13

858 73 8
                                    


قد يظن البعض أن بعد مرور سنة على فسخ خطوبة أشهر عازبٍ في نورماندي — لحظة، اشطب كلامي. أشهر عازبٍ في العالم (بناءً على المجلات التي تصور كل نفسٍ يأخذه في كل بقعة في العالم) — أن لا أحد سيكترث به.

على العكس.

إن لم يكن القسم المخصص لنيكولو في المجلة الشهرية يتحدث عن من يرافق هذه الأيام؛ فهي عن شركته.

شركته تزدهر يومًا بعد يوم، فوربس تتحدث عنه، كيف "بنا نفسه بنفسه" حتى وإن كان وريثًا لشركة أبيه التي تقدر بمليارات اليوروهات...

شعرت وكأنني عليّ أن أقلِب عيناي لكن المجلة لم تخطئ. والد نيكولو امتلك من النرجسية ما يكفيه ليظن أن نيكولو احتاجه، أنه لن ينجح بعيدًا عن ظله... لكن نيكولو، على حد كلام فوربس، يستقطب شركاءً جدد وأكثر نفوذًا كل يوم. حتى شركاء والده السابقين يتجهون نحوه.

شعرت وكأنها لعبةٌ بالنسبةِ له، كل ما يقوم به... كان لمتعته. في نظر الناس كان شخصًا طموحًا ذا أهداف.. لكن بالنسبةِ لي، كان نيكولو يضيع وقته في إشعالِ غضب أبيه.. أو ربما الانتقام حتى.

هل كان ينتقم كيف دمّر أباه علاقتنا ذلك الصيف؟ كان تفكيرًا ورديًا أكثر من اللازم من قبلي الحقيقة. نيكولو على الأغلب في جزيرةٍ خاصة لا يأهُلها غيره وفاكهة جوز الهند.

لم يكن لي دخل بأية حال... له حرية قضاء ما تبقى من سنين شبابه في عقدته الفرويدية مع أبيه أو هوسه بالمياه الزرقاء.

لازلتِ حانقة! لازلتِ تبكين على الأطلال!

ذلك الصوت السخيف في رأسي يصيح.

بلاه. بلاه.

الحقيقة أنني حقًا لا أكترث... أنا أمتلك الكثير من الغضب بداخلي وحسب... وحقي التنفيس عنه. هكذا أخبرتني أخصائيَّتي النفسية.

أنا أستحق. أنا قوية. أنا أستطيع—

يا له من إحراج.

شعرت أنه إن تمكن أحد من سماع أفكاري لقهقه بقوة.

الغضب. أظن أن هذا... ماذا؟ المرحلة قبل الأخيرة في مراحل الحزن؟

ضيّقت ناظراي، أشاهد ما أمامي. من وضع مجلة فوربس هذه هنا؟ وجهه المغرور في جلسة تصوير رسمية لدى كلًا من فوربس والنيويورك تايمز.

وجهه حاد، فكه قوي ومنقبض، يده على الطاولة العريضة التي أمامه. خلفه زجاج يعكس ناطحات سحابٍ تخترق السماء. الساعة الملتفة حول معصمه تقدر بالملايين و... خواتم.

الپيسين | La PiscineDonde viven las historias. Descúbrelo ahora