الحلقة ١٢

4.6K 72 6
                                    

وقفت تضرب قدميها في الأرضية بعصبية شديدة، إنها ليست حفلة عادية

إنما حفلة للعربدة والمجون، تذكرت الوصايا العشر التي أوصاها شادي

بها، الإبتسامة الدائمة، الكلمة اللطيفة، الرقة الشديدة، عدم

العصبية، الدلال الزائد .. إلخ.

شعرت أنها سلعة معروضة أمام الحشد لينتقيها من يستطيع تأجيرها لفترة

وجيزة لكن بأعلى سعر، احتقرت نفسها والمكان والناس حتى الأموال،

الأموال التي تجعل البشر سلعة سهلة الشراء يتقاذفها الأثرياء كأنهم

لعبة ملكأيديهم.

رجل بدين أشيب الشعر يبدو أنه يفوق عمر والدها عقداً كاملاً، مال

ذلك الرجل على شادي يهمس له بشئ ما ويبدو أنه أعجبه لأن ابتسامةكريهة ظهرت على شفتيه، لمحت بصر شادي يتوجه صوبها، ارتفعت دقات

قلبها أكثر من الفزع.

اقترب شادي يسحبها من ذراعها عائداً بها إلى ذلكالرجل متمتام من بين

ضروسه حتى لا يظهر أنه يحدثها خلف ابتسامته المتجمدة فوق شفتيه:

هتروحي معاه وهتعملي اللي يقولك عليه من غير ولا كلمة اعتراض ..

هيبقى فيه واحد تبعي واقف على الباب لما تخلصي هيرجعك البيت ..

بس لازم الزبون يتبسط وإلا ليلتكهتبقى أسود من قرن الخروب يا حياه

قرص على ذراعها بشدة لكنها كتمت صرختها، أصبحت مشاعرها دائماً

مكبوتة لا تستطيع تحريرها، هذه ليست عادتها لكن يبدو أنها أصبحت

كذلك.

تناول الرجل ذراعها من شادي مصطحباً إياها إلى منزله كما أخبرها، ظل

يثرثر طوال الطريق معرفاً نفسه ولكن أذنيها لم تلتقط أي حرف مما تفوه

به.

قادهم السائق إلى منزل الرجل ولم يكن السائق سوى أحد أتباع شادي

الذي أرسله في صحبتها ليعيدها مرة أخرى بعد قضاء ليلتها برفقة الرجل.

دلفت إلى الغرفة ترطب شفتيها بلسانها، جف حلقها من التوتر وصارت تبلع

ريقها بصعوبة احتارت ماذا تفعل وكيف تتصرف، لا تطيق أن يلمسها رجل

مرة أخرى رغماً عن إرادتها.

لمحته بطرف عينها ينزع سترته وربطة عنقه ثم يصبكأساً من الخمور،

لم تعرف كيف فعلت ذلك كأنها مسيرة، نزعت الكأس من يده ثم

قالت بدلال مصطنع: أدخل خد دش

رواية رزقت الحلالWhere stories live. Discover now