صرخةٌ من قاعِ الماضي

142 8 4
                                    

بينما اقف فوق سطح الفندق اتأمل جمال سواد الليل دون نجوم كأن القدر يخبرني أن الليلة هي الوقت المطلوب ، لأقدم نفسي إلى أيدي الموت دون جهود ...... لا تسألوني كيف للموت أيدي فكل ما اعرفه انه انتشلني من طريقة أكثر قذارة لقتل نفسي

أقفُ على سطحِ الفندقِ، أُطلّ على سوادِ الليلِ العميقِ الذي يلفّ المدينةَ كستارٍ أسودَ كثيفٍ. لا نجومَ تُزيّنُ سماءَهُ، ولا قمرٌ يُنيرُ عتمتَهُ، كأنّ القدرَ يُرسلُ لي رسالةً صامتةً تُخبرني أنّ الليلةَ هي الوقتُ المطلوبُ، الوقتُ المناسبُ لإنهاءِ رحلتي في هذا العالمِ.

أُغمضُ عينيّ، وأُسندُ ظهري إلى جدارِ السطحِ، وأتركُ جسدي يرتجفُ من البردِ أو من الخوفِ، لا أدري. أفكاري تتزاحمُ في ذهني، ذكرياتٌ جميلةٌ وأخرى قاتمةٌ، مشاعرُ حبٍّ وكرهٍ، فرحٍ وحزنٍ، أملٍ ويأسٍ، كلّها تُكوّنُ لوحةً مُتشابكةً من عواطفي التي تُمزّقُ روحي.

أُفكّرُ في كلّ ما مرّ بي في هذهِ الحياةِ، كلّ التحدّياتِ التي واجهتها، كلّ الأخطاءِ التي ارتكبتها، كلّ الخسائرِ التي عانيتُ منها. أشعرُ بثقلٍ هائلٍ يُثقلُ كاهلي، كأنّني أحملُ عبءَ العالمِ كلهِ على كتفيّ.

أُفتحُ عينيّ، وأُحدّقُ في الفراغِ أمامي. أرى المدينةَ من منظورٍ مختلفٍ، كأنّني أُشاهدُها من على سطحِ القمرِ. كلّ شيءٍ يبدو صغيرًا وبعيدًا، لا شيءَ يُهمّني الآن، لا شيءَ يستحقّ البقاءَ من أجلهِ.

أُقرّرُ أن أُنهيَ كلّ شيءٍ، أن أُسدلَ الستارَ على هذهِ المسرحيةِ التي أُسمّيها حياتي. أُريدُ أن أُريحَ نفسي من هذا العذابِ، من هذا الألمِ الذي لا يُطاقُ.

أخطو خطوةً واحدةً إلى الأمامِ، ثمّ أخرى. أُغمضُ عينيّ، وأُسندُ رأسي إلى الخلفِ، وأُطلقُ جسدي يَسقطُ في الفراغِ. أُغمضُ عينيّ، وأُنتظرُ النهايةَ.

ولكنّ النهايةَ لم تأتِ.

   
لم تكن النهاية شيء متوقع او شيء  انتظره، فقد نھظت من اسفل السافلين الى اعلى السفاحين ....

من قاعِ الجحيمِ نهضتُ، حاملةً جراحَ روحي، وندوبَ الماضي، لأُواجهَ عالمًا لا يرحمُ.

تعتقدون ان سبب عدم موتي ھو الحب او مساعدة احدھم ،"ھھھھھ" ، لا تُضحِكيني، لا لا تقولوا لي ان ھذا تفكيركم ......

"الحبّ؟ مساعدةُ أحدٍ؟ ههههههه، هذهِ مشاعرُ لا أُؤمنُ بها، لا أُؤمنُ إلاّ بقوةِ القتلِ والرعبِ، هذهِ هي لغتي الوحيدةُ، ولن أُغيّرَها أبدًا."

لا تظنّوا أنّني أُخفي وراءَ قناعِ الابتسامةِ حُزنًا دفينًا، أو أنّني أُعاني من وجعٍ لا يُطاقُ، لا، لا شيءَ من هذا القبيلِ.

أنا لستُ ضحيةً، بل جلّادٌ، سيدةُ الظلامِ وملكةُ الرعبِ.

 دعوني اخبركم ان بصيص الامل الذي وجدته كان متعة القتل ، قد تجدون الامر غريب ،لكن عندما اضع يدي فوق جرح احدھم سببته انا باحدى خناجيري اللطيفة ، او عندما اشاھد تلك الدماء تملء يدي و الجثت امامي تلتقط انفاسھا الاخيرة ، او عندما قمت بحرق عمتي ميشيل و وقفت استمع لصوت صراخھا يطرب اذني ، بينما ارقص على صداه كأنه سنفونيتي المفضلة ، او احدى الاغاني الاكثر شهرة تثيرك لتحرك اطرافك عليها  ، او حتى عندما قمت بتعذيب جاك و اقتلعت عينيه ،و اعدت ھيكلة وجھه البشع ، او حتى عندما قمت بقتل افراد اسرة امي و انا اسمع صوت صراخھم بالنجدة و طلب المغفرة ، كنت في اوجع اثارتي ، تلك الاصوات المثيرة لا زلت احتفظ بتسجيلاتھا الصوتية في حاسوبي المحمول .....

الملاك الساقط _ fallen angelTempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang