حربٌ داخلية🌪🔥~

8 4 0
                                    


في كل ليلةٍ، تذهب للفراش حزينًا، مكسورًا، مخذولًا، ووحيدًا، وتشعر كما لو أن العالم كله قد أتفق ضدك، كما لو أن لا أحد يحبك، أو يهتم لأمرك، أو يقدر وجودكَ في حياته، تبقى تتقلب في الفراش من جهةٍ لأخرى محاولًا النوم، تفتح وتغمض عينيكَ مرارً وتكرارً على أمل أن يتغير شيءٌ ما، لدرجة أنه أحيانًا تفيض مشاعركَ على شكل قطرات ندى، منهمرةً من عينيكَ المتعبة، فتسيل لتحرق خديك، وصولًا إلى قلبكَ الصغير، تتسارع أنفاسك، بينما تحاول كتم شهقاتك؛ كي لا توقظ أحدًا، ودائمًا ما تكون وسادتكَ هي الأقرب إليكَ في مثل هذا الوقت، تحتظنها بقوةٍ تاركًا دموعكَ تنهمر عليها؛ لتبللها، تستمر في بكائكَ الصامت، حتى تخور قواك، فتستسلم أخيرًا للنوم، تغمض عينيكَ المحمرة المتألمة، على أمل ألا تفتحهما مرةً أخرى، لكنكَ تستيقظ مرةً أخرى في الصباح، لتبدأ روتينكَ كما لو أن شيئًا لم يحدث، ترسم على وجهكَ اِبتسامةً صغيرة؛ ليس من أجل تحفيز نفسك، وليس من أجل إسعاد الآخرين أيضًا؛ إنما تصنعها لكي تخفي الحرب التي تقام بداخلكَ كل ليلة، فإخفاء ألمكَ أفضل بكثير من إظهاره للآخرين، الذين لن يفيدوكَ بشيء، بل العكس، إظهار ألمكَ لهم سيسبب لكَ المزيد من المتاعب، فأنت ستضطر لشرح الأمر لهم، ثم جهز نفسكَ لتستمع لأكوامٍ من النصائح، أو لنظرات الحزن والإشفاق، فبدلًا من كل هذا فضلتَ أن تبتسم، وتستمر في الاِبتسام، حتى نهاية يومك، حتى يأتي موعد النوم، لتبدأ الحرب من جديد، حربٌ داخليةٌ طرفاها أنت.



بقلمي✍🏻: صفية مصطفى.
لقبي : جودي🌺☆~

لمسات أنامل🖤~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن