•لحن الفناء 2•

93 8 3
                                    

في أنين الليل الساكن، تتلاطم عواصف الأحزان في أعماقي كموج البحر المتلاطم، وبين أضلاعي تترنح ألحان الألم كنغمات موسيقية محزنة

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

في أنين الليل الساكن، تتلاطم عواصف الأحزان في أعماقي كموج البحر المتلاطم، وبين أضلاعي تترنح ألحان الألم كنغمات موسيقية محزنة. ينساب قلمي ببطء على أوراقي كشاعر مكتئب يخطو خريطة غيابه، وتحول كل حرف إلى جسر يعبر به الألم نحو عالم النسيان.

في تلك اللحظات الصامتة، يتجسد الألم بألوان الصورة، وأنغام الحنين تتراقص على لحن الفراق. يبدو أن الزمان يجمد في مكانه، وأنا محاصرة بين جدران اليأس والضياع، محاولة فهم لغة الصمت التي تعبر عن حالتي النفسية المضطربة.

بين أسطر كتاباتي، يتجسد الألم بكل رقة وعمق، يروي قصة ألمنا الخفية التي لا تستطيع الكلمات وصفها بالكامل. تنساب الكلمات كأنها نهر من الدموع، يسيل بلا توقف، وتحمل معها وجعاً لا يُنسى.

تُلفّ جدران الغرفة بِسِترٍ من الظلام الكثيف، كأنها تمتصّ كل شعاعٍ من الضوء، تاركةً وراءها لوحةً قاتمةً تُعبّر عن عمق اليأس الكامن في روح الإنسان. يسود الصمتُ المُطبق، كأنّه ينسجُ سيمفونيةً حزينةً تُجسّدُ وحدةَ النفس المُعذّبة.

في هذا المشهد المُقْفر، جالسةٌ بين جدرانِ غرفتي، أُحدّقُ في فستاني المُلطّخِ بدماءٍ قاتمة، كأنّه ينعكسُ على مرآةِ روحي المُحطّمة.

أُحاولُ تجسيدَ ملامحي في المرأةِ المقابلِة، لكنّ وجهي يظهرُ باهتًا، ممتجزا ببقع من الدماء اليابسة، كأنّه قد فقدَ بريقهِ تحت وطأةِ جروحٍ عميقة.

أشعرُ بثقلِ الصمتِ يُخيّمُ على الغرفة، كأنّه يُشاركني همّي ويُشاركُني آلامي.

أُمسكُ بفستاني المُلطّخِ بِالدماء، وأُداعبُهُ بِأطرافِ أصابعي، كأنّني أُلامسُ جروحَ روحي.

أُغمضُ عينيّ وأُحاولُ استرجاعَ الأحداثِ التي أوصلتني إلى هذهِ الحالة، لكنّ كلّ ما أراهُ هو ظلامٌ دامسٌ يُحيطُ بي..

أُفتحُ عينيّ بِثقلٍ، كأنّ الجفونَ تُقاومُ انفتاحها على واقعٍ مُؤلم. أُحدّقُ في المرأةِ المقابلِةِ، لكنّ انعكاسَ وجهي فيها يضيعُ بِينَ خيوطِ ضوءِ القمرِ الخافتِ التي تتسلّلُ من خلالِ ستائرِ الغرفةِ المُظلمةِ.

تُلامسُ خيوطُ الضوءِ بقعَ الدماءِ المُجفّفةِ على خدّي، كأنّها تُشيرُ إلى جروحٍ لم تُشفى بعد. تتدفقُ أحداثُ هذا الصباحِ بِبطءٍ في ذاكرتي، كأنّها شريطٌ سينمائيٌّ يُعرضُ أمامَ عينيّ بِبطءٍ.

الملاك الساقط _ fallen angelWhere stories live. Discover now