حل فتى مجهول الهوية

1.3K 86 3
                                    




أنا طالب في نهائي طب، أعاني منذ 4 سنوات من ارتفاع بسيط في ضغط الدم وقلق، أعراضه تظهر في عرق غزير وضيق في التنفس وخفقان بالقلب ورعشة بالجسم تظهر أثناء التحدث مع الآخرين وأثناء الامتحانات، وخاصه امتحانات الشفوي، وأثناء التكلم في التليفون كأمر مفاجئ وغير متوقع، وأعاني من انتفاخ بالبطن يصحبه خروج غازات تسبب لي الإحراج حتى داخل الأسرة وألم أسفل الظهر وخفقان القلب يزيد أثناء النوم نتيجة لكثرة التفكير مؤدياً إلى أرق.

أعاني من صغري من فشل العلاقة مع والداي، فهما لا يعلمان عني شيئاً، حتى دراستي وامتحاناتي، وأبي لا أستطيع التفاهم معه مما أدى إلى عدم الثقة في النفس، فعلاقاتي الاجتماعية فاشلة بسبب الكلية، فلم أتعلم من أبي وأمي أي شيء في المعاملات، ونظراً للمكوث في البيت فترات طويلة طبعت بالمشاكل بينهما مما جعل بيني وبينهما فراغ، فلم أعد أطيق التعامل معهما، وأحملهم سبب القلق الذي أشتكي منه.. فكلكم تعرفون كلية الطب ومدى صعوبتها، فأكون في الدراسة مهموماً، وفي البيت أكثر همّاً وغمّاً مما أصابني بصداع ودوخة وضعف في التركيز.

بالإضافة إلى ذلك تعودت من صغري أن أعتمد على نفسي، وكنت متديناً، وكنت أعوّد نفسي أن يكون عندي حياء فلا أكلم امرأة وعيني في عينها، فهل هذا هو سبب القلق؟ وهل هي فوبيا اجتماعية بسبب المشاكل داخل الأسرة؟ أم هو ضغط نفسي؟ وهل عند العلاج كفوبيا اجتماعية ستزول الأعراض الجسمية كانتفاخ البطن؟ لأنها مشكلة، تعزّ عليّ نفسي فأنا ما زلت صغيراً وعندي كل هذه الأعراض، وهل مع العلاج ستتحسن علاقتي مع عائلتي؟ لأني أحمل ذنب عقوقهما، وهل إذا خطبت تتحسن نفسيتي أم ماذا؟
شكراً لكي.

~~~~~~~


التعليق على المشكلة 

أنت طالب في نهائي طب وتعاني ككثير من أبناء جيلك- ولأسباب شتى منها: روح العصر المتوتر، والتلوث، وأمور أخرى- من ارتفاع بسيط في الضغط و قلق له أعراضه المعروفة:
- تعرق غزير.
- ضيق في التنفس.
- خفقان بالقلب.
- رعشة بالجسم.
(وتظهر الأخيرة في مواقف المواجهة، أثناء التحدث مع الآخرين، وأثناء الامتحانات- خاصة الشفوي-، وأثناء التكلم في التليفون) كأمر مفاجئ وغير متوقع!.
وكذلك بعض الأعراض الهضمية العصبية المؤكدة لاضطراب (القولون العصبي) منها:
- انتفاخ البطن
- خروج الغازات مما يسبب إحراجاً.
- ألم أسفل الظهر (إما للتوتر الشديد أو لانعكاس حالة القولون).
- وتزيد تفصيل أعراضك وكأنك تقص رواية تستمتع بها (فخفقان القلب يزيد مع النوم لكثرة التفكير) مؤدياً إلى (أرق). ثم على صعيد العلاقات الإنسانية:
- فشل علاقتك مع والدك.
- عدم القدرة على التفاهم مع أبيك.
- عدم درايتهم بأحوالك الدراسية والاجتماعية.

أدى هذا من وجهة نظرك إلى:
- عدم ثقتك بنفسك.
- علاقاتك الاجتماعية فاشلة.
ونظراً لمكوثك في البيت طويلاً طبعت بمشاكله، في فس الوقت الذي لم تتعلم من والديك شيئاً (غابت التربية ومهاراتها وثراءها وعطاءها).
خلق كل هذا فراغاً رهيباً داخل نفسك وخارجها، فأنت جزيرة منعزلة جرداء تشكو فقط وتأخذ الرديء ولا تتعلم من الخطأ، تعيش ولا تحيا، فتجنبت أو علّك على حد قولك لم تعد تطيق التعامل مع أهلك.

نعم نعرف كلية الطب وصعوبتها وتخرجنا منها لكنك مهموم في البيت والغيط، في الكلية وفي الشارع، لا تفعل شيئاً سوى التألم والشكوى: صداع، ودوخة، وضعف في التركيز.
منذ الصغر كنت متديناً، وتعودت الاعتماد على نفسك، وأن تمتلك الحياء.
سبب هذا القلق ليس (فوبيا اجتماعية) كما تتصور، لكنه خلل في منظومتك الحياتية ككل (كلّك على بعضك تحتاج إلى ترتيب، وتأمل ودراسة وحسابات مختلفة)، تحتاج –قليلاً– إلى التوقف عن الشكوى حتى لو كنت مصاباً بكل أمراض وأعراض الدنيا، ليس سبب كل ذلك مشاكل الأسرة، ولا هو ضغط نفسي في حد ذاته لكنه في أول الأمر وفي نهايته هو (أنت) في مجملك! اكتب على ورقة بيضاء ناصعة، ولتكتب خمس أو ست صفحات (من أنا؟) فعلاً من أنت؟ وماذا تريد أن تكون؟ ما هي حساناتك وما هي سوءاتك؟ ما الذي تقدر عليه؟ وما الذي تعجز عنه؟ من أنت بحق السماء! كيف ترى نفسك بعد عشر سنوات! ليس هناك عصا سحرية تدير وجهك لجهة الأمل والتفاؤل والتخلص من الأعراض، هناك ضرورة لاستخدام العزيمة والإرادة حتى لو كانت ضئيلة وبخيلة.

انهض يا رجل!
لو احتجت إلى نوع من العلاج التدعيمي وإلى تعلم فن الحياة، وإلى إتقان الاسترخاء الذهني والجسدي، فليكن. مصر ملأى بمن يقدمون مثل هذه الجلسات، لكن لا تستمر في محبسك!! تبكي على نفسك وعلى اللبن المسكوب!، نعم بعلاج نفسك وبإرشادك ستتحسن حالتك، وستتحسن نفسيتك... صِح عالياً بملء فيك: "أنا أفضل مما أظن".

حظ سعيد
وتمنياتي لك بحياة أفضل.

الرهاب الأجتماعي - social phobiaWhere stories live. Discover now