العديد من الاستثمارات، قد وعد وأعلن عنها سابقًا، لمساعدة العاطلين والمحتاجين، كما يدعي.

دلف بهيبة اكتسبها حديثًا، تتبعه ابصار المعجيين والمنبهرين، في روتين أصبح ينعشه لبعض الوقت قبل ان ينغمس في عمله.

وقعت عينيه على تلك المرأة التي قَبل بتوظيفها على مضض ولغرض ما في نفسه ، تتمايل بخطواتها امام رئيس العمال بعدما وبخها كما يبدوا من هيئته المتجهمة، لتتركه ذاهبة بعدم اكتراث، حتى زادت من غضب الاَخير، ليغمغم من خلفها بازدارء، وكلمات بدت واضحة:
- مرة معوجة وبترسم الدور علينا، انا عارف ايه اللي حدفك علينا؟ ضربة دم تاخدك

- عبد الصبور.
هتف عليه كي يُنبئه بمجيئة، مما جعل الرجل ينتفض بإذعان كي يلحق به حتى اذا دلف الى المكتب من خلفه، تمتم له بالتحية مرددًا بلهجة لم يجيد تحسينها:

- حمد الله ع السلامة يا عمر بيه
طالع الاَخير ووجه المتغير، وهذه الوجوم الذي اكتسى تعابيره ليعلق:
- مالك مجلوب ليه وبترد من غير نفس؟ ليكون مش طايجني كمان؟

- العفو يا بيه.
تمتم الرجل على الفور بأسف، ثم ما لبث ان يردف معبرًا عما يجيش بصدره بعدم احتمال :
- معلش سامحني، بس انا متغاظ من اللي اسمها نفيسة دي، مرة مشجلبة، لا تعرف خشا ولا حيا ولا حتى حرام ولا حلال، انا عارف ايه اللي حدفها علينا؟ عليا النعمة بخاف ع البنتة اللي شغالة معانا منها ، دي فالحة بس تتمايص وتلهي البنتة في سيرة فلانة ولا علاتة، ولا بتعرف تسد في شغل ولا تجعد محترمة وفي حالها، جاعدة بس لفجع مرارتي.

تبسم عمر بخفة لقول الرجل، ويرد مخففًا:
- معلش يا عبد الصبور، هي مرة معوجة انا عارف، بس دي وجعت في عرضي ان اشغلها عشان مش لاقية توكل نفسها، كنت عايزني اردها خايبة الرجا يعني؟ مش طبعي يا واد الناس.

جادله الرجل:
- يعني نسيبها كدة وسط البنات كيف البطاطسية المعفنة وسط الجفص الزين تجوم تخصره كله؟

رغم حدة الرجل والتشبيه المبالغ فيه، إلا أنه كان يتحدث بعقلانية اجبرت عمر على مهادنته:
- لا يا سيدي واحنا مش هنسيبها تخسر البنات ، إنت شد عليها من بينهم ان شالله حتى تخصملها، وخلينا ندوس عل نفسينا شوية، ولو متعدلتش الباب مفتوح، عشان تغور وتريحنا منها..

صمت عبد الصبور ليومئ له على مضض، يدعي الاقتناع ، حتى صرفه، ليخرج ويتركه ، يفكر في القادم على ضوء ما يلمسه من مستجدات

❈-❈-❈

على جهاز الحاسوب الصغير، كان يستمع لها ويدون به ما تمليه عليه من رؤى ورغبات تريدها في مشروعها الجديد، وعلى ضوء ذلك يفعل هو دراسة الجدوى الخاصة به، ويحدد حجم الدعم المادي المطلوب له، وهي تتحدث بشغف يزيده هياما بها:

ميراث الندم   الجزء الاول والجزء التاني نسائم الروحWhere stories live. Discover now