تابع الحلقة ١٢

3.5K 69 11
                                    

جمعت أغراضها فى عدة حقائب، صرخت تخبر جدتها: أنا نازلة يا تيته...مش عايزة حاجة؟

جاءت جدتها على مهل تدعو لها بالتوفيق و حسن المأب...انطلقت هى فى طريقها إلى المسجد فاليوم هو الجمعة؛ حيث تحمل العديد من الكتب الدينية و المصاحف اللائى جمعتهن من زميلاتها فى المدرسة، فمن يفيض لديه أى شئ تقوم بتجميعه و إرساله إلى مكانه المناسب فالكتب الدراسية إلى الجمعيات الخيرية كذلك الملابس و كتب الثقافة العامة بينما الكتب الدينية بعضها للجمعيات الخيرية ولكن الأغلب تذهب إلى أحد المساجد واليوم الدور على أكبر مسجد فى منطقتها.

ذهبت مبكرة عن موعد آذان الظهر بأكثر من ساعة كاملة لترتب الكتب فى المكتبة التى تحتل حائطا بأكمله فى مسجد النساء و تعطى بعضا منها إلى إمام المسجد ليرتبهم فى مسجد الرجال من ثم تشعل البخور ليملئ المسجد برائحة فواحة تعطيه انتعاشا فوق إنتعاش تواجد المرء به.

صعدت إلى مصلى السيدات لكنها وقفت متسمرة مكانها، من تلك التى تتوسد كفيها و تضم ركبتيها إلى صدرها؟؟

وضعت الحقائب متناولة إحداها و عادت تنزل الدرجات من جديد، كان الإمام على وشك الدلوف إلى مصلى الرجال عندما نادته، توقف باسما وبدأ الإقتراب منها يسألها عن حالها و حال جدتها، طمأنته ثم سألته بالمثل عن حال زوجته و أولاده.

عندما تسأله متعجبة: هى مين اللى نايمة فى المسجد فوق دى؟

هز كتفيه حيرة قائلا: مش عارف يا بنتى، أنا جيت   أقفل المسجد بعد صلاة الفجر، لكن لاقيتها بتمسح مصلى السيدات فسيبتها ورجعت اقرأ قرآن لحد ما تخلص بعد الشروق طلعت تانى لاقيتها بتقرأ فى كتاب الله، ماقدرتش أقولها أخرجى عشان هأقفل، دا بيت الله و ما أقدرش أقفله ف وش أى حد ممكن يكون محتاج... واللى لاحظته عليها إنها محتاجاه دلوقتى جدا.

أومأت متفهمة و سلمته نصيب مصلى الرجال من الكتب و المصاحف ثم عادت تصعد إلى مصلى السيدات وتبدأ فى رص الكتب داخل المكتبة بنظام و ترتيب معين.
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
اصطحب أحمد زوجته بعد أن تطيب بأفضل العطور و اغتسل كما أوصى الرسول-صلى الله عليه و سلم- و انطلق برفقة سمية إلى المسجد، هذه عادتهما إن يذهب كل جمعة سويا إلى المسجد للصلاة و فى طريق العودة يشتريان مستلزمات البيت و بعض الحلوى والفاكهة لأهل الدار.

استيقظ حمزة ولم يجد غيره هو وميمي فى المنزل تساءل فى نفسه عن مكانهما حتى تذكر عادة والديه، استحم و تطيب ثم تناول سواكه بعد أن ألبس ميمي
إسدالها فلم يكن بيده حيلة أخرى فقلبه لن يطاوعه بتركها وحيدة فى المنزل، كانت البراءة تشع من عينيها متناغمة مع ما ترتديه ووجهتهما.

رواية رزقت الحلالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن