الحلقه (2).."هو ليّ"

18.1K 440 7
                                    

الحلقه (2)..."هو ليّ".
---------
إنتقل سليم بنظره حيث مصدر الصوت ليجدها تقترب منـه بحركه سريعـه،بينمـا حملق هو إليها ثم هتف بنبرة جاديه مُشيراً لها بالتوقُف...
-اقفي عندك البيت هيقع.
تقلصت أسارير وجهها وهي تلوي شدقها في غيظِ من حديثه قائله بغضبٍ داهم...
-قصـدك ايه ياسليم بالكلام دا؟
"نسمـه فتاه في الخامسه والعشرين من عُمرها،،تربت علي يد السيده خديجه والده سليم،حيث توفت والدتها وهي في العاشره من عُمرها..أحبت سليم كثيراً ولكنه لا يُبادلها الشعور نفسه..دائماً ما يعتبرها شقيقتـه الصُغري..فهي مُمتلئه الجسم،طيبـه القلب..تُدرك تماماً مكانتها بالنسبه له،ولكنها لٙم تستسلم لتلك الحقيقه بعد".
إبتسم لها إبتسامـة ذات مغزي،ثم ردد مازحاً...
-انا مش قصدي اقول إنك شبه الدبدوب القطبي لا سمــح الله..كُل الحكايه إن إحنـا مش معانا فلوس نبنيه من تاني.
رمقتـه نسمـه بجانب عينيها دون أن تتفـوه بكلمه بينما تابع هو بضحكه خفيفه...
-انا ماشي بقي يا نسمـه..عاوزه حاجه أجيبهالك معايا وانا جاي!!!
أعادت النظر له مُجدداً حيث إبتلعت ما قالـه عنها علي مضض قائله...
-نسمـه؟!!
رفع سليم أحد حاجبيه بصرامة مُصطنعـه وهو يصر علي اسنانه...
-إنتِ ليكِ اسم غير دا؟!
كانت ترتدي بذله الطبـخ البلاستيكية ومن ثم أخرجت من جيبها إحدي ثمرات الطماطـم وقامت بقضمُها في غل قائله...
-اسمي نوسـه يا سليم..علشان لمـا بتقول نسمه ،بحس إنك زعلان مني،،وبعدين إنت رايح فين؟!
وقـف مدهوشاً مما فعلت،،فهي تستطيع خٙلق الطعام من أي مكان وحينما تُريد وهنـا تابع وهو يتجـه هابطاً الدرج في ثبات...
-رايح لعمي ناجي..يلا سلام.
تأففـت هي من حالها وأخدت تضرب الأرض بقدميِها حيث رددت بنبرة مُغتاظـه وهي تدلف داخل منزلها...
-دا انا كُلي أنوثه،مش عارفه انا ايه اللي مش عاجبـه فيا!!!.
"علي الجانب الاخر"،،
إرتـدت روفيـدا ثيابها ومن ثم تنـاولت حقيبتها وهي تتجـه إلي غُرفه والدتها قائله بحنو...
-أمـي ،انا ماشيه.
رفعت خديجـه عينيها عن المصحف الموضوع امامها ثم تابعت بتفهم وهي تُشير لها أن تقترب..وبالفعل إقتربت روفيـدا في إنصياع،لتستمع إلي ما ترغبه والدتها،حيث رددت خديجه قائله بنبرة حانيه...
-عاوزه فلوس يا حبيبتي!!
أومأت روفيدا برأسها سلباً حيث وضعت كفها أعلي حقيبتها قائله بحُب...
-لا يا ست الكل..سليم اداني فلوس.
خديجه بتفهم:ربنا يخليكم لبعض يا بنتـي وبلاش تتأخـري في الرجعه علشان سليم مايزعلش.
"تعمـل روفيدا في إحدى المؤسسات الخيريه،،كـ عضوه لتعليم المكفوفين ،أساسيات القراءه والكتابه"
إمتثلت روفيـدا لأوامر والدتها ومن ثم طبعت قُبله حانيه علي جبينها وإنطلقت بإتجاه باب المنزل....
--------
"داخل القصر الخـاص بعائلة الــدالي"،
إلتحقـت نـوراي بالخـدم الموجودين بحُجره إعـداد الطعام،فهي تلك المُشاكسه،،المُدلله علي قلبِهم.الأكثر تواضعاً بهذا القصر الذي يُعرف قاطنيه بغرابه تصرفاتهم،بينما لا تنتمـي هي لهم..دائماً ما تسعي لزرع بذور الحُب بين المُتواجدين به ولكنها تفشل امام عاصم ووالدته حيث تتجنب التعامل معهمـا لتهتُك سلوكيهمـا دون مراعـاة لمشاعـر هؤلاء البشر من حولهم...
