إغتيال مشاعر

3K 245 100
                                    

"هل سمعت عن ذئب الجبل!؟" سأل الرجل
"ذلك التعس ماذا به اتمنى لو كان ميتاً"أجاب الرجل الآخر بغضب
"اوه لا يقال انه سيتعاون مع والي مدينة ودة" قال الرجل
"و هل رجلكم هذا غبي لهذه الدرجة ليفضح خططه!؟ هل تصدق مثل تلك الأقاويل الغبية!؟" قال الرجل الآخ بإستنكار
"أحد اتباعه راح يفضح أسراره يبدو انه بدأ يضعف اتباعه ينسلون من حوله"
جلس سلطان و هو يستمع بإهتمام شديد للحديث الذي يدور في الطاولة التي خلفه ، تنهد براحة و هو ينظر أمامه، إن الأمور خرجت من تحت يده و قد زج بإسم ذئب الجبل و تم انتحال شخصيته السرية و لذلك آن الأوان ليتخلص منه بشكل قطعي  فهذا الشخص ينغص عليه خططه في كلتا الحالتين، حينما يكون بشخصيته الحقيقية او حينما يكون بشخصيته السرية، و من خلال انتقامه من هذا المزيف قرر ان يستغل الفرصة قليلاً ليزعزع أمن المملكة، فهو لن يوقف خططه ابداً، حتى و هو يحقق في بعض الأمور التي تخص الماضي، فقد عزم أن يبحث عن رجل يسمى "بالأثير" ففي جعبة هذا الرجل الكثير من الأمور!! و لكنه يخطط لأمر كبير يجب ان ينتهي الأمر ان لم ينتهي بالحيلة فهو يجب ان ينهيه بالقوة!! أجل فهو قد عزم على ذلك و خطط له هذه المرة بشكل جيد، يجب ان ينتهي من كل الذين كانوا سبباً في شقائه و في شقاء والدته ، واحداً واحداً سيصفي حساباته معهم و هذه المرة بيديه!!


وضعت نجمة رأسها في كتبها و هي تشعر بالإنزعاج، فقلقها المستمر على سلطان يجعلها تكره نفسها!! فهي لا تريد ان تهتم و كانت تبرر:"تلك مسؤليتكِ يا نجمة!" و لكن مؤخراً لم يعد الأمر كذلك فقلقها لم يعد مسؤولية انما هو خوف خوف من ان تفقده من حياتها فغدت مؤخراً تحب اللحظات القليلة التي تتشاركها مع سلطان حتى ان لم يتفقا فيها، كانت تشعر بإهتمامه بها و بطيبته المغلفة بالخبث وعدم الإهتمام. أجل انها تعترف انها تميل إليه! فقط في داخلها تعترف بذلك، و لكن!! هي لا تريد ان ترتبط بتلك المشاعر خصوصاً مع شخص كسلطان فهي تعرف انه يخفي حقيقته و هي لا تريد ان يتحطم قلبها لاحقاً حينما يكشف لها عن أوراقه!! ، هي تدرك جيداً ان مشاعرها ناحيته ليس حباً كلا! الحب يجعل المرء مجنون و يتغاضى عن عيوب معشوقه، انما مشاعرها هي أقرب للألفه فهي قد اعتادت على وجوده و أصبح هنالك بينهم نوع من التقارب الخاص، و لكنها لا تزال لا تثق به لا زالت عيوبه تغطيه كالقشرك العنيدة، تنهدت نجمة بضيق و هي تنظر لسقف مختبرها المرتفع ، مؤخراً باتت لا تراه كثيراً كما انها لاحظت أنه كثير التفكير و شارد الذهن أكثر الوقت و لكن أكثر ما أقلقها كانت عينه فقد كانتا تلمعان بخبث واضح، انه يخطط لشئ ما و هي يجب ان توقفه هذه المرة ليس فقط لضميرها و لكن ايضاً لأنها لا تريد ان تكرهه، رفعت نجمة رأسها فهي تنوي الذهاب للقصر اليوم! ، فقد تذكرت دعوة السلطانة لها .


نظر سلطان لمن حوله نظر جيداً في وجه كل من في القاعة تمعن في وجوههم بحذر ،ان الأوضاع مضطربة تماماً فالكثير من الولاة راحوا يستقلون بولاياتهم!! و تراجعوا عن دفع الجزية و اعتبروا انفسهم كيانات مستقلة و غدت لهم جيوش!! و لكن أكثر ما يخيف الملأ الموجود في هذا القاعة هو والي "ودة" انه شخص قوي بشخصية قيادية مسيطرة و له طموح توسعي و سرت إشاعات كثيرة عن كونه استقل بولايته و ان ذئب الجبل قد تعاون معه!! و لكن لا يزال غير معروف هو في صف من فعلاً فهو لا يزال يدفع الجزية بشكل طبيعي و يسك اسم السلطان على العمله بشكل طبيعي و يدعى للسلطان على المنابر و لكن تلك الشائعات اقلقت الناس،و الشارع العام مستنفر.
تنفس سلطان بتوتر و هو يراقب سليمان السليماني، يبحث في وجهه عما يؤكد له انه كان وراء كل شئ و ما زال، و لكنه لم يجد سوى جمود في ملامحه.
"أيها الكاتب ما بالك شارد الذهن!؟" سأل سامح بخبث
"لا شئ و اود ان اتحمد لك بالسلامة يبدو ان قدمك قد طابت، ما الذي اوصل قدمك لهذه الحال؟!" سأل سلطان بإهتمام مزيف
"اوه انه قطة حقيرة "قال سامح بتوتر و بسرعة
"قطة!؟" سأل سلطان بإستغراب
"أجل لقد.... لقد قفزت على قطعة حديدية و اوقعتها على قدمي!" قال سامح بسرعة
نظر له سلطان بشك!؟و لكن سامح ليس أكبر اهتماماته فعيناه متركزتان على سليمان السليماني!! ليس اليوم و لكن قريباً قريباً جداً سينفذ مخططه الجديد هذه المرة لن يتدخل أحد في خططه سيقوم بكل شئ بنفسه.



نجمة و المخادعWhere stories live. Discover now