9

7.6K 405 50
                                    

"لأنني لازلت أحبك... راقِصني تحت بدر الخريف."

⚘ ₯ ⚘

ليلتي كانت مليئةً بالتفكير بشأن ما قاله زاكاري. بدا محقًا لي، ثم بدا مخطئًا تمامًا... كانت هذه أكثر من مجرد نزوةٍ لا قيمة لها. وجزءٌ صغيرٌ مني أخبرني أن نيكولو يشعر بذلك أيضًا.

لكن اختفاءه عني جعلني أشعر وكأنني أصل لاستنتاجاتٍ واهية ليس لها أساس من الصحة. وبينما أفكر وأفكر ريثما أصابعي تلهو بذلك العِقد الماسي، وجدت نفسي أغط في النوم.

لعدة أيامٍ أخرى لم أرَ نيكولو، لكنه لم يكن خارج البلدة، كنت أعلم أنه في منزله حين رأيته يستقل سيارته إلى مكانٍ ما. لم يزُر مقهانا، أو خضع لدعوات أمي للعشاء.

وهكذا أمضيت عدة أيامٍ بدونه، خلالها تقربت أكثر من زاكاري، كان رفيقًا صالحًا، أمينًا لسرّي الذي لم أفصح لأحدٍ غيره بشأنه، وكلما جلسنا أنا وهو نتسامر – أقنعني أكثر وأكثر أن ما جمعني بنيكولو ليس بالأمر الجلل أو المهم.

حتى قررت يومًا الخروج وحدي لتنفس بعض الهواء المنعش، أمام شاطئ نورماندي متلاطم الأمواج الموحش. حتى في ساعة الليل المتأخرة هذه، لم أمنع نفسي من الجلوس والتحديق به. دون غايةٍ أو فكرٍ معين في رأسي.

جئت لأستجم، وأتخلص من عناء الأيام الماضية – لكن، حياتي لم تكُن بتلك السلاسة يومًا، وقدرما أردت إقناع نفسي أنني كرهت تواجد نيكولو على الشاطئ في نفس وقتي – إلا أن بداخلي كنت أعرف أنني أكذب.

ولا تلقائيًا ابتسمت له، بادلني إياها بشيءٍ من الوهن. كان يرتدي قميصًا أبيضًا، قدميه حافيتان، واستنتجت أنه كان يسير على الشاطئ.

"شكرًا على القلادة." قلت أبتدئ حوارًا معه، بينما يجلس بجانبي على الطين الرطب البارد. نسيم الليلة كان عليلًا، كليلةٍ شتاءٍ مفقودةٍ في الصيف.

نعم، خُلق الصيف لللهو والعلاقات العابرة وكل ما أراد زاكاري مني تصديقه...

لكن حين نظرت إلى نيكولو، في هذه الليلة الندية، علمت أن حتى وإن كان الموسم شتاءً أو خريفًا أو حتر ربيعًا، نيكولو كان مميزًا لي بهم جميعًا.

هذه... لم تكن نزوة.

أومأ نيكولو لي، كعادته كان هادئًا ومتمالكًا لأعصابه، لكنني أردت منه الحديث.. إخباري بأي شيء.

"طلبت منكِ السباحة يومًا،" نطق أول كلماته الليلة، صوته عذبٌ ومريح، يذكرني بكم تُقت لأسمعه. "لكنكِ رفضتي..." صمت لوهلةٍ قصيرة ثم أضاف: "هل تسبحين معي الليلة؟"

ببطءٍ قابلت عيناه الزمرديتان، هديّتي من الفردوس بالتأكيد، وبهدوءٍ أومأت.

ابتسم لي براحة، يحضر كفه الدافئ ليلامس وجنتي بحنان، قبل أن أتكئ عليها، أشعر بالأمان للحظات.

الپيسين | La PiscineWhere stories live. Discover now