جلسـت نـوراي بحركات طفوليه أعلي هذه الطاوله الرُخاميه القابعه في مُنتصف الغرفه وبدأت في إلقاء نكته مُستملحـه ضحك الجميع علي أثرهـا وهنا تابع راضـي بنبرة حانيه..
-الله يعـزك يا نـوراي يا بنتي..بتخرجي الواحد من اللي هو فيـه.
إبتسمت له نــوراي ،إبتسامه عريضه ثم رددت بنبرة هادئه...
-أصلي بفرح اوي لما اشوف حضرتك بتضحك.
إبتسم راضي علي حديثِها ثم ربت علي جدائل شعرها مُردداً بإبتسامه باهتـه...
-ياريت كُل الناس بيقدروا العشره زيك يا بنتي.
قطـع حديثهمـا المُنمـق دلوف السيده إلهـام حيث بدأت تتجول بناظريهـا في أرجاء الحجره ومن ثم تابعت بنبرة صـارمه مُحدثه راضي...
-العشـا جاهز ولا لسه كلامكم ما خلصش يا عجوز القصر؟!
إبتلـع راضــي إهانتها علي مضـض ثم إلتفت بإتجاه الأقدار الموضوعه علي الموقدِ قائلاً بضيق خفـي...
-عشر دقايق والأكل يكون جاهز يا إلهـام هانم.
في تلك اللحظة عقـدت إلهـام ذراعيها امام صدرهــا ثم تابعت بنبرة صـارمه...
-وإنتِ يلا علي أوضتـك.
هٙمت نــوراي بالنزول إلى الأرضيه ومن ثم إقتربت منها حتي وقفت بمحاذاتها تماماً قائله بنبرة بارده...
-زي ما حضرتك قولتـي..عمـي راضي عجوز القصر،،يعني موجود في المكان دا قبل حضرتك تنوريه ،،فـ طبيعي جداً نحترم سنـه ومكانته بينا.
إندهشت إلهــام من حديثِها ومن ثم أطلقت ضحكه مُتهكمـه وهنـا نظرت لها نوراي بإشمئزاز وخطت خُطوتين للخارج لتجد السيده إلهام تضغط علي ساعدها قائله بنبرة حاده..
-وإنتِ بقي اللي هتعلمينـي أتكلم أزاي!!!
إنتزعـت نــوراي ساعدها من بين كفي هذه السيده ذات اللسان السافر ثم رددت وهي تتجه ناحيه الدرج...
-"من شـب علي شيءٍ،شاب عليه"
إئتكلت إلهـام من شده الغيظ وهي تنظُر لها نظرات حانقـه قائله بنبرة خافتـه...
-ماشي يا حلـوه..شكلك مش هتطولي هنا في القصر.
------
إنـزوي علي نفسه في غُرفه مُظلمه يقرأ أحد الكُتب من النوع المُفضل له (الخيــال العلمي)،،فقد شعـر بطيف هواء يُداعب أهدابه،لٙم تكُن إلا سحابه صيف خافته،عابره لا تحمل مطراً...
بدأ يتنهـد بخفه..فهو ذاك الرجُل الذي قارب علي إنتهاء الستينيات فقد داهم الشيب سنـه،ذو لحيه ناصعه البياض وتجاعيد تتربص علي جبينـهِ فقد عاش حياه كأباء مليئة بالحُزن الشديد مُنذ تخلٍ أبنائهِ عنـه واندمجا في حياتِهما الخاصــه،،فهو لٙم يجد عُذراً مُلائم لإهمالهمـا له...
جأش الليل سريعـاً دون أن يُلاحظـه ذاك العجوز وهنا وجـد أحداً يقوم بالدلوف داخل المنزل فإبتسم ناجي بهدوء فهو يعلم جيداً من يكُن الدخيل...
قـام سليم بإلقـاء تحيه السلام ومن ثم وضع الطعام علي الطاوله الخشبيه الموجوده في إحدى الزوايـا قائلاً بنبرة مرحـه...
-واحشنـي يا صاحبي.
بادره ناجي بإبتسامه عريضه ثم تابع بنبرة حانيه وهو يُغلق ذاك الكتاب...
-بكاش من يومك.
