خطط نجمة

3.5K 332 34
                                    

و بسرعة اتجهت لغرفتها و راحت تخلع حليها، و اتجهت للملابس الرجالية التي اشترتها لأخيها الصغير المزعوم و ابتسمت بسعادة و قالت:" اخيراً شيٌ من الحرية يا نجمة"
ارتدت نجمة تلك الملابس و راحت تغطي شعرها بعمامة رجالية، و اخيراً نظرت لنفسها في المرآة و قالت بسعادة:" أحسنتِ يا نجمة كم انتِ عبقرية، اي فتاة قد تتجرأ و تقوم بما تقومين به فكله في سبيل العلم"
ففي تلك الملابس بالفعل بدت كغلام في الخامسة عشر من عمره بينما هي في السابعة عشر من عمرها فقد حاولت ان تخفي ملامحها الأنثوية بشكل عام، فالبرغم من محاولتها تلك الا انها لم تستطع ان تخفي جمالها و لكن على الأقل بدت كغلام.
حملت حقيبة على كتفها حوت على بعض الأدوات كالأوراق و الحبر و الأقلام .
و بسرعة و من الباب الخلفي تسللت، و بكل هدوء تسللت من الحي حتى وصلت اخيراً للطريق العام و من هنا شعرت انها اخيراً تتنفس الحرية، فقد كانت تشعر انها أسعد انسانة على وجه الكرة الأرضية، مشت بكل فخر فقد كان مقصدها هو الجامع، اتجهت اليه فقد رأته في المرة السابقة و ارادت ان تراه مجدداً و عن قرب و بثيابها هذه، لم تكن نجمة تدرك ما تفعله فالحماس و الشباب و الطيش حركوها.
وقفت أمام الجامع و هي تشعر و هي بالقرب منه بعظمته فببناؤه الأبيض الذي تزين بالفسيفساء الأزرق الفاتن أبهرها، وقفت أمام الباب الخشبي بتردد، فقط حينما اصبحت على بعد خطوات خافت، و لكنها كانت تستمع لأصوات كثيرة من داخل الجامع كانت تريد ان ترى بنفسها ما يقال بالداخل، فلقد كان هدفها حلقات العلم التي كانت تقام في ساحات الجامع الخارجية. و لكنها قررت في اللحظة الأخيرة ان تعود ادراجها شعرت بالخوف من الدخول، فهي كانت تقوم بأمور خطيرة خطيرة جداً. عادت خطوة للوراء و اصطدمت بأحدهم.
" احذر أيها الصبي"
"عذراً" قالت نجمة بسرعة و بخوف
نظرت للشخص الذي اصطدمت به، فقد بدى شاباً في العشرين ربما، طويل بعض الشئ، ببشرة حنطية و شعر بني مجعد فقد كان يبدوا واضحاً بأنه مبعثر بتمرد من تحت
العمامة و لحية و شارب خفيفان جداً.
"فتاة؟!" قال الشاب الغريب بإستغراب.
نظرت إليه نجمة بصدمة ، لقد كان الغريب الذي يقف أمامها ينظر إليها بتعالي، و في عينيه نظرة ثقة كبيرة و أيضاً خبث، لم تحب نجمة نظراته تلك لا لشئ و لكنها شعرت بهما تحدي كبير مسها شخصياً و تعدى على ثقتها بنفسها.
"أين؟!" قالت نجمة بسرعة هي تدعي الحماقة و هي تنظر حولها
"ان عيناي لا تخطئان ما الذي تفعله فتاة أمام الجامع؟! و بملابس ذكورية؟!" سأل الغريب و الذي كانت تشعر نجمة من شدة تورطها انه سيقتلها فقط بنظراته
"انا فتاة؟! هل تحاول ان تتشاجر معي؟!" صرخت نجمة بغضبٌ كاذب و هي تحاول تغليظ صوتها
فهي يجب ان تثبت له انها مراهقٌ في الخامسة عشرة لا فتاة في السابعة عشر.
" حقاً أنا آسف ان كنت أخطأت التقدير" قال الغريب بشك
"احذر في المرة القادمة فلا تريد ان تتصادم معي" قالت نجمة بسرعة
صمتت بسرعه فقد شعرت بأنها تهورت فهي لا تريد ان تتصادم مع أحد حقيقتاً.
"أيها الهلالي تعال بسرعة ان المعلم يطلب رؤيتنا" صرخ أحد الشباب و هو ينادي الغريب
" اقدمها لكَ نصيحة يا فتى لا تحاول ان ترتدي زي الأسد بينما انت في الحقيقة مجرد فأرٌ صغير" قال الشاب الغريب و الذي اختفى بسرعة لكي يلبي نداء الشاب الآخر.
