"الفَصلُ التّاسِع"

20 7 1
                                    

"قاتِل"





______

..
..
..
..
..
..
..
..
..
..


______

الرّصاصة الّتي دَوى صداها في كلّ زاوية من المكان ولازالت تثقبُ إذني بِعلوِّ صوتِها داخل جوفي حتّى هذه اللحظة ، كانت رصاصتي....

لم أقصد هذا ، أنا لا أعلم كيف صوّبت نحو الجار وكيفَ أفزعني صوت والدي حتّى أطلقتُها دون إرادة مُسبَقة منّي !

كانت أمي صامتة ، وجهها مُصفَرّ ورعبها تجلّى في تقاسيمها المُجعّدة...

ووالدي ذاك... تقدّم من الذي قتلتُه أنا ، وشرعَ بإفراغ رصيده من الطّلقات بجسدِ العم...

وأنا "

مُتسمِّرٌ والدّماء تتراشقُ بوجهي... مع كلّ قطرة ينتفضُ جزء من كياني....

أشعرُ بدمه يتطاير كما لو أنّه شظايا زجاج تهشّمُ جسدي ، تؤلمُني بشدّة

لا أحد يستحقّ الموت بهذه الشّناعة ، وبالأخص العم راجح...

هذا الطّيب ، حينَ أهربُ من ظلم وبطشِ أبي له هو من كان يحميني ، لقد شعرتُ به أباً لي

حينَ كان والدي عدوّاً ، كان هو السّند!

وماذا فعلتُ أنا بالمقابل؟!

قتلتُه!!!

أنا ... قاتِل!

اقتربتُ من جثّته ووالدي أبى أن يوقِف رصاصاته ، الكَثير من الطّلقات تزاحمت متسارعة إلى جسد جارِنا كَزخّات المطر...

المطر ، المطر!

أكره المطر!!!

-أبي توقّف

همستُ بنبرتي المهتزّة ،  والضّعفُ تملّكني بأكملي....

لكنّه لم يستمع ... أنا فعلاً لم أعد قادراً على تمييز رأسِ القابع فوق الكرسيّ عن قدميه...

كان بأكمَله مُشوّهاً وملطّخاً بقطراتِ دمه القاتِم....

لقد كنتُ مجرّد طفل  لا يستطيع تحمّل عنفَ ما يحصلُ حوله...

طفل؟! ، كَلّا

  بل قاتل!

أنا.... قاتل!

تلك الكلمة حين ردّدها رأسي انتفضَ قلبي وسارع بضربِ صدري ضرباً سريعاً مُبرحاً!

ڤاريوس || Variosحيث تعيش القصص. اكتشف الآن