أفـرغ سليم الحقيبه البلاستيكيه ثم أزاح الغطاء عن الطعام وهو يطلب من السيد ناجي بالقـدوم قائلاً بنبرة مستعجله...
-يلا بقي ناكل ،،لاني واقع جـوع.
إلتــف الإثنــان حول مائده الطعام البسيطـه ولم يخلُ حديث سليم من كلمات المُزاح بينما تابع السيد ناجي بنبرة باهتـه...
-مش عارف من غيرك..كُنت هستحمل الحياه الكئيبه دي أزاي!!..ما تعرفش يا سليم إنت غالي عندي أزاي..إنت بتعمل اللي مفيش واحد من عيالي عمله..سابوني من غير حتي سؤال وكأني مش ابوهم ،دا انا قربت أنسـي إني خلفت أساساً..بس إنت ربنا زارع فيـك الخير،،إنت فخر لوالدتك واكيد رؤوف راضي عنك في قبره.
تنهـد سليم بصعوبه وقد بدي وكأن عثرات الحياه أوقعته صريعاً وهنا تابع سليم بصلابه نفس...
-ربنا يرحمـه..وما تقلقش انا دايماً جنبك..دا انا ماليش صاحب غيرك أكسبه في الطاوله.
ناجـي مُتشدقاً بنبرة إعجاب...
-حتي وإنت موجوع يا ابني بتضحك،علشان تخفف وجع اللي قدامك..طيب وإنت؟!
أخــرج سليم إحدي السيجارات من جيب بنطالـه وقام بإشعالهـا مُستخدماً قداحتـه ثم عاد ببصره للسيد ناجـي مُردداً بنبرة فاقـده لمعاني الأمل..
-انا مش مهم..أبويـا ،ساب راجل وراه..وبعدين انا فاضل أبص لمشاعري ووجعـي يا عم ناجي..انا لو ركزت مع الحياه هنتعادي ،هكره حياتي وممكن اتحول لإنسان بشع مش لاقي حظـه من السكه الصح فقرر يتمـرد ويدخل للحياه من سكـه تانيه ويجبرها تخضعله وانا عارف إن حياتي ساعتها هتتغير..بس انا ما حبش السكـه الشمال..في الاول كُنت زعلان علي حالـي وأزاي اكون متخرج من خمس سنين وبشتغل سواق والسنين اللي قضتها في التعليم مجرد ورق ،بس لما ببص لشباب تانيه كتير بحمد ربنا علي حالي،،انا راضي عن حالـي كفايه إني أعيش راجل لأمي واختي واسعي إني احققلهم كُل اللي بيتمنوه وبس.
ناجي وهو يلتقط منه السيجاره ومن ثم يُلقيها أرضاً وهٙم بالدعس عليها قائلاً...
-كفايه سجاير لو عاوز تعيش لأمك وأختك..بس ما قولتليش أمتي هنشيل عيالك يابني؟!.
هٙــب سليـــم واقفاً ثم بدأ في لملمـه الطعام وهو يُتابع بنبرة غير مُباليـه..
-للأسف ،معنديش وقت للحُب ..وإتجاهنا مُختلف...انا عندي شُغل ورديه بالليل هتبدأ كمان ساعه،تعالي نلحق نلعب دور طاولـه قبل ما امشـي.
--------
داخــل غرفه بإحـدي المؤسســات الخيرية،
بـدأت تتحرك بين الطـُلاب في حُب،،فهي تعشق مُساعـده الناس ورؤيه البسمه علي وجوهِهم دون مُقابل،،فشـرعت تمسك يد هذا لمساعدته وتُلقي إطراءات علي مسامع أُخري..فكم تعشق الأطفـال وتنسي نفسها بينهم...
وبينمــا هي مشغوله بالحديث معهم تجد رئيسـه المؤسسـه تدلف داخل الحُجره ثم تُتابع بثنـاء..
-ربنا يجازيكِ خير يا روفيـدا.
إبتسمت لها روفيدا بدورها بينمـا إستأنفت السيده بهيره قائله بتنحنُح...
-ممكن يا روفيدا ،تحصليني علي مكتبي،،خمس دقايق بس.
تنهــدت روفيدا بثبات فهي تعلم جيداً ما تود هذه السيده قوله وهنا أومأت برأسها إيجاباً ثم تبعتها إلي المكتب...
دلفت روفيدا داخل المكتب ثم أشارت لها السيده بهيره بالجلوس وبعدها تابعت بنبرات مـُتلعثمـه...
-إبني شــادي مـُصمم يقابلك في مكان وتتكلمـوا..مش فاهمه إنتِ مُعترضه ليه؟!!
