"وَالِدي"
_____
..
..
..
..
..
..
.._____
عقدتُ حاجبيَّ منزعجاً من ذلك الوَخز الّذي أصابَ يدي...
شيءٌ ما ، أشبه بالألم....
فتحتُ عينيّ معلناً نهاية نومي...
مؤلمٌ أن أستيقظَ كلّ صباح متمنياً ألّا أستيقظَ مُجدّداً ...-ما هذا ؟
حدّقتُ مُطوّلاً بالممرّضة التي تنحني أمام سريري منهمكة بأمرٍ ما...
بكلٍّ مرّةٍ ألمحُ بها يديها تتحركانِ أستشعرُ ألماً لا يطاق يسري في عروقي!
وبعد أن قابلتْ سؤالي بالتّجاهل ابتسمتُ متهكّماً ، لأعاود السّؤال :
-هل تحقنينني مجدّداً
-ألديكَ مانع ؟
-حسناً ... لن أعلّق ، هل هذا مهدّئ؟!
سألتُ مجدّداً ، فهمست هي بنوعٍ من الشّفقة
-ڤايروس...
جَحُظت عيناي والصّدمة أكلتْ من ملامحي نصيب... قلتُ بعدمِ تصديق :
-لم أسمع ... ما هذا؟
-ڤايروس...
أجابتني وهي ترمي بقايا الدواء بالقمامة... بدت لي كَما لو أنّها تُحاول تصليبَ مظهرها دونَ أن تُظهِر تأثّرها بفعل هذا...
-هل سأموت؟
سألتُ يائساً ، فنبست هي بيأس :
-رُبّما...
-ما الهدف من هذا ؟
-حياتك ليست بتلك الأهمّيّة لرئيسِ الأطبّاء هنا ... وضعوكَ بقائمة فئران التّجارب....
-توضيح ؟! ... هل سألقى حتفي بهذه اللعنة هنا؟
-لا أعلم ، أعتقد أنّك ستموت بعد ساعة من الآن...
حركتُ رأسي بعشوائية أحاولُ طرد أفكاري السّوداويّة الّتي داهَمت عقلي...
الموت؟
أليست حياتي بالفعل مهزلة؟... الموتُ هديّة مُزيّنة الآن بالنّسبة لي!
-إذاً ، أنتِ تنتظرينَ موتي لتغطية جثّتي قبلَ أن تغادري؟
-لا ، نحنُ نجرّب فعاليّة دواء ضدّ هذا الڤايروس من صنعُ أحد أطبّاء هذا المكان..
قهقهتُ ساخراً من نفسي ، ألهذه الدّرجة أصبح الأمر سخيفاً فجأة!؟
نقلتُ بصري لمصلٍ كان قَد عُلِّقَ بجانبِ سريري ، ينقلُ ما بداخله لوريدي بانسيابيّة مُطلَقَة
-هل المصل فيه ذلك الدّواء؟
-بدأتَ تكثرُ أسئلة بلا فائدة أيّها الفتى...
- ما اسمكِ ؟
-لُجين
اجتاحَ جسدي تشنّجٌ رهيب ، حاولتُ ألَّا أصرخ لكن سرعان ما صرختُ أسبّ وأشتم من حولي ...
هذا الألَم أفظعُ مِن أن يُحتَمَل!
خطرَ لي حينَها فقط استفسار واحد :
دائماً ما يدفعُ الأبناء ثمن زلّات آبائهم!
فـ من قال أنّ الأب سند؟""
أنا معاناتي تنتهي بانتهاءِ والدي!
لم يكن سنداً بل كان غصّتي ،
هو ليلي شديدُ الظّلمة...
حالكُ السّوادبجدّيّة.... لستُ مهتمّاً....
ما يُهمّ الآن هو:
هل أمي بخير؟!!!
هل أمي شاهدتْ ما تصوّره الكاميرا المعلّقة أمامي....
هل تركها والدي على قيد الحياة!؟
ذلك البَغيض!
.
.
.
.
.
.________
-دعهُ في هذا المكان ، زَوّرتُ أوراق مريضٍ عقليّ له ... يمكنك أن تفعل به ما تشاء ...
كان يتحدّث بصوتٍ أجشّ ، تملؤه ثقة غريبة...
انحنى الطبيب بينَ يدي والدي....
ذلك العجوز الخَرِف!
مدّ له أبي رزمة كبيرة من المال ، ثم همس له متلاعباً
-صوّر جحيمه وأرسله لي ، سألقّنهما درساً لا يُنسى!
غمزه ، ثمّ تركني مكبّلاً على ذلك الكرسيّ
وسارَ خارجَ المشفى
أريد أمّي ...
لستُ بالعشرين مِن عمري ، أنا الآن طفلٌ يرغب برؤيةِ أمّه فحسب....
لن أخرجَ من هنا إلّا جثَّةً هامدة...
أصبحتُ لوالدي نَسيّاً منسيّاً ...
أمّي ، النّجدة!
_____
..
..
..
..
..
..
..
.._____
![](https://img.wattpad.com/cover/366356413-288-k955268.jpg)
YOU ARE READING
ڤاريوس || Varios
Mystery / Thriller-هُنا ، حيثُ حُرِّرَ المَجنون وكُبِّلَ العاقل.... -ما الّذي دفعني لتصديقها ؟ -"لستُ مَجنوناً" -مَن يسمعكِ يَظنُّكم عُقَلاء! -دخلتُ هذا المكان بتهمة أنّني مجنون و الآن تصرّفتُ على منيّة التّهمة الّتي دخلتُ بها... -Writer H'R