سنن منسية ^^

707 45 7
                                    

🍃
قال أبو هريرة رضي الله عنه : [ كَانَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - يسكت بَيْن التكبير وبين القراءة إسكاتة - قَالَ : أحسبه قَالَ : هنية - .

فَقُلْت : بأبي وأمي يَا رَسُول الله ، إسكاتك بَيْن التكبير وبين القراءة ، مَا تَقُول ؟ 

قال :  أقول : اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بَيْن المشرق والمغرب ، اللهم نقني من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، اللهم اغسل خطاياي بالماء والثلج والبرد . [ متفق عليه ]

🍃قال ابن رجب [ شرح البخاري 4 / 271 وما بعدها ] :

ولما كَانَتْ الذنوب تؤثر فِي القلب دنساً ، وَهُوَ المذكور فِي قوله تعالى : { كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } وتوجب للقلب احتراقاً

طلبَ فِي هَذَا الدعاء المباعدة بينه وبينها عَلَى أقصى وجوه المباعدة .

والمراد : المباعدة من تأثيراتها وعقوباتها الدنيوية والأخروية .

وربما دَخَلَ فِيهِ المباعدة بَيْن مَا قدر مِنْهَا ولم يعلمه بعد ، فطلب مباعدته مِنْهُ ، عَلَى نحو قوله : [  أعوذ بك من شر مَا عملت وما لَمْ أعمل  ]  .

وطلب -أَيْضاً - أن ينقي قلبه من دنسها كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس .

وطلب -أَيْضاً - إطفاء حرارتها وحريقها للقلب بأعظم مَا يوجد فِي الدنيا إنقاء وتبريداً ، وَهُوَ الماء والثلج والبرد . ..... إلى أن قال

وإنما كَانَ يدعو فِي افتتاح الصلاة المكتوبة بهذا - والله أعلم - ؛ لأن الصلوات الخمس تكفر الذنوب والخطايا ، كما قَالَ تعالى : { وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ }

فإقامة الصلوات المفروضات عَلَى وجهها يوجب مباعدة الذنوب ، ويوجب - أَيْضاً - إنقاءها وتطهيرها .

فإن [  مثل الصلوات الخمس كمثل نهر جار ، يغتسل فِيهِ كل يوم خمس مرات ]  وقد تقدم الحَدِيْث فِي ذَلِكَ ، ويوجب - أَيْضاً - تبريد الحريق الَّذِي تكسبه الذنوب وإطفاءه

...... إلى أن قال :
ولما كَانَتْ الصلاة صلة بَيْن العبد وربه ، وكان المصلي يناجي ربه ، وربه يقربه مِنْهُ ، لَمْ يصلح للدخول فِي الصلاة إلا من كَانَ طاهراً فِي ظاهره وباطنه .

ولذلك شرع للمصلي أن يتطهر بالماء ، فيكفر ذنوبه بالوضوء ، ثُمَّ يمشي إلى المساجد فيكفر ذنوبه بالمشي ، فإن بقي من ذنوبه شيء كفرته الصلاة .

قَالَ سُلَمَان الفارسي : الوضوء يكفر الجراحات الصغار ، والمشي إلى المسجد يكفر أكثر من ذَلِكَ ، والصلاة تكفر أكثر من ذَلِكَ .
خرجه مُحَمَّد بْن نصر المروزي وغيره .

فإذا قام المصلي بَيْن يدي ربه فِي الصلاة وشرع فِي مناجاته ، شرع لَهُ أول مَا يناجي ربه أن يسأل ربه أن يباعد بينه وبين مَا يوجب لَهُ البعد من ربه ، وَهُوَ الذنوب ، وأن يطهره مِنْهَا .

ليصلح حينئذ للتقريب والمناجاة ، فيستكمل فوائد الصلاة وثمراتها من المعرفة والأنس والمحبة والخشية .

فتصير صلاته ناهية لَهُ عَن الفحشاء والمنكر ، وهي الصلاة النافعة . انتهى كلامه ...

لأننا غاليات 💎حيث تعيش القصص. اكتشف الآن