8

8.2K 423 77
                                    


"كل مرةٍ أفقد بها عقلي، أجدك قريبًا.." 

₯ ⚘

 سرت بخطواتٍ متعثّرة، إما بسبب الوحل الذي تكون بسبب الرطوبة هذا المساء الملعون، أم حقيقة أنني مذعورةٌ حتى النخاع الآن. صوت صراصير الليل، وخرير البركة، والجوارح الطائرة استحوذ على سماء الليلة. صداهم يتردد، وقلبي تردد معهم.

خارج بوابتنا وقف لا أحد غير زاكاري. زيه هذه الليلة غير رسمي، عكس ليلة الحفل—لكن زيه كان آخر همي حاليًا.

سمع خطواتي يستدير نحوي، وحين وقفت أمامه بينما أمسك بسترتي كطوق نجاة، تنحنح بهدوء، قائلًا: "مساء الخير، ماتيلدا."

لم أشعر كتبادل التحية في مثل هذه الظروف. لقد اتصل بي ليلًا، في ساعةٍ متأخرة، يؤكد على أهمية رؤيتي له الآن وجهًا لوجه—هل احتجنا حقًا للشكليات؟

"زاكاري أقلقتني... ما الأمر؟" عقدت حاجباي لا أنفك عن التفكير بما سيقول. أتريث لتلك الطامة التي ستصيبني.

رأيتك وأنت تتناجين مع نيكولو كلاوس المخطوب.

خاب أملي بك.

هل هذا ما تفعلينه في وقت فراغك؟ —

"آه، لا أعرف كيف أبدأ..."

كنت أستطيع سماع الدماء تجري في شراييني، لكن بدا وكأن زاكاري في أفضل حالاته الجسدية كي يطيل في الأمر هكذا. "ما الأمر؟"

"في حفلة أمي،" بدأ، يدلك عنقه بخفّة، "هل تعلمين أن أمي وأمك تحدثا حول إرسالنا في موعدٍ معًا—"

تنهدت بصوتٍ مسموع، أنظر للأرض – أضحك بقوة. "حقًا، زاكاري؟ هذا ما ناديتني بعد منتصف الليل لأجله!" الآن كنت أنظر بغضبٍ نحوه، "هل فقدت عقلك؟"

"إنها ساعة نشاطي، لا تلوميني..." صمت قليلًا ثم أردف بتهكم: "لمَ؟ هل تستمعين بقضاء الوقت حولي؟"

"مطلقًا." قلت بضجر.

"جيد! ولا أنا.." قال، "ولذلك يا أيتها الذكية عليكِ تأليف عذرٍ من الآن كي لا تقوما بتخطيط شيءٍ من وراء ظهرنا. مثلًا، سأدعي أنني سأغادر البلدة، وهكذا أفلت من الأمر!"

"زاكاري لا تقلق، حتى وإن لم أمتلك عذرًا فأنا سأوضح لأمي أنني لست مهتمة."

"حسنًا." قال بهدوء ينظر حوله، "بالمناسبة لست مريبًا يزور بيوت الناس في منتصف الليل، كنت بالخارج مع بعض الرفاق وكنت قريبًا من منزلك، ظننت أن محادثتك وجهًا لوجه أفضل." وضح لي.

"لا بأس، أتفهم." قلت مبتسمةً، الآن أشعر بقلبي يعود لوضعيته الطبيعية. إنها علامةٌ من الله بالتأكيد، تخبرني أن آخذ حذري، وهذا ما سأفعله. تقبيل نيكولو في حفلةٍ كبيرة، في مكانٍ عام – خطأ، خطأ، خطأ! وكان ذلك أول ما سأعلمه إياه حين أراه المرة القادمة.

الپيسين | La PiscineWhere stories live. Discover now