الحلقه (3).."هو ليّ"

14.4K 408 12
                                    

الحلقه (3).."هو ليّ".
----------
دلفــت داخل الميكـروباص وهي تتنفـس الصعداء لإستطاعتها الحصول علي مواصلة نقل بهذه السـرعه ومن ثم إلتقطـت هاتفها لإجـراء إتصالاً به لتجـده وفجأه يلتفت إليهـا من خلف مقــود العربـه مُردداً بغيظ...
-ما لسه بدري؟!!
حملقـت إليه في دهشه واضعه أصابعها علي شفتيها دون أن تتفـوه بكلمه بينما تكلم هو سادراً أثنـاء تهيأه للقياده...
-مفيش شغل تاني بعد كدا.
شُحب لون وجهه وتحولت نظراتها للحُزن الشديد حيث رددت بنبرة مُتلعثمـه تخلو من معانـي الحيويه...
-سليـم ،والله إتأخرت غصب عني وكُنت لسه هتصل بيـك.
إختلس النظـر إليها من مرآه السياره ليجد الحُزن إحتل قسمات وجهها بالكامل وهنا إبتسم إبتسامة حانيه ثم ردد بنبرة ثابتـه..
-قربي إيدك شويه.
ضيقت عينيها في إستغراب من حديثهِ ولكنها أسرعت بتقريب كفها له ليقوم هو بطبع قُبله حانيه عليه...
صُدمت روفيـدا مما فعله حيث إلتفتت خلفها لتجد جميع الرُكاب ينظرون إليهمـا في إستفهام وفي تلك اللحظة ردد سليــم بنبرة جاديه...
-احـم..أُختي يا جماعه والله..اوعـوا تفهمونا غلط.
إبتسمت بشده علي كلماتهِ المازحـه ومن ثم قربت وجهها منه هامسـه بتساؤل...
-سليـم إنت ليه شغال ورديه بالليل..مش المفروض إنك بتشتغل الصُبح بس..امال هترتاح امتي؟!!
سلط سليـم بصره بإتجاه الطريق ومن ثم ردد بنبرة حانيه ...
-ومين قالك إني كدا مش مرتاح يا روفـا ،هو مش إنتِ بخير وأمي كمان..هو في راحه أكتر من كدا..انا ما اتولدتش علشان ارتاح،،انا اتولدت علشان اخلقلكم الراحــه فـ تفرحوا..ومن فرحتكم استمد انا راحتي.
إلتفتت روفيدا بنظرها صوب النافذه الزجاجيه،وأخذت تزفُر بطريقه ملحوظـه ثم رددت بخفوت...
-مش هتتغير أبداً يا سليــم.
---------
إعتـادت السيده صفيه أن تربُت علي ظهرها لتنام ،ولكن هذه المره ،قد جفـا النوم عينيها وتلاحقت أنفاسهـا بصعوبه من شده البُكاء لتقوم السيده صفيـه بإحتضانها في آسي لتُتابع وقد ترقرقت الدموع داخل عينيها رفقاً بحاله صغيرتها كما تسميها...
-اهـدي يا نــوراي..ربنا ستـر يا حبيبتي.
إبتعدت نوراي عنها قليلاً ثم إبتسمت إبتسامة بهتاء ،فـ تقطع قلب السيده صفيه حُزناً عليها بينما رددت نوراي بنبرة خافتـه...
-القصر دا مش شبهي يا ماما صفيـه..انا بخاف من عاصـم اوي،،خلينـي أمشي رغم إنك هتوحشيني.
قامت السيده صفيه بجذبها إلى أحضانها من جديد ومن ثم تنهـدت تنهيدة طويله يُخالطها ثُقلاً في تنفسها قائله بثبات...
-واهون عليكِ..إنتِ عارفه إن انا ماليش غيرك..خليكِ جنبي واوعـدك طول ما في نفس فيا هحميكِ منهم.
وضعت نوراي كفها أعلي يسار صدرها ثم زفرت زفره أنين قائله...
