مُعلمي.

2.8K 225 8
                                    

كَانت الايـامُ في سـِباق،لتنتهي سنتـي الجـامعية الاخيرة،وبعدما انتهى حفـل التخرج،نزعت تلك القُبعه،قُبعة تخرجي وانا اخرج من ذلك المكان،ولكن اوقفني صوت ذلك المُعلم الذي جعلني اصل لُهنا

"الا تُريدين توديع مُعلمكِ قبل الرحيل؟".

ولانـني كُنت على وشك البكاء،فأنا لم استطيع امساك نفسي،احتضنته وانا ابكي،كُل تلك السنين كُنت امُسك كُل شيء،كان كُل شيء تحت سيطرتي،وكُل شيء واضح امامـي..كنت كما كُنت،بدون ذكريات للماضي،ولا حُزن او بكاء..
ولقد شعرت بـه وهو يحاول ان يجعلني اهدأ..من اخدع؟هو عالم نفساني،سيعلم تماماً لما ابكي،وهو يعلم انني لا ابكي بسبب انتهاء تلك الجامعه،مهما توصلت لذلك الحُب لها فأني لن ابكي بتلك الطريقة..مرر يده على خُصل شعري ليهمس
"اخبريني يا أبنتي،اعلم تماماً ان هذا ليس بسبب تخرجك،كما اعلم انها ليست دموع الفرح أمـاندا.."

كُنت مُنشغلة جداً بالبكاء..وبعدما شعرت اني اخرجت ما يكفي،صمت لانظر الى وجهه الذي تُغطيه تجـاعـيد كِبر السن..ان علم النفس يـجعل الجميع يظن انك خارجياً تعديت مراحـل الشباب لتصبـح عجوز تعلم ما يكفي،ولكن بداخلك طفل يلعبُ بين المروج الخضراء،هكذا هو علم النفس..يظهر مالا يُخفي!..

"لا شيء يا مُعلمي،اريد شُكرك على كُل شيء فقط"..

تنهد وهو يضع يده حول وجنتاي،اعلم تماماً انه يكتشف اني اكذب،ولكني لا استطيع التحدث،ابتسم ليهمس

"استمـعي الي يا أمـاندا..انتِ كما حضرتي لهنا،بذلك اللمعان في عيناكِ،وذلك الشـغف،نحو كُل شيء في حياتكِ،بحُبكِ لكل شيء،واهتمامكِ بكُل التفاصيل..لا تتخلي عن احلامكِ يا ابنتي..وحتى لو تـوقف اهل الارض جميعاً امامكِ..فأنتِ اقوى مما يتوقع الكُل،انتِ كما عرفتكِ في بداية العام،وعِلم النفس يسـكُن بداخلكِ عندما يهرب من كُل الكُره الذي يواجهه..انتِ تُحبين وتعيشين في كُل شيء تفعلينه.وكُل الذي اعرفه ان الكثير مِن الاشياء تُميزكِ اماندا..ارجوكِ،انتِ املي في الحياة،وانتِ من ستُرجع القوة لهذا التخصص..واخر شيء،تذكريني دائماً..كُلما رأيتي صفحات ذلك العِلم الغامض،وكُلما حضر لكِ مريض بحاجتك!"...

لقـد زاد حديثه وجع الامر في داخلي،قبل جبـيني لارحل بعيداً،عن تلك الجامعه التي احتضنتني عندما نبذني الكُل،لا استطيع نسيان الامر،دخلت لتلك الشقه لارمي بذلك المِعطف،كان هاري يجلس هناك،بجانب تلك الحقائب التي جٓمع فيها ثيابي..وقف لينظر الي،تجاهلت نظراته لاهمس
"لا اريد الذهاب".
"لا اسألكِ الذهاب،انا أُجبركِ!".
همس بعدما حمل تلك الحقائب ليخرج بها،دموعي اخذت طريقها عندما فتح الباب ليقف امامه،نظرت اليه لاخذ معطفي واصعد لتلك السيارة بدون تحدث..وبعد ساعة من الصمت همس اخيراً
"لن تندمين..".
صمت لثانية ليُكمل
"فخـور بكِ..".

عدني الا تعِدني|مُكتملة.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن