(7): دار القضاء

275 13 2
                                    


في دار القضاء بهوٌ رحيب أنيق، فيه مقاعد من خشب السنط، مزخرفة زخرفة إغريقية جميلة، وفي وسطه منضدة من نفس الخشب، وإلى جانبيْ مقدم البهو عمودان ضخمان يتوسطهما تمثالان للإلهين أجكس وأرس، وقد علق في الجدران حراب وسيوف وقسي وسهام.

وكانت أوجستينا سيدة القضاء أو وزيرة العدل جالسة لدى المنضدة، وفي يدها رق القانون تنشره رويدًا كلما قرأت لنفسها بعض أسطره.

وما هي إلَّا هنيهة حتى دخلت أودينا الشرطيَّة الكبرى أو ذات الرتبة العالية بثوب خاص يدل على رتبتها، وفي يدها رمح قصير ذو حربة، وضربت الأرض بكعب رمحها ضربًا خفيفًا، فالتفتت إليها أوجستينا، وسألت: هل جدَّ شيءٌ بشأن المعتقلات التسع على جسر ترمودون؟

– عثرنا على عاشرة يا سيدتي مشتبه بها في فندق التاجرات، فاعتقلناها منذ ساعة.

– أية شبهة ظهرت فيها؟

– أعدم يمناي إذا لم تكن رجلًا جاريجاريًّا متنكرًا.

– وي. وي، إذن عثرنا على القمر الساطع.

فقالت أودينا باسمة: بل على القمر القاتم يا سيدتي، وأما القمر الساطع فما هو إلَّا المعتقلة السابعة التي أصرَّت على عدم الإقرار بهويتها لأن الشبهة قويت عليها.

فاشرأبت أوجستينا مهتمة وقالت: ماذا بها من دلائل الشبهة؟ هل كذبت بحقيقة شخصيتها؟

– بل حقيقتها كذَّبت شخصيتها.

فابتسمت أوجستينا وقالت: كيف؟ هل شرعت تتحوَّل من صنم إلى إنسان؟

– لا، لم تزل صنمًا لا يتحول، وإنما أليس هذا هو الصباح الثاني لاعتقالها.

– بل مضت عليها ليلتان ونهار في المعتقل هنا، فماذا ظهر من كذب شخصيتها؟

فقالت أودينا مداعبة ومشيرة إلى خدها: وجنتا الصنم كذبتا كذبًا صراحًا.

– هل اصفرَّ أحمرها وجلًا؟

– بل اخضرَّ ورقًا.

فقالت أوجستينا ضاحكة: تبًّا لك، أتعنين أن شيئًا أخضر نبت فيهما؟

– أي وربي، نبت فيهما عذاران … أ … جميلان.

– ويكِ، أعذاران؟ أشعرٌ نبت فيهما كما يبدو في خد الفتى؟

– نعم، إذ لم يتسنَّ له أن يحلق منذ وقع أسيرًا إلى اليوم، فتأملي أن تري شبحًا في ثوب مرأة أنيق وعلى خديه عذاران وعلى شفته شارب.

وجعلت أوجستينا تقلبُ الرق في يديها وقالت: أما هي سابعة اللواتي قبضت الشرطيات عليهنَّ حين مرورهنَّ على جسر ترمودون حين خسوف القمر؟

– بلى هي، هي.

– هل علمت متى عبرت المتنكرة العاشرة على الجسر.

دولة سيدات في مملكة نساء ✔Dove le storie prendono vita. Scoprilo ora