-بس أنا قلبي بيوجعني..خايفه من اللي جـاي،عاصم مش هيسكت عن اللي حصل وانا مش هكون الجارية بتاعته زي ما هو عاوز..وبكـدا عُمر مكايده ليا ما هتخلص ،وعُمر حياتي ما هتكون في أمان معاه.
قامت السيده صفيه بطبع قُبله حانيه علي جبينها ثم دثرتها داخل الفراش وهي تُتابع حديثها بحنو بعد أن وضعت تلك الدُميه في أحضان نـوراي...
-نامي يا نــوراي..كفايه تفكير في اللي فات..وخدي عروستك في حُضنك وهتفتكري والدتك بيها واشتكيلها في حلمك.
إبتسمت نوراي بدورها ومن ثم قامت بإحتضان دُميتها التي تشبهها كثيراً..فقد قامت والدتها بصُنع هذه الدُميه مُنذ كانت نوراي في العاشره،،وهذه الدُميه تحمل نفس ملامح نوراي.
نهضت السيده صفيـه عن الفراش ومن ثم جلست إلي مقعدها الخشبي وبنبرة خافته رددت...
-الله اكبر.
بدأت تُصلي فريضتها وهي جليسه مقعـدها ،لعجزها عن الوقوف علي قدماها لوقتٍ طويلٍ...
أغمضت نــوراي عينيها وذكريات تلك اللحظة لا تغيب عن بالها مهما حاولت هي محوهـا...
-------
إسترسل الطبيب في حديثهِ عن حاله عاصم وأن الإصابة كادت أن توشـك علي إصابه منطقه حساسه بالمُخ بينمـا زفر عاصم بـ نفــاذ صبر قائلاً...
-إنتوا مكبرين الموضوع ليه؟!..خلاص يا دكتور باسل إتفضل إنت.
جدحتـه إلهـام بنظره مُغتاظـه ومن ثم وقفت قبالاتـه قائله بصخبٍ عالٍ...
-لأن الموضوع في الأصل كبير..دي كانت هتموتك.
إلتفت عاصم ببصره للطبيب ثم إبتسم له إبتسامـه ذات مغزي،هٙب علي أثرها الطبيب من مكانه ثم تنحنح بتوتر من نظرات عاصم له قائلاً...
-عن إذنك يا عاصم بيه.
أوميء عاصـم برأسه له في ثبات ومـا أن دلف الطبيب خارج الغرفه حتي ردد عاصم بنبرة مليئـه بالشـر...
-اللي حصل دا بينـي انا وهي محدش يٙدخـل.
تشنجـت عضلات وجهها بإستنكـار ومن ثم تابعت وهي تتجـه ناحيه باب الغرفه...
-حُبها إتملك منك خلاص وبتضعف واحـده واحـده..عاصم الدالــي علي أخر الزمن هيخضع لبنـت خدامـه.
إرتعشت فرائصـه في تشنُج وبدأ يُكـور قبضه يده في إختناق من حديث والدتها حتي إكتسي وجهه بحُمره الغضب ليُردد بغطرسـه واثقـه...
-هي اللي هتخضعلـي وقريب جداً..هاخد قلبها واتحكم فيها زي ما انا عاوز..بس مش هديها قلبي.
وضعـت إلهام يدها علي مقبــض الباب وبحركه دائريه قامت بفتحهِ وقبل أن تترجل خارجـه تابعت بسُخريه واضحــه...
-ادتهولهـا خلاص.
----------
"في صبــاح اليوم التالي،،،
هٙبـت إلهــام من فراشِها بعد علمهـا بوصول زوجها من رحلتـهِ ،حيث إتجهت إلي حزانتِها وقامت بإنتقـاء أكثر القطع غاليه الثمن لديها وقامت بإرتدائها علي عجاله من أمـرها ومن ثم وضعت مساحيـق الجمال علي وجهها وتعطرت وأتجهت مُباشـره حتي بهو القصر...
"فــؤاد الــدالي الابن الوحيد لعائله الدالي فقد تزوج إلهـام دون رغبه والدته ،فـلم تحبها السيده صفيه مُطلقاً ولكنها تساهلت معها قليلاً مُنذ ولادة حفيدها الوحيـد الذي لٙـم تتوقع أن يشبُه والدته لهذه الدرجه الكبيره،،بينمـا يُحبها فؤاد كثيراً ويُؤمن أن وراء غرورهـا وتباهيها هذا ،جانباً طيباً لن يراه إلا من تشـاء هي له برؤيتـه،،وكذلك تُبادله إلهام الحُب فهي تغـار عليه كثيراً وتسعي دائمـاً أن تكون الأجمل في عينيهِ حتي لا يتطلع إلي اُخري".
جلـس فـؤاد إلي طاوله الطعام بصُحبه عاصم الذي إرتدي بذلتـه مُستعداً لذهابهِ إلي العمل وهنا ردد فؤاد بتساؤل..
-أمـال فين جدتك ونــوراي؟!!..ما يعرفوش إني رجعت.
قـام عاصم بوضع الطعام في ثغره،،وكأنه لم يستمع إلي كلمات والده ولكن في تلك اللحظة يجد نـوراي تهبط الدرج بصُحبه والدته...
وهنــا إتجه هو علي الفور لإسنـاد والدتها ثم ردد بنبرة حانيه...
-أزيك يا أمـي!!
إبتسمت له السيده صفيه في هدوء ومن ثم ربتت علي كفهِ بثبات قائله...
-بخير يا ابني حمدلله علي سلامتك.
إلتفــت ببصره ناحيه نـوراي ثم ردد بنبرة مُحبه وهو يطبع قُبله حانيه علي جبينها...
-وإنتِ يا نوراي!!
أحسـت نـوراي بحنان والدهـا الذي لٙم تعهد رؤيته مُطلقاً بين ذراعـي السيد فؤاد حيث رددت بنبرة خافته..
-الحمد لله يا أونكل.
قـام فـؤاد بإجلاس والدته إلي مائــده الطعام وهنـا إختلست نوراي النظر إليه في إزدراء لتجده مُسلط بصره عليها بنظرات جامده...
أبعدت نظراتها عنـه لتجنُب تلك النظرات الفظـه منه.....
في تلك اللحظة هـرولت إلهام إليه ثم قامت بإحتضانه مُردده في تدلُل...
-وحشتنــي اوي يا فؤاد.
فؤاد بحنو:وإنتِ كمان يا لـوما،
ثم إستكمـل حديثه بنبرة تغمُرهـا السعاده...
-انا مبسوط اوي.. الحمدلله ،السفريه جات علينا بالخير..وقعت علي أكبر طلبيه عٙربيات  للماركه بتاعتنـا..ودي هتكون نٙقله قويه اوي لينا وبالمُناسبه دي،،انا هعمل حفله صغيره كـدا،إحتفالاً بالمناسبه دي وهعزم أكبر رجال الأعمــال عاوزكم تستعدوا.
"شـركه الدالي هي من أكبر الشـركات المُنتجـه والمُصــدره للسيارات،،حتي أصبح لهم مــاركه عالميه خاصه بهم،،يعرفهـا الكثير،،خارج البلاد وداخلــها ويتهافـت الكثيرون لإمتلاك ماركتهم القويـه،،حيثُ لا مُنــازع لهم"
ردد عاصم بنبرة جامده أثناء نهوضه عن الطاوله...
-جميـــل.
---------
وقفــت نسمــه أمام باب منزلهم تُحاول الدلوف للداخــل،فهي تحمل وعـاءٙ من الفُخار بين يديِها ولكنها تجد صعوبة في الدلوف للمنزل وفي تلك اللحظة رددت بنبرة مُتأففـه ثم صرخت عالياً...
-سليييييييييم.
إنتصــب واقفـاً عن فراشهِ في فـزع ومن ثُم هـرول خارج الغرفه وكذلك فعلت روفيدا لـ ينظران إليها وقد كـسا الضيق خلجات وجهها وهنــا نظـر سليم لشقيقتهِ وكذلك بادلته هي النظـرات ،وأخـذا يضحكان في دهشـه،
بينمـا عقـدت هي حاجبيها في إستنكار والشــرر يتطاير من عينيِها قائله بغضبٍ عـارمٍ..
-إنتوا بتضحكــوا علي ايه!!!..إنقذوني من الباب دا.
هـرول الإثنــان ناحيتها وأخذ كُلاً منهما يتشبث بأحد ذراعيها ويرتـد للخلف بكامل جسده ،،فقد  حُشرت بشكلٍ قاسٍ وما أن أطبق علي ذراعها أكثر حتي تمكنت نسمـه من الدلوف داخل المنزل ،ليسقط كُلاً من سليم وشقيقتـه أرضـاً..
في تلك اللحظة هتفت نسمـه بنبرة فٙرحـه وهي تتجـه إلي المطبخ...
-هيييييه ،دخلت.
تأوهـت روفيدا من شـده التصــادم بالأرض بينما هرول سليم إلي شقيقتهِ وهو ينظر بإتجاه نسمه...
-يا بنت المجنونه،
روفــا إنتِ كويسه؟!!
روفيــدا وقد إنفجرت ضاحكـه من جديد أثنـاء رؤيتها لملامح وجه أخيها المُندهش مما فعلته نسمـه ،حيثُ رددت بنبرة مُتقطعه من شده الضحك...
-هموت مش قادره..شكلك وإنت بتقع مسخره.
ضحك سليم حتي ظهرت غمازتـه،حيث يمتلك واحـده في أحد خديه ولكن لحيته تُغطيها بشكلٍ جُزئي وتظهر بقوه إذا إتسعت ضحكته،وهنا ردد وهو يحتضنها...
-يا شيخه خضتيني عليكِ..ما إنتِ وقعتي زي الشوال بردو..وبعدين العمليـه اللي حصلت من شويه دي،،أصعب من تحرير فلسطين.
قطـع حديثهم هتافهـا وهي تترجل خارج المطبخ حيث تابعت قائله بمــرح..
-جبتلكم طاجــن باميـه ،هتاكلوا صوابعكم وراه.
سليم وهو ينهض عن الأرض ثم يصر علي اسنانه مُقترباً ناحيتها...
-إنتِ ما حاسيتيش بهزه في البيت من شويه..ولا حسيتي بالجريمه اللي عملتيها من شويه وبعدين مليون مـره اقولك أدخلي بجنبك علشان الباب ضيق.
نسمه بإستنكــار وهي تجلس إلي الأريكـه:يوووه بقي يا سليم ،نسيت.
في تلك اللحظة وجـد سليم صوت هاتفـه يُعلن عن وصول إتصــالاً فقام بإلتقاطـه في هـدوء مُردداً قبل أن يُجيب..
-خيـــر..!!!!
أجــاب في الحــال علي مكالمه المُتصل حيثُ وجده صديق عمله (شـريف)،
سليم بهــدوء:خير يابنـي، إنت مش فرح أُختـك النهاردة..فاضي تكلم حـد.
شـريف ضاحكاً:ما هو دا اللي بكلمك علشانه.
سليـم بتساؤل:خير يا مصلحجـي.
شريف مُكملاً بإستنكـار:الله يسامـحك يا عم المُحامـي..المهم في سـت كبيره في السن ،كُل ما بتحتاج حاجه بتتصل بيـا وانا بوديهـا..هي ست طيبه اوي وبتحبني زي ابنهـا وكمان غنيـه.
مالك مُضيقاً عينيـه بعدم فَهم:والغنيه دي هتحتاج تاكسـي تعمل بيه أيه!!!
شريف بغيظٍ:هو انا هتدخل في حياتها يا عم سليم...المهم انها عاوزاني ضروري بعد ساعه وزي ما إنت عارف ،انا مش هينفع اسيب فرح أُختي ومش عاوز ازعل الست مني..فـ عاوزك تروح المشوار دا مكاني.
تنهـد سليــم في هــدوء ومن ثم تابع وهو يدلف إلي غرفتهِ..
-حاضر يا عم شريف ما تقلقش ،هات العنـوان.
قـام صديقهُ بإعطائِه العنــوان ثم أسرع سليـم بإرتداء ملابسه ثم هتف مُنادياً علي شقيقتِهِ التي أتت إليه في الحــال...
-أيـه يا سليــم!!!
سليم بحنو وهو يُخرج بعضاً من النقـود من محفظتِـهِ ثم يُعيطهم لها قائلاً...
-خلي دول معاكِ..ولمـا أمـي تيجي قوليلـها إني خرجت في شُغل مستعجل..وما تنسيش تشأري علي عمك ناجي وتغديه لحد ما أرجع.
روفيدا وهي توميء براسها إيجاباً ثم يتبع ذلك قُبله علي خدِه قائله...
-حاضر يا حبيبي..ربنا ييسرلك الحــال.
سليم بحنو:اللهم أمين.
-----------
-خير يا أمـي ،طلبتينـي!!!
أردف فـؤاد بتلك الكلمات وهو يجلس إلي طرف الفراش ليُصبح في مُقابله والدته التي تجلس إلي مقعدها الخشبي...
-اسمعني يابني كويس،
رمقها فـؤاد بنظرات مُترقبه لمـا سوف تتفـوه به بينما تابعت هي بضيق...
-إبنـك حاول يعتدي علي نــوراي يا فؤاد..ومراتك أكتر واحده بتحرضـه ضد البنت،،ودلوقتي نـوراي عاوزه تمشي من القصر بسببه..لو نوراي بعدت عني ،،ممكن اموت..ما تعرفش يا فؤاد انا بحبها اد ايه..واللي يأذيها كأنه آذاني ولازم تفهم إني لو غضبت علي ابنك محدش يلومني علي اللي هعملـه.
طــوال حديثها،،ظل هو ينظُر لهـا بدهشه ممـا فعله إبنه..فهو يعرف بجبروت شخصيتهِ وملامحهِ ولكنه لٙم يكُن يتوقع منـهُ هذا وهنا أمسك كف والدته ثم ردد بنبرة آسفه..
-أنا اسف يا امي عن اللي عمله.
صفيــه بتنهيده ضعيفه:ما تتأسفش ،،وٙعي إبنك وابعده عن نـوراي...علي العموم انا خارجه انا وهي نشتريلها فستان علشان حفلـة بالليل وياريت تتكلم معاه في غيابنا.
فـؤاد وهو يٙهم واقفاً:تمام يا أمـي وحالاً هطلب السواق اللي هيوصلكم.
صفيه بإعتراض:إنت عارف تماماً رأيي في الموضوع دا..ما بحبش شغل التباهي والمنظرٙه،،وبعدين انا بحب اتعامل مع ناس بسيطـه وخلاص انا كلمت سواق تاكسي هيودينا ويجيبنا.
فؤاد بتفهم:اللي يريحك يا امي.
"علي الجانب الاخر"
جلسـت نوراي إلي الطاوله الرُخاميه كعادتها داخل المطبخ بصُحبه الخدم وأخذت تتذوق الطعام في جو من المــرح،،في تلك اللحظة قطع حديثها دلوفـه حيث ردد بنبرة آمــره مُحدثاً راضــي...
-الضيوف هيكونوا موجودين علي 8،ياراضي ياريت العشا يكون جاهز في الوقت دا.
أوميء راضي برأسه مُتفهماً بينما نظـر عاصم بإتجاهها ليجدها تنظُر للجهـه الأُخري وهنا تابع بنبرة جامده وهو يقترب منها...
-نــوراي!!!
إبتلعـت نوراي ريقها في صعوبـه وكأن جسدها قد كُهرب بماسٍ قويٍ،،فهي تكره اسمها لمُجرد تفوهه به،،وهنا إلتفتت هي له علي مضض بينما قام هو بإلتقاط كفها وقربه إلي فمـهِ،،مُتناولاً قطعه الحلوي التي كانت تُمسكُها بيديِها...
ســرت القشعريرة في جسدها وأغمضت عينيِها في إشمئزاز ثم سحبت يدها بفزعٍ وما أن فتحت عينيها من جديد لتجده غــادر المكان.
في تلك اللحظة تابع أحد الخدم مـوجهاً حديثه لها...
-صفيـه هانم..عاوزاكِ يا آنسه نــوراي.
إبتسمت له نوراي في هدوء ومن ثم عاونها راضـي علي النزول لتتجـه علي الفــور إلي غُرفه السيده صفيه ومن ثم تجهزتـا للتسـوق معاً...
--------
قـامت روفيدا بالدلـوف داخل منزل السيد ناجــي لتجـده حبيس فراشـه ويسعُل في قوه وبأنفاسٍ غير مُنتظمه،،،
إتجهت روفيـدا ناحيته ومن ثم قامت بوضع كفها علي غُره رأسهِ ثم تابعت وهي تضع كفها الأخر علي فميِها بخضـه...
-عمـي ناجي..جسمك مولـع..إنت كويس!!!
أشـار السيد ناجــي لها بعينيـهِ ثم إبتسم لها في خفوت وأغمض عينيـهِ في الحــال...
رمقتـهُ روفيدا في فزع حيث رددت وهي تُتابع بشك..
-عمـي ناجي..إنت نمت!!!!
"علي الجانب الاخر"
وصــل سليــم بالتاكسي الخاص به حيث القصر الخاص بعائلة الدالـي وقام حارس القصر بإبلاغ السيده صفيه بقدوم سائقـها الخاص...
وقـف سليـم امـام سيارته في حاله من الملل فقد إنتظر قدومهم فتره طويله،لذلك قام بإشعــال سيجـاره مـا ،،،
في تلك اللحظة وجـد شقيقته تُهاتفـه ،،فعقد حاجبيه في إستغراب ومن ثم أجـــاب بتساؤل،،،
-روفيدا ،إنتِ كويسه!!!
روفيدا وقد تلعثمت في عباراتِها في باديء الأمـر ثم رددت بخوفٍ...
-انا كويسه..بس عمـي ناجي ،تعبان اوي ومش بيرد عليا.
سقطــت السيجــاره من يدِه في خوفِ حيث قام بالدلوف داخل سيارته مُتناسياً تماماً مــا قدم من أجلهِ وأسرع عائداً إلى منزل السيد ناجــي،،،
--------
حـٙل الليل بهدوءه المُعتـاد ،،حيث جلس سليـم أمـام فراش السيد ناجي ثم امسك كفيه بين يديهِ وهو يُتابع بتنهيـده قويه...
-خوفتنـي عليك يا عمي ناحي،
إبتسم له السيد ناجــي في وهن بينما تابعت السيده خديجه وهي تدلف إلي الغرفه...
-امسك يا سليم يابني..خليه يشرب،،الشوربه دي كُلها..بسم الله الشافـي.
تنـاول سليم الطعام من والدتهِ بينما قامت روفيدا بتعديل وضعيه جلوسهِ وقامت بوضع وساده خلف ظهره وهي تُردد بحنو..
-بالشفـا يا عمي..وبطّل بقي دلع ،علشان بتقلقنا عليك.
-----
إمتلاً القصـر بالوافــدين إليه،،وبـدأ الخدم ينتشرون في كُل أرجائهِ..يُشرفون علي تقديم الطعام وكذلك المشروبـات للضيــوف بينما جلست السيده صفيه إلي أحد الزوايـا بصُحبه صديقتها،،،فهي تكـره هذه الأجواء التي لا تتناسب مع مرأه من مِثل طرازها لذلك قررت الإنفــراد بصديقتِها والتحدُث بشأن حياتيهما الخاصه...
بينمـا وقفت إلهام مع سيدات مُجتمعها الراقي ،المهووسات بالأزيــاء والموضه العالمـيه وباتت أحاديثهم لا تخلــو من الغٙيبه وكذلك تنُم عن تفاهه عقلياتهم،،،،
بـدأ فــؤاد بالترحيب بأصدقائهِ وكان عاصم بصُحبته يتحدثـون عن أخبار سفره إلي رومــا والنجاح العائد من هذه السفريه،،
وفي تلك اللحظة....،،،
تهبـط هي الدرج بفستانِها الأسـود ،الذي تزين ذيلـه بفصوص بتروليـه قاتمـه،،ذو حمالات عريضـه منفوشـه وقد أسدلـت شعرها الحريري علي ظهرها..فغــاص شعرها بلون الفستان وأصبح من الصعب التفريق بينهما كذلك إرتدت قلاده علي هيئـه بومه ومن اللـون البترولـي وخاتم بنفـس الشكل....
سلـط عاصم بصره إليها في إعجابِ شديد،،فقد إلتهب عشقه لهـا أكثر وزادت الرغبه بها كذلك بينما لاحظـت هي نظراته لهــا،،
لذلـك إتجهت وجلست حيثُ تجلس السيده صفيه،
مــر الكثير من الوقت ومازل مُحدقــاً بها كالتائه الذي ضل طريقه وهذه بؤره النــور الوحيده في المكان،
أشاحــت هي بوجهها بعيداً عنه بينمـا إبتسمت لها السيده صفيه مُردده بحنو...
-نــوراي حبيبتي..هاتـي تليفوني من الأوضـه ،علشان اعمل مُكالمه.
نهضت نــوراي عن مقعدِهـا حيث رددت بنبرة هادئه...
-حاضر يا ماما صفيه.
إتجهت بالفعل حيثُ الدرج ثم صعدتـه بحركات خفيفه كالفراشـه،،لٙم تكُن تكترث لنظراته لهـا...
جابت ببصرها في الغرفه لتجد الهاتف موضوعاً علي الكومود المجاور للفراش،،وهنا قامت بإلتقاطـه ومن ثم إتجهت خارج الغرفه لتصطـدم ببُنيانه القوي،،،
رمقتـه نــوراي في خوف ومن ثم رددت بنبرة مُتلعثمـه...
-عايز ايه!!!
في تلك اللحظة قام عاصـم بتقييد ذراعيها خلف ظهـرها ثم قام بتقبيل شفتيها بشغفٍ جارفٍ...
أخذت تتلـوي بين ذراعيه حتي قام بالإبتعاد عنها وهو يُردد بهُيـام...
-إنتِ ملكي انا..ومش هتكوني لحد غيري..يعني إنتِ مُجبره تتقبليني بكُل رغبتي فيكِ.
أخذت نــوراي تمسح علي شفتيها بكلتا كفيها وهي تنظُر له بإشمئزاز ثم رددت بنبرة ثائــره...
-إنت مريض..حيوان،،قذر ومُقـرف،،
انا مش ملكـك ،،روح إتعالج..علشان مش كُل حاجه هتاخدها بالقـوه..ولو حصل وأخدت كُل حاجه بالقوه..فـ انا لا،،
قـامت بالدلوف داخل الغرفه علي الفـور ومن ثم أسرعت إلي المــرحاض ،لتغسل وجهها بالمــاء..كـي تُزيل لمساته عن وجهها فأخذت تبكي بمراره وهي تهتف بنبرة مُنكسره يشوبها الإشمئزاز...
-مـريض ومُقرف..ربنا ياخدك،،
ياربي بقي خلصني منه ومن جبروته دا..انا مش قادره يارب اقف ضـده ،،انا ضعيفه جداً قويني بيك يارب.
"علي الجانب الاخر"
قلقـت السيده صفيه بشأن تأخيرها ذاك ،،فـ نظرت بعينيها لتجده يقف بصُحبه والده،،فتنفست الصعداء ومن ثم نادت أحد الخدم ليقوم بإسنادها عائده إلى الغرفه،،،
فقد وجدتها مُغلقه من الداخــل مما زاد قلقها،،فأخذت تهتف بنبرة قلقــه...
-نــوراي...افتحي الباب،،إنتِ كويسه.
إنتبهت نـوراي لصوت هذه السيده الطيبه ،،فأسـرعت بفتح باب الحُجـره وهنا رمقتها السيده صفيه بقلق تبعه شهقه فـزع...
-نــوراي..بتعيطـي ليه؟!!،،،ايه اللي حصل!!!
نوران وهي تمسح كُحلها المُنساب علي وجنتيها بظهر يدِهــا،،،،
-عاوزه اعرف ماضــي مـاما..والمكان اللي كانت عايشه فيه...!!!
يتبع
#علياء_شعبان

"هو ليّ"Where stories live. Discover now