الحلقه( 40)

8.2K 151 21
                                    

#إنّي_اقترفتُكِ

[[ الفصل الثامن ]]

_ تحالُف _

----------------------------------------------------------

كانت ليلة مُقمرة ذات حرارة مُعتدلة تحيط بالفضاء، اتسق القمرُ في كبد السماء وأضحى الضوء المُنبعث إلى خبايا البيوت، ضوءًا ذهبيًا لا يحتاج إلى إعانة كي يرى الناس بعضهم بوضوح .. نسمات عليلة حركت الستار بقوة وجعلته يُرفرف بحُرية وثورة.

كانت لا تزال متشبثة به وهي تحاوط رأسه بذراعها، بينما يُلقي بنفسه وهمومه بين أحضانها مُحاوطًا خصرها بقوة، خرج منه زئيرًا مكلومًا قد اهتز له عرش قلبها وصاحبه دمعة ساخنة تسقط على ثيابها مما جعلها تتشبث به أكثر، اياس لا يبكي ولا يصرخ لمرة واحدة مُنذ تعارفهما أو على الأقل إن صرخ؛ فتبقى صرختهُ أمام نفسه فقط .. قطعيًا ما يمُرّ به الآن أكثر جبروتًا وظُلمًا على نفسه من مُجرد لحظة حُزن يمر بها الكل .. شخصية كزوجها .. لا تسقط دموعها بسهولة .. لذا إن سقطت فيجب أن يتوقف لها العالم تقديرًا.

مالت على رأسه تُقبلها بهدوء، وبنبرة هادئة همست بالقرب من أذنه:

_" اياس أصرخ، خرج كُل الطاقة السلبية اللي في قلبك؟ مش عايزاك تسكت ".

أنهت كلامها وما هي إلا ثوانٍ حتى وجدته يبتعد عنها بحركة سريعة، زوت ما بين عينيها في دهشة بينما رمقها بنظرة جامدة أقلقتها وكأنه تدارك ما فعله لتوه ليقول بنبرة ثابتة:

_" آسيا، أخرجي ".

تنهدت بأسى وهي تومىء برأسها برفض قاطعٍ، مسح وجهه بإرهاق ثم نهض عن الفراش واقفًا وأسرع بالضغط على ذراعها حتى أوقفها أمامه وبنبرة صارمة قال:

_" بقولك أخرجي يا آسيا ".

تملصت من قبضته بثورة وانفعال وهي تقف في مكانها بعناد بالغٍ ثم صرخت فيه بحدة وهي تتعمد النظر داخل عينيه:

_" إنت أيه؟ إنت حجر؟ مستكتر على نفسك الدموع ولا افتكرت إني هعايرك بدموعك وهقول عنك ضعيف؟ أنا مراتك ودي الحاجة الوحيدة اللي لازم ترسخها جوا دماغك الناشفة دي".

وأثناء حديثها معه قامت بوضع إصبعها السبابة ناحية رأسه تضغط عليها بغيظ وحنقٍ، ثار من جرأتها التي وظفتها أمام الشخص الخاطيء، قام برفع كفه إلى إصبعها ثم ضغط عليه بقوة ما لبث أن أرخى قبضته بعدها وهو يقول بنبرة باردة:

_" ما تنسيش إنك بتكلمي جوزك تاني؟!! .. المرة الجاية مش هتعدي ".

انتشلت إصبعها من بين كفه ثم كورت قبضته وراحت تضربه بغضب عارمٍ ثم صاحت بنبرة مُتحشرجة تشي بمقدار جُرحها منه:

_" وإنت ما تنساش إنّي مراتك يعني سكنك وحافظة أسرارك دي المودة والرحمة اللي بينّا، حس بقى يا أخي حس، أنا بكرهك .. ".

"هو ليّ"Dove le storie prendono vita. Scoprilo ora