6

9.6K 467 110
                                    


"أريد أن أصرخ اسمك، مرارًا وتكرارًا..."

"ومتى تتخرجين؟" أراد زاكاري أن يعلم، يحتسي مشروبه، بالتأكيد يرغب بأن يكون في أي مكان عدا أمامي الآن. ربما أراد مغازلة تلك النادلة القصيرة التي مازحها منذ قليل وهو يتناول كأسه الرابع هذه الليلة. لكن رينادا كانت له بالمرصاد، ترمي له نظرات سخط من حينٍ إلى حين.

زاكاري علم أنني لم أرغب بهذا الحوار السخيف أيضًا، كان يحمل نظرةً تقول: "أريد قتل نفسي" وهو يخاطبني، وحقيقةً حتى أنا أيضًا أردت قتل نفسي هذه اللحظة.

زاكاري لم يكُن الوحيد الذي زاغت عيناه حول المكان، حتى أنا فعلت، أمقت حقيقة أنه كان حاضرًا هذه الليلة، ولمفاجأتي، قد كان بدون راشيل لسببٍ ما. تبادلنا نظراتٍ كثيرة، نقول أشياءً مبهمة في عقولنا، والغريب أننا فهمنا بعضنا البعض. حديثي المطول مع زاكاري جلب نظراتٍ حارةً منه، استطعت الشعور بها على جلدي. لم يبدُ سعيدًا حقًا، وللحظة فكرت أنه الآن يعلم كيف أشعر وراشيل حوله.

كان قد زارنا مرةً أخرى هذا الأسبوع، لحسن حظي تمكنت أن أهرب مع ليلي تلك المرة، ولم أضطر إلى لقائه، أو إكمال ذلك الحوار الذي شغلني ليلًا—نعم، أردت الوصول إلى نقطة اتفاق معه بشأنه. لكن... لقد كنت خائفةً جدًا.

كل محاولاته في محاصرتي ليحدثني عن الأمر، باءت بالفشل. لقد كنت مذعورةً إلى هذه الدرجة. خشيت ما قد تؤول له الأمور، ولعبة اللص والشرطي هذه—كانت حلّي الوحيد للوقت الحالي.

معظم الليلة كنت شاردة، كلما أستفيق أجد أن زاكاري قد طرح سؤالًا عليّ وكالبلهاء أقول: "عذرًا؟"

"قلت متى تتخرجين؟" حاول الابتسام بلباقة، لكنه كره كل ثانيةٍ قضاها حولي بوضوح. عيناه فضحته.

"العام المقبل آخر عامٍ لي." أجبته باقتضاب وأومأ برأسه. زاكاري ترك جامعته منذ سنتان بسبب وفاة والده المفاجئة، وحينها اضطر إلى تولي منصب والده الراحل. كان أمرًا عصيبًا، لكنه في وضعٍ أحسن الآن. هذا على حسب ما أخبرني به.

زاكاري امتلك عينان بنيتان، شعرٌ بني، وبشرةٌ شاحبة جدًا. كان نحيلًا، طويلًا، وارتدى قرطًا في أذنه اليمنى. كان جذابًا، ذلك النوع الصبياني، لكنني وجدت نفسي أنجذب إلى النوع الرجوليّ أكثر، ولم يحب عقلي تخيل أحدًا أثر من نيكولو. وجدت نفسي أقارن الكثير من مظهره الخارجي بمظهر نيكولو، أفعاله بأفعال نيكولو—تبًا، العطر الذي تطيب به قارنته بالعطر الذي وضعه نيكولو.

ثم نظرت نحو الأخير أراه يخرج إلى الباحة الأمامية وحده، وكان فضولي بالتأكيد الذي دفعني لأتبعه في تلك اللحظة. "آه... زاكاري؟ لتعذرني رجاءً، أود استعمال دورة المياه."

الپيسين | La PiscineDonde viven las historias. Descúbrelo ahora