ألجُزءُ ألحادي وَ ألعُشرون

8.7K 619 225
                                    






التوترُ هو أصحُ تعبير لحالة هاري في الوقت الراهن , كان يجوب الصالة ذهاباً و اياباً و ينتظرُ بفارغ الصبر رنين جرس الباب , على عكس ليام الذي كان غارقاً بالمحادثات النصيّة مع ايميلي .

لاحظ هاري ابتسامة ليام الطفيفة و بريق عينيه , هوَِ يشعرُ بالسعادة لرفيق حياته بالتأكيد , لكنهُ يتلهف لتتملكهُ سعادة كـخاصة ليام , هو لا ينكرُ بأنهُ يحبها , لكنهُ فقط لا يعلم مالذي يجب عليه فعله .. فالامر معقد بينهما و ليس كمثل طبيعة العلاقة بين ليام و ايميلي .

فـهما كانا صديقين منذ الثانوية لكن الوقت فرقهما مؤقتاً و ها هما يستعيدان الماضي بصيغة الحاضر , و سيعدي الوقت و سيعترف لها ليام و يعيشان قصة حب كـباقي البشر .

لكن هوَ و نيكول شيءٌ آخر , فهو أبٌ لطفلة و هيَ لا تعرف هذا , و هي أمٌ لطفلة مُتبناة و لا تريد التحلي بمسؤولية اكبر , كأمتلاك حبيبٍ مثلاً , لكنهما لا يدركان ان تلك الطفلة هيَ العامل المشترك في العوائق لديهما .

" ليام هل رنَّ الجرس ؟ " تسائل هاري بتوتر .

" لا هاري , لم يرن الجرس للمرة التاسعة , اهدأ يا صاح " اجاب ليام و ترك الهاتف جانباً .

" كيف هيَ ايميلي ؟ " قال هاري و هوَ يحاول التفكير بشيء آخر عدا الجرس .

" همم جيدة " همس ليام بأبتسامة رقيقة .

قهقه هاري على شكل ليام بينما يتملكهُ الخجل كالفتيات .

زمجر ليام و حاول تغيير الموضوع " ألم تقُل ان لوي سيأتي اليوم , اشتقتُ لهذا السافل " .

" نعم سيأتي , كانت لديه العديد من المناوبات في الفترة الاخيرة " وضح هاري بقهقهة .

" هل اخبرتهُ عن ابنتكَ مُسبقاً , ام انك تنوي اخباره " تساءل ليام بجدية هذه المرة .

" نعم فعلت , لكنني لم اذكر له التفاصيل , سأوضح له حالما يأتي " اجاب و اخذ نفساً و اراح ظهرهُ على الاريكة .

" شكلك يبدو غبياً " تمتم ليام و ضحك بعدها .

نظر لهُ هاري بسخرية و تسائل عن السبب فأردف ليام " لا ادري ربما لانني تعودتُ على شعرك الاجعد ذاك " .

" اغلق فمك الذي لا يتفوه الا بالغباء رجاءاً " تنهد هاري و مرر اصابعهُ بين خُصلات شعره القصير .

عمَّ الهدوء لفترة قبل ان يقول ليام " هل تحبها الى ذلك الحد الذي يجعلك تتخلى عن اكثر ما تحب في نفسك ؟ " كانت نبره ليام هادئة و تسودها الجدية .

نظر لهُ هاري و كأنهُ يُفكر بسؤاله لكنهُ لم يحتج للتفكير طويلاً " اكثر من ذلك .. " .

" انتما غريبان .. " اردف ليام بعد ذلك بأستغراب .

شرد هاري لثوانٍ في اعتراف ليام الساذج , هو يعرفُ مُسبقاً انهما غريبان .

سُمع صوتُ سيارة تركنُ في الجوار فنهض هاري سريعاً من مكانه و اكتسحهُ التوتر و التردد كاملاً .

طفل | H.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن