حلقة إضافية فأعرضتْ نفسي

1.6K 86 10
                                    

"إيه اللي إنتِ لبساه ده يا منه!!!"

"أ... أ... إيه! أنا أصلًا كنت عايزه ألبس النقاب كمان بس...."

صمتت «منه» ووقفت تفرك يدها بارتباك وهي تضغط بقواطعها العلويه على شفتها السفلية.

رمقتها رضوى بنظرة جانبية وهي تقول بابتسامة خبيثة:
"بس إنتِ موافقه ولو مش موافقه كنتِ لبستِ النقاب"

عادت «تقوى» لتسكب باقي العصير بأخر قدح أمامها ثم نظرت لـ «منه» بنظرة سريعة ومتفحصة تلك التي ترتدي إدناء باللون الكحلي ووتتصبغ وجنتيها بحمرة الخجل، قالت «تقوى» بابتسامة ودودة:
"المهم في اللي يلبس مش اللبس نفسه... وبرده إنتِ زي القمر"

ارتسمت ابتسامة واسعة على شفتي «منه» وهي تقول:
"أنا عمري ما تخيلت أقابل حد يفهمني زي ما إنتِ بتفهميني كده أنا بحبك أوي"

ربتت «تقوى» على كتف «منه» بحنو وقالت بابتسامة ماكرة:
"أُبيّ بقا هيفهمك من نظره... صدقيني يا منه دا بيحبك أوي وإلا مكنش إستناكِ طول الفترة دي"

قالت أخر جملة وهي تُطالع ملامح منه التي تلاشت ابتسامتها وقد حاصرها خضم من الأفكار، تتسائل بين حالها هل اتخذت القرار الصائب أم ماذا!!؟ فقد أخذت قرارها سلفًا بأن توافق على أُبيّ لكنها قلقة وتراودها نفسها بأن تحيد عن هذا القرار....

انتشلها من أفكارها صوت «تقوى»:
"يلا يا بنتي شيلي العصير وادخلي"

منه بارتباك وبنبرة مرتعشة:
"انتوا بجد دبستوني... أنا مش عارفه أتلم على أعصابي"

ضحكت «تقوى» وحملت صنية العصير وهي تخرج من باب المطبخ وتقول:
"يلا هوصلك بدل ما توقعي بالصنيه وتفضحينا"

سلمتها تقوى الصنية على باب الغرفة بعد أن طرقت الباب عدة طرقات قبل أن تهرول للداخل وتتابع دخول منه من خلف الستار.

دخلت «منه» بالصنيه وأخذها والدها من بين يديها كانت تُطالع الأرض بحياء، جلست قبالة أُبيّ ولم تستطع رفع نظرها فيه...

أخذ أُبيّ يُحدث والدها ولكنها لا تستطيع ترجمة محتوى كلامه هي تسمع صوتهما ولكن عقلها مشوش وكأنه لا يفهم لغتهما ولا يجد لما يتلفظان به تفسيرًا، وعندما ضحكا ابتسمت ببلاهه وهي تنظر لوالدها دون الالتفات لـ أُبيّ...

ظلت هكذا حتى سمعت:
"طيب هسيبكم شويه وأقوم أرد على الرقم ده"

قالها والدها وخرج من الغرفة وهو يُطالع شاشة هاتفه المضيئة باسم «تقوى»...

ران الصمت بينهما حتى ظنت «منه» أنه خرج مع والدها فرفعت رأسها لتجده يقبض لحيته بإحدى يديه ويحدق بها مضيقًا جفونه، ازدردت ريقها بتوتر وقلبها ينتفض من نظرته تلك وسرعان ما أخفضت بصرها مجددًا وهي تحاول التنفس بصورة طبيعية وإخفاء توترها الطاغي عليها....

قصص واسكريبتات بقلم آيه شاكر Tahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon