"الفَصلُ الرّابِع"

58 39 5
                                    

"رَحلَت"


______

..
..
..
..
..
..
..
..
..
..

______





ولجَ الطّبيب داخلَ الغرفة مُعلناً حلولَ مصيبة جديدة ، فأنا لا أراه ألّا حينَ تحدثُ الكوارِث.!

اقتربَ من لجين وهمسَ لها بأمرٍ ما ، وكما بدى لي هي انصاعَتْ لأمرهِ سريعاً وقلّصت المسافة بينها وبين سريري...

يا إلهي!

فكّت الأصفاد الّتي تربطُ معصميّ على عجل ...

هل وصل الخلاص!؟

رغمَ أنّني استعدتُ حريّتي إلا أنّ مفاصِلي مُتخشّبة ، بقيتُ كالضّفدع للحظة قبل أن أقدر على تحريكِ يدي...

-عليك أن تحاول السّير ، سنذهبُ لمكانٍ ما

همستْ لي على مَضد ، قبل أن تكمل فكّ قيود قدميّ وتكتّفت أمامي لتصرخ بصرامة :

-هيّا قِف

ثمّ اقتربتْ منّي لتهمس مجدّداً :

-أنا مُجبرة على الصُّراخ ، أعتذر ...

-لا بأسَ بهذا...

استقمتُ بجذعي العلويّ بعد عناء ... أتأوّه من حينٍ لآخر...
هل هذا بفعل الڤايروس حقّاً؟

أشعرُ بالوهن ، وجسدي لم أشعر به ثقيلاً هكذا طيلة حياتي...

لكنّ هذا أفضل من الأصفاد ...

بعد أن وقفتُ بصعوبة ، مشيتُ خطوتين مُترنِّحاً ...

إلى أن اقتربتْ لجين لتسانِدني وتعينَني على السّير ...

ترجّلتُ من تلكَ الغرفة القاتمة بصحبتها ، قبل أن تُدخلني لغرفة مُعتِمة أكثر مِن الّتي قبلها...

دقائق ، وأنيرت الغرفة بضوءٍ قويّ

أو ربّما شعرتُ أنا بذلك لأنّني حُرِمت من الضّوء لأربع أيام تقريباً

كنتُ مشغولاً بتأمّل الأرضيّة الدّاكنة ، وشردتُ بسوادِها...

من يدري ... قد تكونُ هذه الأرضيّة آخر شيءٍ مُظلم سأراهُ هنا...

شيءٌ ما بي يقول أنّ القادمَ أفضل ، وأنّ سبب قدومي هنا بغتةً ليس إلّا لخيرٍ ما ...

-كيفَ حالكَ أيّها اللّطيف؟

نبرةٌ ساخِرة كسرت صمتَ الغرفة وأيقظتْني مِن شرودي...

تلك النّبرة الّتي أميّزها من بين الآلاف غيرها...

إنّه....

_______

..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..

______

تفاعُل!

ڤاريوس || VariosWo Geschichten leben. Entdecke jetzt