كانت تنظر لمكانه بخوف فقد ارتعبت كاد يكشفها و ايضاً اهانها كانت مترددة من الدخول للجامع و لكن الآن هي عازمة، فإهانة الشاب لها جعلها تصر بشدة.
و بسرعة أخذت نفساً عميقاً و دخلت للجامع، و في الداخل شعرت بمتعة غريبة، كان هناك الكثير من الحلقات و تجمع الطلاب حول الشيوخ، جعلها تنسى توترها السابق، و اخيراً راحت ترى كل الحلقات الموجودة، بالطبع لم يلتفت لها أحد لكونها مجرد صبي في الخامسة عشر و ليس غريباً وجود صبي يطلب العلم في الجامع، فقد وقع اختيارها على حلقة احد الشيوخ و الذي كان يتحدث في السيرة النبوية، لم يكن هدف نجمة في الحقيقة الجامع انما كان الجامع خطوتها الأولى فقط لكي تصل لهدفها الحقيقي، و لم تكن نجمة مخطئة فقد استطاعت ان تحضر حلقتيين و شعرت بمتعة عظيمة و راحت تقارن متعتها هذه لو كانت في دار العلم الكبير و الذي تتنوع علومه او حتى بيت الرصد هدفها الأكبر الذي لم يكن مسموحاً للجميع دخوله الا العلماء المهميين او طلاب الفلك و الذين يختارونهم العلماء بعناية ليكونوا هناك، على عكس بيت العلم الكبير و الذي هو أقرب للمدرسة الكبيرة التي تتضمن جميع مجالات العلم و فيها مكتبة عظيمة و تقام
فيها دروس و مناظرات علمية مهمة.
و مع دخول المغرب خرجت نجمة من الجامع و هي تشعر بسعادة مفرطة لم تشعر بها سابقاً، كانت تشعر ان انتقالها لقلعة سالم كان قراراً صائباً و حكيماً جداً.
و عند عودتها للمنزل صنعت العشاء لأبيها، و على طاولة العشاء جلست و هي تحرك قدمها بسعادة فقد كانت هذه الرحلة الصغيرة بالنسبة لها أفضل شئ حصل لها في حياتها.
" ما بالكِ يا ابنتي تبدين مشرقة اليوم؟!" سأل والدها بمرح
"أجل يا سيد جمال لقد كان لقائي بالجارات ممتعاً جداً" قالت نجمة بمرح
"حقاً و عن ماذا كان حديثكم يا آنسة نجمة؟!" سأل والدها
"عن مدى جمال نجمة و روعتها و حسن تدبيرها" قالت نجمة بفخر
لقد كانت نجمة قد استغلت زيارة الجارات تلك لتخفي حقيقة رحلاتها تلك، لتبدو امام والدها انها منشغلة بأمور الفتيات الطبيعية.
بعدما فرغوا من طعام العشاء راحت نجمة تنظف المكان، فقد وجدت بأن لديها وقت كافي لتقوم بالكثير من الأعمال و تبقى في آخر اليوم متفرغة.
استيقظت في الصباح التالي بعدما اختارت ان تكون رحلتها اليوم لدار العلم الكبير، فقد كان دار العلم الكبير هو تذكرتها لبيت الرصد.
فبعد ان غادر والدها لعمله اليومي، اخيراً باشرت نجمة قليلاً من بحوثها الفلكية و لكنها تركت هذا العمل على ان تقوم به في الليل لأنها تركت مراقبتها للكواكب و مواضعها لفترة
الآن.
لقد كانت متحمسة بعد ان انهت دراستها فزيارة دار العلم الكبير كان بمثابة الحلم فقد كان تخيل نفسها في ذلك المكان قد اعطاها شعوراً مدغدغاً مرح جعلها طول اليوم متحمسة فبعد صلاة الضهر عاد والدها لتناول طعام الغداء، و انتظرت رحيلة لتهم بسرعة بنتظيف المنزل، و راحت تغير ثيابها و ترتدي ثياب الصبيان، حملت ادواتها و بسرعة همت بالخروج من الباب الخلفي لكي لا يشعر بعا أحد، مرت من الأزقة الضيفة، كانت تتذكر وصف السيدة ماجدة، و بحسب الوصف مشت و لكنها احتاجت لتسأل حتى تصل لمقصدها، و اخيراً وقفت امام بناء عظيم تزين بابه بأشكال الفسيفساء الفاتنة. كتب أعلى الباب الذي اكتظ بالزوار "قال تعالى : {وَ قُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً}" استشعرت نجمة روعة تلك الآية القرآنية الجميلة.
و هذه المرة لم تتردد أبداً لتدخل للدار كما حدث مع الجامع، بكل شجاعة و بكل إصرار.
"انتظر عندك ايها الصغير"
رفعت نجمة نظرها لتعرف مصدر الصوت لقد كان مجدداً هو ذلك الشخص ذو النبرة الساخرة. نظرت إليه بإستغراب فها هو مجدداً يقف في طريقها و في طريق تحقيق ما يهواه قلبها.
راح الغريب يتفحص وجهها بإستغراب كان متأكداً ان الغلام الذي يقف امامة ما هو إلا فتاة يستطيع ان يتلمس ذلك في ملامحها الناعمة.
"ماذا!؟" قالت نجمة بعدائية متصنعة
ابتسم الغريب بإبتسامة جانبية استفزت نجمة جعلت كل مراكز الغضب لديها تشتعل كانت تتمنى لو تستطيع ان تحطمه فإبتسامته تلك كانت خبيثة خبيثة جداً ، فقد كان هذا ما يبرع فيه هذا الغريب، الخبث فهي أهم صفاته.
"اذاً أيها الصغير ما رأيك أن تزور درس السيد نجار انه معلم ماهر في علوم الخيمياء" قال الغريب بود مصطنع ففي عقله يدور أمرٌ و هو يريد ان يكشفه ففي الآونة الأخيرة بات يشعر بالملل.
"ابتعد عني أيها الغريب" صرخت نجمة بإنزعاج
"لست غريباً بل انت الغريب اسأل عن سلطان الهلالي و سيخبرك الجميع من اكون و من هو معلمي" قال الغريب بفخر
"و انت لا تعرف من اكون و ابن.." قالت بسرعة و هي تتدارك نفسها:"و ابن من أكون"
"و ابن من تكون!؟" قال سلطان بخبث و هو ينظر في عينيها مباشرتاً
تداركت نجمة نفسها بسرعة و قالت بإنزعاج:" لا شأن لك" و اكملت بتباهي:" ابتعد عن طريقي الآن"
"دعني أساعدك أيها الغريب ما رأيك بدروس السيد همام معلم مهم في علوم الفلك" قال سلطان
نظرت إليه و عيناها قد لمعتا بحماس، و صرخت بسرعة:" أين هو!؟ أين هو!؟"
"هناك" أشار سلطان على إحدى الحلقات بخبث
و بسرعة و من دون حتى ان تشكره ركضت للحلقة و جلست بحماس لم يكن عدد الطلاب سوى اربع بالإضافة لنجمة.
كان السيد همام رجلٌ غريب بشعر منكوش و يتجول بلا عمامة عكس بقية المعلميين.
"هل انت طالبٌ جديد؟!" سأل المعلم و هو ينظر لنجمة
"أجل أنا نجمة" قالت نجمة بحماس
"نجمة!؟" سأل الرجل بإستغراب
"أقصد نجم، إسمي نجم" قالت نجمة بإرتباك
"حسناً يا نجم، انت متخلفٌ عنا في الدروس ولكن لا بأس، بالأمس تكلمنا عن أنواع الجن و اليوم سنتكلم عن مساكنهم و كيفية سفرهم بين الكواكب فكما ذكرنا سابقاً ان الجن في الحقيقة هم من يسكنون الكواكب"
كان سلطان يراقب من بعيد و هو يشعر بالإنتصار، فبمجرد تغير ملامح نجمة الملحوظ بعد حديث ذلك المعلم، راح سلطان يضحك مع نفسه بمرح.
"يجب ان تهربي يا نجمة هذا الرجل يبدو مجنوناً و هو يهرطق بكلام غير مفهوم" قال نجمة لنفسها و وقفت بسرعة
"ما الأمر أيها الطالب الجديد!؟" سأل المعلم
"أجل آه أنا أريد ، بطني يؤلمني سأستأذن" قالت بسرعة
"اتمنى لك الشفاء العاجل إذنك معك" أجاب المعلم بلا مبالاة
وقفت نجمة بسرعة لتبخث عن ذلك المدعوسلطان فقد أفسد عليها متعة تأمل المكان أولاً و أضاع من وقتها الشئ الكثير، وجدته من البعيد و يقعقه بخفة ركضت ناحيته بغضب.
"يا لك من مزعج" قالت نجمة بإنزعاج
"حسناً حسناً أيها الغلام هدئ من روعك لا تغضب ما رأيك أن اعوضك و ادعوك على كوب قهوة" قال سلطان بخبث
"لا أريد منك شئ ايتعد عن طريقي" صرخت بضيق
"أيها الهلالي" قال أحدهم
إلتفتت نجمة لترى صاحب الصوت و لصدمتها كان والدها لم تفهم لماذا كان ينادي هذا الغريب الخبيث و لكن كل ما تعرفه انها يجب ان تهرب بسرعة فوالدها سيكشفها في دقيقتين.
" اتمنى ان لا ارى وجهك مجدداً" قالت نجمة بسرعة و اخرجت لسانها في وجهه بحركة طفولية و هربت من المكان بأكمله
راحت نجمة تتجول في الشوارع و هي تعذي مع نفسها بإنزعاج.
