(9): دار القضاء

224 12 0
                                    


بعد قليل جاءت أودينا إلى سيدة القضاء تبلغها أن رئيسة الحكومة أمازونيا جاءت لمقابلة أوجستينا، فوقفت أوجستينا تقول: على الرحب والسعة بالرئيسة الموقرة.

ودخلت أمازونيا وحيت، فأخلت لها أوجستينا كرسي الرئاسة، ولما استقرت قالت: بلغ إليَّ أن الذي وقع في الفخ رشأ إلى جانبي أنفه جعبتان للسهام.

وختمت كلامها بضحكة وزارية.

فأجابت أوجستينا أيضًا بضحكة قضائية: أجل، جعبتان لا تفرغان من السهام، كلما راش سهمًا منها بدا آخر.

– أود أن أستهدف واحدًا منها.

فنادت أودينا وقالت: إلينا بذي العذار.

فقالت أودينا: أفٍّ. وغدًا بذي الشاربين وبعد غدٍ باللحية.

فقالت أمازونيا: يقال إنه ابن كيوبد، وقد جاء ليثير فتنة في بنطس لقلب الحكومة الأمازونية.

فقالت أوجستينا: وفي وسعه أن يشعل بنطس بنار الجحيم.

ثم عادت أودينا تصطحب الفتى، فرفعت أمازونيا نظرها فيه ثم قالت: حاشا لله ما هذا بشر، إن هذا إلَّا كيوبد بعينيه.

وقالت: يقولون إنك ابن كيوبد، أحقيقي؟ أنت كيوبد بعينه؟

فقال مبتسمًا: إن لم أكن كيوبد أو ابنه فإني من سلالته.

– ويقال إنك جئت لكي تثير فتنة في بنطس، أحقيقي هذا القول أم افتراء؟

– على سيادتك التحقيق.

والتفتت أمازونيا إلى أوجستينا، وسألت: بماذا اعترف هذا الساحر العاثر الحظ؟

سمعًا يا هذا، نحن هنا نجحد السحر والشعر أيضًا.

فقالت أوجستينا: عبث استخراج الدر من بحر بلا قرار.

وسألت أمازونيا: من هي المفتونة الخائبة الأمل التي تشاطرك الجريمة يا هذا؟

– أية جريمة يا سيدتي الجليلة؟

– جريمة الحب العظمى.

– الحب يا سيدتي فضيلة للإنسان حتى للحيوان، فكيف تصمينه بوصمة الإجرام.

– هو جريمة في بنطس، وجريمة مقدسة في غيرها، وعقابه عندنا شديد، أعيذك منه.

– لماذا الحب جريمة في بنطس دون غيرها؟

– لأنه خطر على استقلال المرأة، ألا تعلم هذا من تاريخ الأمازونيات؟ أما علمت أنهنَّ لم يتحررن من العبودية للرجل إلَّا بجحدهن الإله كيوبد وصد سهامه، أوَلا ترى أنه حيث يباح الحب تكون المرأة أمة للرجل الجائر؟

– لا يا سيدتي، حيث يباح الحب تكون المرأة محبوبة والمحبوب معزور، وأما حيث تكون المرأة أمة للرجل، فلأن الحب قتيل وكيوبد دفين.

دولة سيدات في مملكة نساء ✔Where stories live. Discover now