الحلقة 2

13.3K 207 2
                                    

طرقت بالهاتف على كفها في قلق، رفع زوجها نظره من فوق أسطرالكتاب المشغول في قراءته متنهداً: أنا نفسي أفهم إنتي بتقلقي نفسك ليه ؟ الراجل بيتأخر ف شغله مش عيب وبنتك بتقلق زيادة عن اللازم ثم أضاف مازحاً: وحسب اللي أنا شايفه هي مش جايباه من برا

تنهدت: ما أنت سمعت صوت البت كان عامل إزاي، فضلت تعيط لحد لما دموعها نشفت، أكيد في حاجه أكبر من إنه اتأخر عليها

- يعني هيكون في إيه أكتر من كدا ؟

وضحت بهدوء قلق: يمكن يكون عارف واحدة عليها

اعتدل في جلسته وظهر على ملامحه الغضب: استغفري ربنا يا سمية، إن بعد الظن إثم، الواد ما شوفناش منه العيبه وقمة في الأخلاق، قوليلي حاجه واحدة عملها تخليكي تظني فيه كدا

أشاحت بيدها حيرة في أمرها: مش عارفه بقى أهو اللي جه ف بالي 

عاد يستغرق في كتابه بعد أن قال لها: اهدي يا سمية وعقلي بنتك بدل ما تشعليلها أكتر، وبعدين إنتي عارفه بنتك أكتر من أي حد تاني، يعني دي تعمل العامله وتقول مش أنا .. فهميها تتعامل إزاي مع جوزها وسيبيهم سوا وياريت ما تتدخليش بأكتر من كدا خليها تعتمد على نفسها، هي هتفضل عيله لحد امتى ؟، وكمان إحنا مش هنفضلها العمركله

أومأت موافقة فكل كلمة قالها زوجها لديه بها كامل الحق، وضعت هاتفها على المنضدة المجاورة وأمسكت بالمصحف تتلو آياته لتهدأ قليلاً ويخف قلقها.

بعد مرور دقائق معدودة، سمعت سمية المفتاح يدور في قفل الباب ويدخل ولدها الأكبر وقد ظهرت عليه ملامح الإعياء.

شهقت بفزع واتجهت إلى ابنها بقلب مفجوع: مالك يا حمزه ؟، وشك مخطوف كدا ليه ؟

حاول أن يرسم ابتسامة وإن كانت باهتة على شفتيه، قال يطمئن والدته: مافيش حاجه يا ماما، أنا بس ما نمتش من يومين فعشان كدا تعبان

اقترب الأب مردداً: حمدالله ع السلامة يا ابني ثم أضاف عندما رأى مظهره: بلاش تتعب نفسك زيادة في الشغل

سمية بحنان: اطلع خد دوش سخن عقبال ما أجهزلك لقمة تاكلها

حمزه بإرهاق: لا ما تتعبيش نفسك هأنام على طول عشان مسافر الصبح بدري لقنا

سمية بفزع: أنت لحقت ترجع من دمياط عشان تروح قنا !، يا حمزه مش كدا حرام عليك نفسك، ربنا هيحاسبك عليها وعلى اللي بتعمله فيها

لاحظ الأب إرهاق ولده وعدم قدرته على الحديث فأنهى الحوار: روحي إنتي حضري الأكل عشان ياكل وأنت روح استحمى وتعالى كُل

ثم أضاف بحزم عندما لاحظ بوادر اعتراضهما: اعملوا اللي بأقولكوا عليه من غير مجادلة وكلام كتير

تنهد حمزه ثم إتجه إلى غرفته ينفذ أمر والده بينما نظرت سمية إلى زوجها في ألم: هو هيفضل يقتل ف نفسه كدا لحد إمتى ؟

- إدعيله إنتي بس إن ربنا يريح باله ويهدي سره

- ما أنا بأدعي دايماً بس من ساعة البت اللي ما تتسمى دي وهو حاله اتقلب وبقى بيشتغل كأنه بينتحر، ربنا ينتقم منها

زجرها زوجها: خلاص يا سمية، ما تدعيش على حد كفايه إنك تدعيله هو بس

تنهدت متجهة إلى المطبخ: حاضر يا أحمد أديني سكت أهو

عاد أحمد إلى مقعده وتابع قراءة كتابه داعياً لابنه بصلاح الأحوال.

*******

انا اسفة جدا على التأخير بس علشان الدراسة والامتحانات ولو وقفت فى اى وقت فمعلش سامحونى واعرفوا انى قفلت بسبب الدراسة وبرجع افتح تانى وعلشان اصالحكوا هانزل اجزاء كتيرة ان شاء الله فى خلال فترة الاجازة وصح كل عام وانتم بخير ورمضان كريم

رواية رزقت الحلالWhere stories live. Discover now