"تباً لذلك الهلالي الأحمق لقد أتلف لي يومي و عكر لي مزاجي القذر الأحمق، آه فقط لو كنت أستطيع تمزيقة او رميه للذيئاب الجائعة"
و اخيراً وصلت نجمة للبيت.
قررت نجمة ان تجرب حظها مجدداً في الغد و راحت تدعو ربها ان لا تلتقي بسلطان الهلالي مجدداً.
و في اليوم التالي و بعد الغداء ارتدت نجمة مجدداً ملابس نجم و بسرعة اتجهت ناحية دار العلم الكبير و بسرعة دلفت للداخل، و هذه المرة راخت تتمعن بالمكان فقد تجمع الطلاب حول المعلميين بينما جلس البعض في الزاوية يدرس لوحده، امتلأت المكتبات بالكتب ، كان هناك قسماً للمترجمين و قسماً للناسخيين.
بحثت نجمة عن حلقة لعلم الفلك و اتجهت ناحيتها بسرعة و جلست بحماس، و راحت تستمع لذلك المعلم و الذي علمت ان اسمه محمود ابن الأحمر فيما بعد، حينما فرغت من الدرس قررت ان تسأل طلابه عنه.
" عفواً؟!" تقدمت نجمة من مجموعة الطلاب اللذين جلسوا يتحاوروون بعد الدرس
"أهلاً" أجاب أحد الطلاب ، و اكمل:" هل انت طالب جديد!؟"
"أجل اسمي نجم"
"سررت بلقاؤك اسمي أحمد و هذا سعد " قال و هو يشير على زميله
"سررت بلقاؤكم، ما هو اسم هذا المعلم!؟"
"انت جديدٌ في المدينة على ما يبدو!؟"
"اجل و انا مهتم بالفلك" قالت نجمة بحماس
"انه المعلم محمد إبن الأحمر و هو أحد العاملين في بيت رصد قلعة سالم"
"حقاً" قالت نجمة بإنبهار
و من حديثها هذا عرفها هؤلاء الطلاب على المزيد من حلقات الفلك، خرجت نجمة من دار العلم الكبير و هي تشعر بالسعادة فما اكتسبته اليوم يساوي خمسة كتب قد تحتاج شهراً كاملاً لتقرأهم و تفهمهم. كانت سعيدة ايضاً لأنها لم تصطدم بسلطان الهلالي و هذا أراحها.
مضى أسبوعان و نجمة كانت تخرج في كل مرة بالسر لدار العلم الكبير تأخذ دروسها و تعود دون ان يشعر بذلك والدها، او ربما هذا ما اعتقدته نجمة!
و في أحد الأيام جلست نجمة ننتظر والدها بعد ان حضرت له العشاء و الذي بالفعل باتت تتقنه، و لكنه تأخر تلك الليله لم تستطع نجمة ان تركز في بحوثها فغياب والدها اشغل عقلها لم يكن من عادته ان يتأخر لهذا الحد بقيت في الحديقة تذهب و تجئ بقلق.
"ما الذي حدث يا سيد جمال ؟! ما الذي أخرك!؟ لهل من الجيد ان تترك نجمتك وحيدة و هي تأكل همك" راحت نجمة تقول بقلق.
و من دون سابق انذار طرق باب بيتها بقوة جعل نجمة نقفز من مكانها بهلع، استغربت الأمر فوالدها لديه مفتاحاً ليدخل.
"من بالباب!؟" سألت نجمة من خلف الباب
"افتحي الباب يا آنسة، ان والدكِ معنا" صرخ صوت ذكوري من خلف الباب
"من تكون؟؟" صرخت نجمة من خلف الباب بشك
"فقط افتحي الباب لا وقت للشرح" صرخ صوتٌ ذكوري آخر و لكن لإستغراب نجمة لم يكن ذلك الصوت غريباً، قررت نجمة بعدما شاورت عقلها و ارتدت حجابها و اخفت سلاحها و الذي كان عبارة عن سكين مطبخ ان تفتح الباب، فتحت الباب بتردد، و اول ما وقعت عليه عيناها هو والدها الغارق في دمه.
------------------------------
حسناً انني مترددة بعض الشئ بشأن هذا الفصل و لكن اتمنى ان ينال على اعجابكم
للتوضيح فقط: قلعة سالم هو اسم عاصمة ماهستان و هي ليست قلعة فعلية .
ما رأيكم بالفصل!؟
ما رأيكم بخطط نجمة هل تنجح!؟
و ما رأيكم بشخصية سلطان الهلالي!؟
هل تنجح خطط نجمة هذه!؟
ما الذي حصل لوالد نجمة يا ترى!؟
ما الذي تتوقعونه في الأحداث القادمة!؟

نجمة و المخادعWhere stories live. Discover now