صـرت روفيدا علي اسنانها ومن ثم تابعت وهي تضغط علي عينيها في ضجـر...
-علشان انا ما بفكرش في الجواز دلوقتي وثانياً إبن حضرتك فرفور اوي ومُتحرر.
فغرت السيده بهيره فاههـا بينما إتسعت حدقتا عينيها وقد أدركت ما قالته لتوها لتُردد مُجدداً بتوتر...
-سـوري يا مدام بهيره.. بس هي دي الحقيقه يعني و...
السيده بهيره وهي تُشير لها بإصبعها ناحيه الباب وقد أغلقت عينيها في غيظ...
تفهمـت روفيدا ما تبتغيه مُديره عملها فقامت بلـوم شدقها في إستنكار ومن ثم هـبت واقفه وهي تتجـه ناحيه الباب رددت بنبرة خافته...
-قال عاوزاني أتجوز واحد بيقول لستـهُ يا نـانا!!!
----------
ضغـط علي بوق السياره في نفاذ صبـر ليقوم حـارث البوابه بفتحها علي عجاله من أمـره وهنا هَم عاصـم بإقتيادها من جديد للداخل...
تـرجل من سيارتهِ مُنتصباً عالــي الهامه،فوجهه دائماً مُقتطباً لا يعرف للإبتسامه طريق...
دلف داخل القصر ليُهرول راضــي إليه ثم يُتابع بنبرة مُتوتـره..
-حمدلله علي السلامه يا عاصم بيه..حالاً والعشا هيكون جاهـز.
أومـأ عاصم برأسـهِ دون أن يتفوه بكلمـه ثم إتجه صاعـداً الدرج حيثُ غُرفتهِ ليجـد والدته تنتظـره امام باب حجرته في غيظ وتنتوي لفعل شيء مـا..
رمقها عاصـم في تساؤل ثم بدأ في حل رابطـه عُنقه قائلاً وهو يدلف للداخـل...
-يا تري في إيه المره دي؟!!
بـدأت إلهـام في البُكاء بشكلٍ مُصطنع كعادتها وكذلك عززت نحيبها بشهقات عاليه وكأن روحها تُفارقـها في ذاك الحين،
إقترب منها عاصـم في قلق ثم أجلسـها إلي أحد المقاعد وبنبرة مُتسائله تابع...
-أيه اللي حصل لكُل العياط دا؟!
بدأت هي في محو دموعها وهي تُردد بحُزن..
-البنت اللي دخلناها بيتنا وصرفنا عليها وما قبلناش نرميها في الشوارع زي ما جبناها..مش بتقدر دا لا وكمان بترفع صوتها عليا وتقلل من قيمتي قدام الخـدم.
سـرت الدماء في عروقـه،فقد زادت النيران إشتعالاً بكلمات السيده إلهـام،،فـ نـوراي هي الشخص الوحيد الذي كابد عناءاً في الوصول لها ودائماً مـا يفشل ،فهو يعشقها عشقاً جماً،حُب مُتقد داخله ولكن مفهوم الحُب لديه هو الحصول علي ما يرغبه القلب حتي وإن كان الطرف الأخر غير راضياً عن هذا الإتصال...
نـزع عنه رابطه عُنقه وكذلك سُترته الخارجيه ومن ثم إنطلق خـارج الغرفه لتنم ملامح وجهه عن سيل كاسـح سيجرف الأرض ومن عليها بينما ظلت السيده إلهـام جليسه مكانها كاتمـه سعادتها بإضمار النار داخل إبنها تجاه هذه الفتــاه...
جلسـت أمام مرآتها تُصفف شعرها غير مُدركه أنها نست أن تُغلق باب غرفتها كعادتها ليقوم هو بفتح باب الغرفه بحركات عنيفـه..
هَبت هي واقفـه تنظر له في زُعـر بينما دلف هو للداخل واغلق الباب بمفتاحِهِ الخاص به..
سـرت القشعريره في جسدهـا وأخـذت تتراجع للوراء في خوف من نظراتِهِ ثم رددت بنبرة مُتلعثمـه حتي إرتطمت بالجدار قائله...
-قفلت الباب ليه!!..افتحه لو سمحت.
قــام عاصم بوضع المفتاح في جيـب بنطاله وهو ينظُر إليهـا نظرات مُتفحصه لجميع أجـزاء جسدها ومن ثم إتجه ناحيتها وقام بالضغط علي ساعدها بكُل قوتـهِ...
