الحلقة 10

5.1K 108 2
                                    

بعد أن غطتها بمفرش لطاولة في المكتب لتخفي ثيابها الممزقة أو بالأصح لتداري عريها، أوصلتها إلى غرفتها وتركتها ترتاح كما طلبت منها، تشعر بالشفقة عليها فقد مرت بما مرت هي به من قبل.

تقوقعت حول نفسها تنتحب، لم تصدق أذنيها عندما أخبرتها عن غايته منها، إذا لم يكن للحب بينهما وجود، أراد استغلالها فحسب لكن أن تكون نهايتها العمل كعاهرة !

إزداد بكاءها، لا .. لا تريد أن تكون زانية، أن تكون ملعونة تطرد من رحمة الله، أن يتمتع أيكان بملامسة جسدها .. لقد كانت تصون نفسها لتهبها لمن يستحقها لكنها توقفت عن ذلك منذ عرفت شادي، كيف تكون صائنة لذاتها وقد قابلته سراً خفية عن الأعين المتلصصة دون علم أهلها .. لقد بدأت هي في إضاعة نفسها وما كانت النتيجة إلا ما تعيشه الآن .. "لكني لا أريد أن يكون هذا مصيري .. ماذا أفعل؟؟"

فكرت وفكرت حتى تذكرت .. لقد أخبرتها والدتها ذات مرة عندما أفاقت ليلاً مرعوبة من أحد الكوابيس أنها إذا شعرت بالخوف والفزع، وأن الدنيا بدأت تضيق من حولها وتكتم على أنفاسها تذكر الله وتسجد له، تتلو آياته وقتها ستحصل على السلام الداخلي الذي يجعلها ترى الأمور على حقيقتها ويلهمها التدبر في حل كربتها ومقاومة مخاوفها.

نهضت مسرعة تستحم وتغتسل مما أجبرت على تحمله، أبدلت ملابسها الممزقة بعباءة وحجاب، صلت وصلت حتى لم تعد قدميها قادرة على حملها فأنتهت ساجدة تبكي وتدعو الله أن يمنع عنها شر هذا البلاء، أن يبدلها خيراً.

فُتح الباب ودخل شادي ناظراً لها بسخرية: إزيك دلوقتي يا ستنا الشيخة ؟؟

نهضت من سجودها ونظرت له بعيون مغروقة بدموع الظلم مرددة: حسبي الله ونعم الوكيل فيك، حسبي الله ونعم الوكيل فيك

كز على أسنانه بقوة واقترب قابضاً على ذراعها يرجها بعزم ما فيه: بتحسبني ف مين يا بنت ال ...

اندفعت نيفين إلى الغرفة تشد يده ليفلت ذراعها صارخة: سيبيها يا شادي .. سيبها

شادي بغضب جامح: خليني أعرف هي بتحسبن على مين بنت ال... دي !

حاولت نيفين إمتصاص غضبه: يا شادي هي لسه مصدومة وبعدين ما تقنعنيش أنك متأثر أوي بالدعوة دي .. ما اعتقدش أنك أول مرة تسمعها يعني

حول نظره إليها ونفض ذراعها التي كانت تتشبث بها لتمنعه من التفكير في ضرب حياه، اندفعت أرضاً من قوته بينما غادر لا مبالاياً: إلهي تولعوا أنتوا الإتنين .. بلا قرف

استقبلته جميلة بدلالها على باب الغرفة فقد كانت تتابع الموقف بصمت منذ بدايته: معلش يا حبيبي سيبك منهم .. تعالى أن هابسطك وانسيك كل حاجه

ابتسمت نيفين بسخرية: حلة ولاقت غطاها .. ولا إيه رأيك؟

نظرت إليها حياه ممتنة: شكراً إنك دافعتي عني

رواية رزقت الحلالWhere stories live. Discover now