3

10.3K 542 173
                                    

"لذلك لا تنتظرني أمام حجرتي الفندقية..." 

₯ ⚘

انقطع نفسي في حلقي.

"هل تريد مني ذلك؟"

"نعم." أجاب، يده لا تزال ممسكةٍ بيدي بنعومة.

كل شيءٍ أمامي أخبرني أنه كان ثملًا، لا يعي ما يقول ولا يفقهه؛ لذا بخطوةٍ إلى الخلف، نظرت أرضًا. "أعتذر نيكولو.. عليّ المغادرة."

لم يقُل شيئًا، فقط رفع رأسه وأومأ. "لا بأس. عمتِ مساءً، ماتيلدا."

أومأت، وغادرت.

لم أنظر خلفي، أصابعي متشابكة بتوتر. وكلما ابتعدت شعرت بعيناه عليّ أكثر.

* * *

"مثلجات بنكهة التوت وعصير تفاح." قالت الزبونة، ودونت طلبها بابتسامة.

"لحظة واحدة، مادموزيل."

نظرت إلى خارج المقهى، أنظر إلى تلك البقعة التي جلس بها منذ أيام. إن كنت أتجنب السيد نيكولو الأسبوع الماضي كله؛ فهذا الأسبوع—هو، تجنبني. دعوات أمي للفطور؟ للغداء؟ للعشاء؟ لأي شيء؟ وجد عذرًا لها، لكنه كان لا يزال يقابل أبي في خارج نطاق منزلنا ولذلك أدركت أنه مئةٌ في المئة لا يريد رؤيتي.

أما مسبحه؟ لم ينزِل به منذ ذلك اليوم. لم أرَه، وكل ما أخبرني عقلي به هو أنه يتلافاني قدر الإمكان. حتى جاء نهار ما، وجدته يخرج من منزله، حقائب سفرٍ في يده. خطيبته، التي لاحقًا أدركت أن اسمها راشيل كانت تتبعه، ترتدي قميصًا واسعًا، شعرها طويلٌ ومنسدل، حافية القدمين.

منذ أن رآها الناس في ذلك الحفل الذي أقامه السيد نيكولو، وصلوا إلى قرارِها. علموا منشأها، أصلها وفصلها وأكبر نميمةٍ هذا الأسبوع كانت هي أنهما في علاقةٍ مدبرة من كلا والديهما. لم أشغِل نفسي بنمائم نساء نورماندي الفارغات لكن هذه النميمة كانت... مختلفة. لم أرغب الحكم على علاقتهما؛ فلربما أحبها—ولو أن ذلك لم يُرضيني حقًا، لكن ليس كل زواجٍ مدبر هو زواجٌ تعيس.

جلّ ما ركزت عليه هو السيد نيكولو وهو يضع حقائبه في سيارته. يسحب راشيل ويعانقها، طابعًا قبلةً على رأسها. قفزت راشيل كما لو أنها تذكرت شيئًا، وعادت راكضةً إلى منزله. حينها، التفت نيكولو ينظر إلى نافذتي مباشرةً.

رآني، وتجمدت في بقعتي.

مرت لحظات فقط، حتى أشاح بناظريه، وعاد إلى سيارته.

لم أستطع التصرف وكأن ذلك لم يؤلمني، لكنني امتلكت ذات الشعور منذ ذلك اليوم. ألمٌ وضيقٌ فحسب. توقعته أن يبتسم على الأقل، لكن منذ أن سافر السيد نيكولو إلى مكانٍ فقط يعلمه الله، أصبحت نورماندي أكثر ضجرًا.

الپيسين | La PiscineWhere stories live. Discover now