ألم الندم💔🚶‍♀️~

9 3 4
                                    


كان لدي شخصٌ مقربٌ جدًا إلى قلبي، أحبه وأعزه كثيرًا، وتربطني به علاقةٌ قويةٌ جدًا، نقضي أغلب وقتنا معًا، لكن كان هناك شيءٌ يزعجني فيه كثيرًا، وهو عصبيته وصراخه الدائم، كان يصرخ عليَّ على كل شيء، إن تأخرت في العودة للبيت، إن لم أعد الطعام بشكلٍ جيد، أو تأخرت فيه، إذا خرجت وتركته وحده؛ فقد كان ينزعج كثيرًا حين أخبره أني أريد الخروج؛ فهو يكره كثيرًا فكرة البقاء وحده في المنزل، لكني كنت أتركه وأخرج بمجرد حصولي على موافقته، وكنت أحيانًا أتعمد التأخير؛ لأني كنتُ أعتبر البيت مكانًا كئيبًا، وإذا بقيت في المنزل؛ فإني أبقى في غرفتي، ولا أخرج منها، إلا للقيام بأعمال البيت، أو للأكل، نادرًا ما كنت أقضي وقتي معه، فقد مللت من الاِستماع لنفس القصص التي يحكيها لي كل يوم، كنتُ دائمًا ما أتهرب من البقاء معه، وكنت أرى أن ذلك أفضل لي؛ لكني ندمت بعدها كثيرًا، ذلك الصراخ، وتلك العصبية، وتلك المعاتبات، كلها اِختفت، لا أعرف كيف أصف شعوري حين رأيته مددًا على سرير الإنعاش، ولا أعرف كيف أصف صدمتي حين قال الطبيب أن لديه فشلًا قلبيًا، كان يعاني، يتألم، وأنا لم أشعر به؛ لأني أنانية، لم أفكر سوى بنفسي فقط، أردت راحتي، وتجاهلت الشخص الذي تعب لأجلي، وبعد يومين، وصلني خبر وفاته، لقد رحل، وتركني وحدي، أواجه ألم الندم وتأنيب الضمير، تركني فجأةً دون سابق إنذار، لم أصدق أبدًا أنه رحل، إلا عندما عدت للبيت ولم أجده هناك، بقيت أنتظره ليعود؛ لكنه لم يعد، لا أعلم كيف مضت تلك الأيام، ولا أعلم كيف نمت في تلك الليالي؛ لكني أعرف تمامًا، أن الندم يعتصرني، يقتلني، ويمزق قلبي لأشلاء، وكم تمنيت لو أن الزمن يعود؛ لأعوضه عن كل شيءٍ فعلته، وعن كل شيءٍ لم أفعله، لكي أبقى بجانبه قدر الإمكان، لكي أمسك يده في كل وقت، وأعانقه بقوةٍ بحيث أستنشق رائحته، اِشتقت لقصصه، ولمزاحه، ولتصرفاته الغريبة والمضحكة، اِشتقت كثيرًا لتلك الأيام، ولو كانت هناك طريقةٌ تعيدني لها؛ لفعلتها دون أي تردد.





بقلمي✍🏻: صفية مصطفى.
لقبي : جودي🌺☆~  

لمسات أنامل🖤~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن