31.ذكريات منسية.

340 32 37
                                    

الفصل الواحد والثلاثون:
{{ ذكريات منسية ج1 }}

في يوم صيفي حار قبل عشر سنوات تقريباً، كانت سورا البالغة من العمر عشر سنوات، تتمشى بجوار والدتها ميدوري التي كان شعرها يشبه لون القهوة ويصل الي أردافها، عيونها كانت تشبه عيون ابنتها ذات اللون القرمزي. كانت سورا تمسك بيدها الصغيرة يد والدتها بينما كانوا يسيرون في ممر المستشفى، الذي كان بارزاً بياضه ونظافته برائحة المعقمات والمطهرات. خرجت إحدى الممرضات من غرفة أحد المرضى وسلمت على الاثنتين قبل أن تستمر في عملها. كانوا قد أتوا لزيارة ريو الذي كان يسكن في إحدى الغرف الخاصة ليشاهدا شينتارو الذي يبلغ من العمر سبعة عشر عامًا يكاد يدخل غرفة شقيقة الصغير لتناديه والدة سورا بخفة ليلتفت وتعلو ابتسامه خفيفة على ماحيه وهو ينطق بحيوية: خالتي ميدوري!
أعادت له والدة سورا الابتسامة ببسمه رقيقة: شين من الغريب أن نراك هنا في هذا الوقت.

وافقها بمرح: أجل تأخرت اليوم بزيارة ريو لأنني كنت مشغول بمساعدة بعض الأندية....

فجأة لاحظ حركة خلفها، فتجمدت سورا وأظهرت عينيها كالفأر الخائف لتتلاقا عيناهما فارتعبت وعادت للاختباء خلف والدتها فأستغرب وسأل بفضول: من هذه الصغيرة؟ أهي أبنتك؟
اومأت وهي تعود بيدها للخلف لتحتضن رأس طفلتها وأجابت بحنان: أجل، ابنتي الصغيرة سورا.. سورا هذا هو شقيق ريو الأكبر شينتارو، هل يمكنك القاء التحية..

رفعت سورا رأسها ببطء لتلتقي بنظرة والدتها الداعمة، ثم ألقت نظرة سريعة على شينتارو وعادت للاختباء خلف أمها. أثار تصرفها دهشة شينتارو، فلقد بدت سورا بمثابة سنجاب خائف، خصوصًا بفضل لون شعرها العنبري فلم يستطع منع نفسه من الابتسام فلقد بدت ظريفة، ليسمع عتاب والدتها الخفيف بعد تصرفها: سورا! آسفه، شين فهي كما ترى خجولة للغاية وغير معتادة على التحدث مع الآخرين.

رآها تعيد أستراق نظره إليه قليلاً لتختبئ من جديد وتشد بثوب والدتها لتهمس لها: أيمكنني الذهاب لريو؟
احتار عما تقوله فصوتها بالكاد يُسمع ولكن أجابت والدتها جعلته يدرك ما سألتها عندما سمحت لها بالذهاب فراها تتسلل بخفة لتظهر نفسها من خلف والدتها وتمشي من قربة بانسيابية وتأني لتتعداه وتسرع بخطواتها لتفتح باب غرفة ريو، كان ينظر إليها متأملا فهذه اول مره يرى خطيبه أخاه التي يتحدثون عنها، فكل مرة يختلف توقيتهما لزيارة ريو فلم يقابلها من قبل، ويبدو أنه سيكون هناك صعوبة بالتحدث إليها فهي بالكاد استطاعت النظر لعيناه لثانيه، ليسمع سؤال والدتها: كيف هي أمورك مع شوكو؟
أجابها بهدوء: نحن أصدقاء طفولة أكثر من مخطوبان.

مد شينتارو يده لفتح باب غرفه ريو ليسمع صوت ضحكة رقيقة ناعمه فتسمر بمكانه ليفتح الباب ويرى سورا جالسة بكرسي بالقرب من ريو تضحك بشكل مشرق. كان سلوكها مختلفًا تمامًا عما رآه للتو، فهمس بصدمة ساخرة: أشعر الآن وكأنني وحش.
ضحكت السيدة ميدوري بإشفاق: لقد تعلقت بريو بسرعه، اعطها بعض الوقت وستتمكن من التحدث معك قليلاً.
شعرت سورا بدخولهما فسكتت ونظرت للأغطية ليقول شينتارو مصرحا: أظن أن هذا سيحتاج لكثير من الوقت.
تحدث ريو بعتاب: تأخرت اليوم شين! هل تعرفت على سورا أم أعرفك على خطيبتي الصغيرة؟
تقدم منهما وهو يتكلم بحيوية ويجلس بالأريكة القريبة: لقد تعرفت بها قبل قليلاً إليس كذلك؟

سأحولك لآنسة صغيرةDonde viven las historias. Descúbrelo ahora