ألجُزءُ ألخامِس

10.6K 779 49
                                    



#the writer

دخل منزلهُ الذي غادره و هو يحمل جميع انواع الهَم و المرار ! ، وداع والده بصراخ ، شعر بتأنيب الضمير لتعامله هكذا مع من يحبوه ! تنهد تنهيده طويله و شَقّ طريقه الى غرفته و اخذ حماماً يُريح اعصابه قليلاً ، بحث عن والده بأرجاء المكان و لم يجده ، حمل معطفه الخفيف و اخذ يتمشى بأرجاء شوارع لندن ، نسمات الهواء الربيعية تلفح بشرته ، عيناه الزمردية تتجول بنظرها الى الشارع بشوق ! ، كل ذكرياتهما الجميله التي عاشاها معاً ، حتى لو ذهب الى بقاع الارض ستكون لندن دائمآ في قلبه ذكرى لها ! سقط نظره على متجر " ڤايلون " ابتسم ابتسامه صغيره و دخلهُ .. رن جرس الباب مُعلناً عن قدوم احدهم ، تجول بنظره و تركز على السيدة العجوز التي تجلس خلف طاوله خشبيه ، تقدم ناحيتها و قال

" مساء الخير سيدة ڤايلون " قالها لتنتبه له تلك السيدة العجوز.

" اهلاً بـ .. هآري ؟! " ردت متفاجأه .

ابتسم ابتسامه اظهرت غمازته ، تقدم و احتظن السيدة المُسنه و اردف "كيف حالك سيدة ڤايلون ".

"اصبحت افضل برؤيتك بني ، تعال لنجلس " قالت و تقدمت نحوه و جرته الى مقعدين بجانب النافذة المطله على الشارع .

" كيف انت هاري ، كيف تسير حياتك ، هـ هل تـ تحسنت ؟ " قالت اخر كلماتها بتقطع .

" كثيراً " قال و ابتسم مرة اخرى .

" انت تعلم انها كانت دائمآ تطلب منك الا تحزن على شيء مضى اليس كذلك ؟ " .

"لكنها لم تمضي سيدة ڤايلون ، هي لا تزال معي .. اشعر بها حولي " قال بهدوء و هو ينظر للا شيء .

" اتمنى ان تبقى هكذا عزيزي " قالت و ابتسمت ابتسامه دافئة .

" بصراحة اردت اخبارك بشيء ، لكن ... لا اعلم ان كنتِ ستفهمين ما اقصد " قال بتعثلم .

" مالامر عزيزي ؟" استفهمت.

" حسنآ ، في الواقع .. انا .. اصبحت اب منذ مدة " قال بسرعة و رفع رأسه ليرى علامات الدهشة تملآ وجه السيدة العجوز ، قَص عليها كل ما جرى و الاحلام التي راودته و تحفيز والدته له في الحلم و حالما انتهى قال " عدت الى لندن لآسترجاعها " .

" هذا قرار حكيم ، لكنك متأخر جدآ ارجوا ان لا يسبب ذلك عواقب لك " قالت و وضعت يدها على كف هاري .

" ارجو ذلك ، اذآ انا سأذهب لكن اريد باقه زهور " .

" اي نوع " .

" نرجس ، توليب ، مانجوليا ، زنبق .. مجموعتها المفضله " قال و ابتسم بتكلف .


...
يسير  بين القبور يبحث عن خاصتها ، وصل اليه و وضع باقة الزهور على الحجر و جلس على طرفه و اخذ يمسح على التربه بيديه ... " انتِ تعلمين اني اشتاق اليكِ اليس كذلك ؟ لو تعلمين انني سأُضحي بأي شيء فقط لأراكِ مرة اخرى ولو لدقيقة ، لو كنتِ موجودة لكنتِ سترين حفيدتك التي لم ارها بعد ، ممم يا تُرى هل ستلومينني على هذه الفعله؟ لكنكِ بالطبع ستكونين سعيدة لانها ابنتي ، نعم انا اعلم هذا " قال و قهقه بين نفسه و اردف " سأفعل كل شيء لأسترجاعها انا اعدكِ ، سأُسميها آني كأسمكِ تماماً ، ابي يشتاق لكِ كذلك ، اتعلمين ... احياناً في وسط الليالي اراه يمسك بصوركم و يبكي ، لو ترين ذلك المشهد ، ليس هو الوحيد .. اراكِ في كل ركن من اركان البيت ... لمساتك التي تركتيها ، طيفك الذي يمر من امامي ، كلما رفعت نظري للسماء ارى ابتسامتكِ ،كم اشتقت لها و لكِ .. سأجعلكِ فخورة" ختم كلماته و هو يمسح الدمعة التي تسللت خلسه على خده مكونه خطاً متلألأ بقي قليلاً عند قبرها و بعد مدة عاد الى منزله .

طفل | H.SWhere stories live. Discover now