-إنتِ فاكره نفسك مين؟!!..إنتِ ملكيش لازمـه هنا،،ولو لسـه موجوده في القصر اللي عُمرك ما كُنتِ تحلمي تعيشي فيه..فـ دا برغبتي انا..إحنا اللي لميناكي من الشوارع وعملنا من بنت الشغاله هانـم وبتصرفي من فلوسنـا..يعني تركعيلي بمزاجك او غصب عنـك..إنتِ ملكي وليا حق التصرُف فيكِ.
إقتـرب منها كثيراً فقد شعـرت بأنفاسه الحاره علي وجهها حيث إرتعشت خيفهٍ وهي تشيح بوجهها بعيداً عنه ثم رددت بتلعثُم...
-انا مش ملك حد..انا ملك نفسي وبس..واللي بتتكلم عنه دا كان بيحصل زمـان..لكن دلوقتي مفيش إنسان ملك إنسان زيه..وانا ما بخفش منك ولا هخاف..حتي لو بتجبر الناس كُلها تنحنيلك بسبب نفوذك فـ انا لا وانسـي.
أطلق ضحكه ساخـره علي حديثِها ومن ثم قام بزجها نحو الفراش لتسقط عليه وهنـا ردد بثبات وهو يخلع قميصه عنـه...
-هعرفك إزاي تركعيلي.
أنهي جُملته الأخيره وأقبل مُنقضاً عليها ،لَم تكُن ساقها تحملانها ولكنها هرولت إلي أحد زوايا الغرفه وهي تصرُخ بنبرات مُستغيثـه بينمـا تابع هو بتهكم وهو يتجه ناحيتها بجبروت..
-اصرخي زي ما إنتِ عاوزه،،محدش يقدر ينقذك مني.
قـامت نوراي في تلك اللحظه بإلتقاط إحدي الزهريات الزجاجيه وتحطيمها فوق رأسها وما أن رأت الدمــاء تسيل علي جبينها حتي صرخت بنبرة مُرتعشه ،مُتجهه ناحيه الباب وأخذت تطرقه في إستغاثــه...
وقفـت هي تبتسم بإنتصـار وتتلذذ بصوت صريخها وإذلال إبنها لهـا بينما هرولت السيده صفيه بصُحبه راضـي ثم تابعت بنبرة ضعيفه يُخالطها الألم...
أكسر الباب دا بسُرعه يا راضـي.
أخذ راضي يتحامل علي باب الغرفه ومعه مجموعه من الخـدم وسط صرخات نـوراي لهم بمساعدتها وأخيراً نجحـوا في فتح باب الغرفه ،لتتجه نــوراي إلي أحضان السيده صفيه مُحاولهٍ الإحتمـاء بها من براثنـه...
دلفت إلهـام إلي الغرفه لتجده مُلقي علي الأرض والدمـاء تسيل منـه فأخذت تصرُخ في إنهيـار بينما تابع هو بصرامـه مُحاولاً النهوض...
-اوعـي تفتكري إنك فلتـي مني كدا..دا إنتِ حسابك تقل اوي،،ورحمــه امي ما هسيبـك.
وقفـت السيده صفيه قبالاتـه ثم رددت والغضب يتطاير من عينيها وباتت نبراتها اقوي عن ذي قبل...
-ورحمـه امي انا..لأرميك في الشارع إنت والحربايه امـك لو فكرت تلمسها تاني...واوعي تكون فاكر إن صحتي هتمنعني عنـك يا عاصم بيـه...ولا علشان حفيدي هساعدك في قذارتك..دا انا انسفك ومش هكون ندمانه.
نظـر راضي بإتجاه نوراي ،نظرات حزينه علي حالهـا فهو يُشفق عليها كثيراً ويعلم أن وراء ثورته تلـك مصائب سوف تطرُق بابها قريباً..بينما أصطحبتها السيده صفيـه وسارتـا مُتجهتان إلي الغرفه....
---------
إنطلقـت خارج الباب الرئيسـي للمؤسسـه الخيريـه وهي تنظُر إلي ساعـه يدها في تأفُف فأخذت تلـوم نفسها لتأخُرها عن البيت بينما أسرعت بخُطواتها ناحيـه موقف الميكروباصـات لتجد أحدهم يقف امامها ومن ثم دلفـت هي داخله...
إلتفت ببصره إليهـا وبنبرة حـاده ردد ...
-مـا لسه بدري؟!!!
يتبع
#علياء_شعبان

"هو ليّ"Where stories live. Discover now